اشك أن هذا الكتاب هو حبل الله الممدود من ربنا إلينا, من تمسك به هُدي ومن
اعتصم به فاز, والفوز هو الجنَّة.
والله عز وجل قد أوصانا بكتابه في كتابه بوصايا كثيرة فيها الأمر بتلاوة
القرآن وترتيله: ورتّل القرآن ترتيلا [المزمل:4]. من أهل الكتاب أمة قائمة
يتلون كتاب الله آناء الليل وهم يسجدون [آل عمران:113]. والذين يذكرون الّله
قياماً وقعوداً وعلى جنوبهم [آل عمران:191]. أمّن هو قانت آناء الليل
ساجداً وقائماً يحذر الآخرة ويرجو رحمة ربه [الزمر:9]. هذه بعض الاداب التي
ينبغي للمسلم ان يلتزم بها اثناء قراءته للقران.
1- الإخلاص لله سبحانه وتعالى:
فإن النبي صلى الله عليه وسلم قد أخبرنا يوم القيامة عمَّن تُسعربهم النار,
وهم ثلاثة: فمنهم قارئ للقرآن والسبب ولاشك في تسعير النار به يوم القيامة هو
أنه لم يكن من الذين أخلصوا لله سبحانه وتعالى في ذلك وكذلك هؤلاء الثلاثة
الذين هم أول من تُسعر بهم النار.فأولاً لا بُدَّ من الإخلاص لله سبحانه
وتعالى في التلاوة.
2-أن يتلوَه على طهارة:
ولاشك أن تِلاوته على طهارة أفضل من تلاوته على غير طهر.
3-التسوك
لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال في الحديث الصحيح: ((إن أفواهكم طرق للقرآن
فطيّبوها بالسواك)).
4-الاستعاذة بالله من الشيطان الرجيم:
لأن الله تعالى قال: فإذا قرأت القرآن فاستعذ بالله من الشيطان الرجيم [النحل:
98]. والمعنى: إذا أردت القراءة.
5-البسملة:
على القاريء أن يحافظ على قراءة البسملة أولَ كلِ سورة غير سورة "براءة " فقد
ثبت أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يعرفُ انقضاء السورة بابتداء السورة التي
تليها بالبسملة, إلا في موضع واحد وهو ما بين الأنفال وبراءة.
6- ترتيل القرآن:
لأن الله قال: ورتل القرآن ترتيلاً . ونعتَت أم سلمة قراءة رسول الله صلى
الله عليه وسلم بأنها قراءة مفصّلةً حرفاً حرفاً. والترتيل لا شك أنه مما يعين
على تدبر القرآن والتأثر به.
7- الإجتماع لتلاوته:
كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((وما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله يتلون
كتاب الله ويتدارسونه بينهم إلاّ نزلت عليهم السكينة, وغشيتهم الرحمة وحفتهم
الملائكة وذكرهم الله فيمن عنده)), فإذاً الاجتماع لتلاوة القرآن ومدارسته من
السنن والمستحبات العظيمة.
8- تحسين الصوت بالقرآن:
الْبَرَاءَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقْرَأُ وَالتِّينِ وَالزَّيْتُونِ فِي الْعِشَاءِ وَمَا
سَمِعْتُ أَحَدًا أَحْسَنَ صَوْتًا مِنْهُ أَوْ قِرَاءَةً بخ. لقوله صلى الله
عليه وسلم: ((حسنوا القرآن بأصواتكم, فإن الصوت الحسن يزيد القرآن حسناً)) وفي
رواية: ((حسنُ الصوت زينة القرآن)) وكلاهما حديثان صحيحان عن النبي صلى الله
عليه وسلم. فتحسين الصوت: يعني تجميلهُ وتزينهُ والإعتناءُ به و الإبداعُ فيه.
9 - أن يتغنى بالقرآن:
وهذا تابع لما ذكر من تحسين الصوت به. فإن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
((ليس منا من لم يتغن بالقرآن)), وكذلك حديث: ((ما أذن الله لشيء ما أذن لنبي
حسن الصوت بالقرآن يتغنى به)) فالتغني بالقرآن من آداب التلاوة ومستحباتها,
فمعنى التغني: تحسين الصوت.
10- تفخيم التلاوة:
التفخيم يعني ألاّ يقرأه بصوت كصوت النساء إذا كان القاريء رجلاً, وألاّ تقرأ
المرأة بصوت كصوت الرجال, وإنما يقرأ كل شخصٍ بطبيعته, الرجل بطبيعته والمرأه
بطبيعتها, فلا تشبّه ولا ميوعة عند تلاوة كلام الله.