(1023)
وَقُلْ قَالَ (عَـ)ـنْ (كُـ)ـفْؤٍ وَسَقْفاً بِضَمِّهِ وَتَحْرِيكِهِ بِالضَّمِّ (ذَ)كَّرَ (أَ)نْبَلاَ
يعني-قل أو لو جئتكم-قرأه حفص وابن عامر-قال-على الخبر أي قال النذير وقراءة الباقين على حكاية ما أمر به النذير أي قلنا له إذ ذاك قل لهم هذا كلام وتقدير البيت وقل يقرأ ثم قال وسقفا بضمه أي بضم السين وتحريك القاف جمعا قال أبو علي سقف جمع سقف كرهن ورهن قال وسقف واحد يدل على الجمع ألا ترى أنه قد علم بقوله-لبيوتهم-أن لكل بيت سقفا قال أبو عبيد ولم تجد مثال فعل بجمع على فعل غير حرفين سقف وسقف ورهن ورهن ، قلت وأجمعوا على إفراد التي في النحل (فخر عليهم السقف من فوقهم) ، (وجعلنا السماء سقفا محفوظا) ، وقوله ذكر أنبلا أي نبيلا أي ذكر هذا اللفظ في حال نبله أو ذكر شخصا نبيلا أي أفهمه أنه أحد الحرفين المجموعين على هذا الوزن
(1024)
وَ(حُـ)ـكْمُ (صِحَـ)ـابٍ قَصْرُ هَمْزَةِ جَاءَنَا وَأَسْوِرَةً سَكِّنْ وَبِالْقَصْرِ عُدِّلاَ
الحاء من وحكم رمز أبي عمرو وقد سبق استشكاله والتنبيه عليه في مواضع يريد-حتى إذا جاءنا قال-فقراءة القصر على أن الجائي واحد وهو الذي عشى عن ذكر الرحمن عز وجل وقراءة المد على أن الجائي اثنان هو وقرينه وهو القائل لقرينه-يا ليت بيني وبينك-الآية وأسورة جمع سوار كأخمرة في جمع خمار وأساورة جمع الجمع وأجمع أساور وهو لغة في السور وهو موافق لقوله- يحلون فيها من أساور-فهو بالهاء وبغير الهاء واحد والله أعلم
(1025)
وَفِي سَلَفاً ضَمًّا (شَـ)ـرِيفٍ وَصَادُهُ يَصُدُّونَ كَسْرُ الضَّمِّ (فِـ)ـى (حَـ)ـقِّ (نَـ)ـهْشَلاَ
أي ضما قاريء شريف يريد ضم السنن واللام قالوا هو جمع سليف كرغف في جمع رغيف وبفتح السين واللام جمع سالف كخدم في جمع خادم وكلاهما بمعنى واحد وقال أبو علي سلف جمع سلف مثل أسد وأسد ووثن ووثن وسلف اسم من أسماء الجمع كخدم وطلب وحرس وكذلك المثل يراد به الجمع فمن ثم عطف على سلف في قوله-فجعلناهم سلفا مثلا-واختار أبو عبيد قراءة الفتح وقال هي التي لا تكاد العامة تعرف غيرها لأن الآثار التي نقلتها الفقهاء إلينا إنما بقفا فيها كلها السلف كذلك ذكرهم معاد ويبدأ ولم يسمع فى شيء منها السلف وقوله وصاد يصدون قال الشيخ الهاء في وصاده إضمار على شربطة التفسير قلت يكون قوله يصدون بدلا من الضمير كما تقول ضرب زيدا ومررت به زيد ويجوز أن يكون على التقديم وللتأخير أي ويصدون صاده كما قيل نحو ذلك في قوله تعالى-ومن وراء إسحاق يعقوب-على قراءة من رفع يعقوب أن التقدير ويعقوب من وراء إسحاق وقوله كسر إما مبتدأ ثان أو بدل اشتمال والعائد على يصدون محذوف أي كسر الضم منه أو كسر ضمه على قيام الألف واللام مقام الضمير نحو-مفتحة لهم الأبواب أي أبوابها وقد سبق معنى في حق نهشلا في سورة النساء وكسر الصاد وضمها في يصدون هنا لغتان مثل الخلاف في كاف يعكفون وراء يعرشون وهو من الصديد الذي هو الجلبة والصياح والضجيج وقيل الضم من الصدود الذي هو الإعراض قال أبو علي لو كانت من هذا لكان إذا قومك عنه يصدون ولم يكن منه وجوابه أن المعنى من أجل هذا المثل صدوا عن الحق وأعرضوا عنه وقرأت بخط ابن مجاهد في معاني القرآن يصدون منه وعنه سواء وقال الفراء العرب تقول يصد ويصد مثل يشد ويشد وينم وينم لغتان
(1026)
ءَآلِهةٌ كُوفٍ يُحَقِّقُ ثَانِياً وَقُلْ أَلِفاً لِلْكُلِّ ثَالِثاً ابْدِلاَ
يريد آلهتنا خير أم هو-فيها ثلاث همزات ثنتان مفتوحتان والثالثة ساكنة فأجمع على إبدالها ألفا لسكونها وفتح ما قبلها واختلف في الثانية فحققها الكوفيون على أصلهم في باب الهمزتين من كلمة وسهلها الباقون بين بين على أصولهم في قراءة-آمنتم-وحفص يسقط الأولى من-آمنتم-وأثبتها هنا والكلام في التحقيق والتسهيل والإبدال وعدم المد بين الهمزتين كما سبق في مسئلة-ءآمنتم-في الأصول وقوله ءآلهة مبتدأ وكوف خبره أي قراءة كوف ثم بينها بقوله يحقق ثانيا أي ثاني حروفه وإنما قال ذلك لأنه يمكن اتزان البيت بقراءة آلهة على لفظ التسهيل وهذا مما استدل به على أن الهمزة المسهلة برنة المحققة ويجوز أن يكون كوف مبتدأ ثانيا وما بعده خبره والجملة خبر الأول وقوله ألفا ثاني مفعولي أبدل والمفعول الأول هو مرفوع أبدل العائد على ءآلهة وثالثا نصب على التمييز من ذلك الضمير على قول من أجاز تقديم التمييز على عاملة أي أبدل هذا اللفظ ثالثا أي ثالث حروفه أبدل ألفا فيكون تقدير هذا النظم أبدل ثالثا ألفا كما لو قلت ريد كسى رأسا قلنسوة ولو قال ثالثه أبدلا لكان أظهر ووصل همزة القطع جائز للضرورة وفي عبارة الناظم نقل حركة همزة أبدل إلى التنوين فانضم وانحذف الهمزة كما يقرأ ورش-غرووا-أولئك مأواهم-وقد سبق شرح مثل هذا البيت في باب الهمزتين من كلمة
(1027)
وَفِي تَشْتَهِيهِ تَشْتَهِي (حَقُّ صُحْبَةٍ) وَفِي تُرْجَعُونَ الْغَيْبُ (شَـ)ـايَعَ (دُ)خْلُلاَ
اختلف المصاحف الأئمة في هذه الكلمة فكتبت الهاء في مصاحف المدينة والشام وحذفت من غيرها ووجه القراءتين ظاهر لأن الجملة صلة ما وحذف العائد من الصلة إلى الموصول جائز والغيب في قوله-وعنده علم الساعة وإليه ترجعون-شايع دخللا قبله وهو-فذرهم يخوضوا-والخطاب على الالتفات واختار أبو عبيد الغيب
(1028)
وَفِي قِيلَهُ اكْسِرْ وَاكْسِرِ الضَّمَّ بَعْدُ (فِـ)ـي (نَـ)ـصِيرٍ وَخَاطِبْ تَعْلَمُونَ (كَـ)ـمَا (ا)نْجَلاَ
هكذا وقع في الرواية في جميع النسخ وفي-قيله-اكسر اللام وهو سهو والصواب على ما مهده في خطبته أن تكون اخفض لأنها حركة إعراب ثم قال واكسر الضم يعني في الهاء وهذا على بابه لأنه حركة بناء وإنما قال في الثانية اكسر الضم وقال في الأولى اكسر ولم يقل اكسر الفتح لأن الفتح ضد الكسر فكفى الإطلاق والضم ليس ضدا للكسر فاحتاج إلى بيان القراءة الأخرى وقوله بعد أي بعد ذلك الكسر وقوله في نصير في موضع الحال أي كائنا في رهط نصير أي في جملة قوم ينتصرون لتوجيه القراءتين فوجه الجر العطف على لفظ الساعة في قوله-وعنده علم الساعة-و-قيله-أي وعلم قيله وقيل الواو في وقيله للقسم وجوابه-إن هؤلاء-وأما النصب فعطف على موضع الساعة فإنه في موضع نصب أي يعلم الساعة ويعلم قيله وقيل عطف على-سرهم ونجواهم-وقيل هو نصب على المصدر أي وقال قيله أي شكا شكواه والقيل والقول واحد ومنه قول كعب بن زهير ، (يسعى الوشاة جنابتها وقيلهم إنك يا ابن أبي سلمى لمقتول) ، ذكر الوجهين الأخيرين الأخفش والفراء وذكر هذه الأوجه الثلاثة أبو علي وسبقه إليها الزجاج واختار العطف على موضع الساعة وصدق لأن الجر عطف على لفظها فيتحد معنى القراءتين وذكر النحاس وجهين آخرين أن يكون عطفا على مفعول محذوف أي ورسلنا يكتبون ذلك وقيله أو وهم يعلمون الحق وقيله واختار أبو عبيد قراءة النصب قال لكثرة من قرأ بها ولصحة معناها إنما هي في التفسير-أم يحسبون أنا لا نسمع سرهم ونجواهم-ونسمع-قيله يا رب-وقال النحاس القراءة البينة بالنصب من جهتين إحداهما أن المعطوف على المنصوب يحسن أن يفرق بينهما وإن تباعد ذلك لانفصال العامل والمعمول فيه مع المنصوب وذلك في المخفوض إذا فرقت بينهما قبيح والجهة الأخرى أن أهل التأويل يفسرون الآية على معنى النصب قال والهاء في قيله تعود إلى النبي محمد أو إلى عيسى بن مريم عليهما السلام ، قلت وإذا كان المعنى يصح على عطف وقيله المنصوب على مفعول-وهم يعلمون-المحذوف أي إلا من شهد بالحق وهم يعلمونه ويعلمون قيله فيجوز أن يقال إن القراءتين عطف على بالحق النصب على الموضع والجر على اللفظ والذي شهد بالحق ذكر في التفسير أنهم الملائكة والمسيح وعزير عليهم السلام وقال الزمخشري بعد حكايته للوجوه الثلاثة المتقدمة والذي قالوه ليس بقوي في المعنى مع وقوع الفصل بين المعطوف والمعطوف عليه بما لا يحسن اعتراضا ومع تنافر اللفظ وأقوى من ذلك وأوجه أن يكون الجر والنصب على إضمار حرف القسم وحذفه ، قلت أما على قراءة الجر فواضح جوازه وقد تقدم ذكرنا له وأما على قراءة النصب فغلط لأن حرف القسم موجود وهو الواو فلا نصب مع وجودها والله أعلم ، ثم قال وخاطب-تعلمون-يعني الذي هو آخر السورة ووجه الخطاب فيه والغيب ظاهر وقد سبقت نظائرهما والله أعلم
(1029)
بِتَحْتِي عِبَادِي الْيَا وَيَغْلِي (دَ)ناَ (عُـ)ـلاً وَرَبُّ السَّموَاتِ اخْفِضُوا الرَّفْعَ (ثُـ)ـمَّلاَ
أي هاتين الكلمتين في سورة الزخرف الياء يعني ياء الإضافة المختلف في فتحها وإسكانها الأولى-من تحتي أفلا تبصرون-فتحها نافع والبري وأبو عمرو والثانية-يا عبادي لا خوف عليكم-فتحها في الوصل أبو بكر وسكنها في الحالين نافع وأبو عمرو وابن عامر وحذفها الباقون في الحلين وفيها زائدة واحدة واتبعون هذا صراط أثبتها في الوصل أبو عمره وحده ثم ذكر الخلاف في آخر سورة الدخان فقال ويغلي يعني كالمهل تغلي في البطون قرأه بالتذكير ابن كثير وحفص أي يغلي الطعام والباقون بالتأنيث أي تغلي الشجرة وعلا حال أو تمييز أي دنا ذا علاء أو دنا علاه والخفض في-رب السموات-في أول السورة على البدل من قوله-رحمة من ربك-والرفع على الابتداء وخبره-لا إله إلا هو-أو يكون خبر مبتدأ محذوف أي هو رب السموات وثملا حال من فاعل اخفضوا أي مصلحين وقد تقدم
(1030)
وَضَمَّ اعْتِلُوهُ اكْسِرْ (غِـ)ـنىً إِنَّكَ افْتَحُوا (رَ)بِيعاً وَقُلْ إِنِّي وَلِي الْيَاءُ حُمِّلاَ
أي ذا غنى والضم والكسر في تا-فاعتلوه-لغتان وهو القود بعنف والفتح في-ذق إنك-أي لأنك أنت والكسر ظاهر وهما على وجه التهكم والاستهزاء وربيعا حال أي ذوي ربيع أو ذا ربيع على أن يكون حالا من الفاعل أو المفعول والربيع النهر الصغير فحسن من جهة اللفظ قوله افتحوا ربيعا والألف في آخر حملا ضمير يرجع إلى إني ولي والياء بالنصب مفعول ثان لجملا أي أتت ياء الإضافة المختلف فيها فيهما أراد-إني آتيكم بسلطان-فتحها الحرميان وأبو عمرو-وإن لم تؤمنوا لي-فتحها ورش وحده وفيها زائدتان-أن ترجمون-وإن لم تؤمنوا لي فاعتزلون-أثبتهما في الوصل ورش وحده وقلت فيهما مع-الجوار-في الشورى-واتبعوني-في الزخرف ، (وواتبعوني والجوار وترجمون فاعتزلون زائدات لدى العلا)