(1010)
وَيَدْعُونَ خَاطِبْ (إِ) ذْ (لَـ)ـوى هَاءُ مِنْهُمْ بِكَافٍ (كَـ)ـفَى زِدِ الْهَمْزَ (ثُـ)ـمَّلاَ
أراد-والذين تدعون من دونه-الخلاف فيه في الغيب والخطاب ظاهر وقوله إذ لوى أي أعرض لأنه عدل إلى الخطاب فأعرض عن إجراء الكلام على الغائبين في قوله-ما للظالمين من حميم ولا شفيع-وأما-أشد منهم قوة-فكتب في مصاحف الشام موضع منهم بالهاء منكم بالكاف فكل قرأ بما في مصحفه والكلام فيه كما في يدعون لأنه خطاب وغيب وأما-إني أخاف أن يبدل دينكم وأن-فقراءة الجماعة بواو العطف وزاد الكوفيون قبل الواو همزة وأسكنوا الواو فصارت أو أن بحرف أو وهو للعطف أيضا إلا أنه للترديد بين أمرين والواو للجمع بينهما وكذلك هي في مضاعف الكوفة بزيادة همزة وكل واحد من الأمرين مخوف عنده فوجه الجمع ظاهر ووجه الترديد أن كل واحد منهما كان في التحذير فكيف إذا اجتمعا وقوله ثملا هو جمع ثامل وهو المصلح والمقيم وقد سبق شرحه في المائدة ونصبه هنا على أنه ثاني مفعولي زد كما تقول زد الدراهم قوما صالحين ويجوز أن يكون حالا من الهمزة على تقدير ذا ثمل أي جماعة مصلحين للمعنى مقيمين على القراءة به ويجوز أن يكون حالا من فاعل زد لأنه لم يرد به واحدا وإنما هو خطاب لكل قاريء فهو كما تقدم في الفرقان وخاطب يستطيعون عملا والله أعلم
(1011)
وَسَكِّنْ لَهُمْ وَاضْمُمْ بِيَظْهَرَ وَاكْسِرَنْ وَرَفْعَ الْفَسَادَ انْصِبُ (إِ)لَى (عَـ)ـاقِلٍ (حَـ)ـلاَ
أي سكن الواو للكوفيين كما تقدم ثم تكلم في خلاف كلمة يظهر فقال ضم تاء واكسر هاءه فيصير يظهر من أظهر فهو فعل متعد فلزم نصب الفساد لأنه مفعوله وفاعله ضمير يرجع إلى موسى عليه السلام وقراءة الباقين بفتح الياء والهاء ورفع الفساد على أنه فاعل يظهر فقوله واضمم بيظهر أي بهذا اللفظ والنون في واكسرن للتأكيد وإلى عاقل متعلق بحال محذوف أي وانصب رفع الفساد مضيفا ما ذكرت إلى قاريء عاقل حلا
(1012)
فَأَطَّلِعَ ارْفَعْ غَيْرَ حَفْصٍ وَقَلْبِ نَوْوِنُوا (مِـ)ـنْ (حَـ)ـمِيدٍ ادْخِلُوا (نَفَرٌ صِـ)ـلاَ
فاطلع بالرفع عطف على أبلغ وبالنصب لأنه في جواب الترجي ونظيره ما يأتي في سورة عبس وأما-على كل قلب متكبر-فمن نون قلب فمتكبر صفة له لأنه محل الكبر ومن أضاف كان متكبر صفة للجملة والتقدير على قلب لمتكبر وقدر أبو علي على كل قلب كل متكبر فحذفت كل الثانية وقدر الزمخشري على قراءة التنوين على كل ذي قلب ولا حاجة إلى شيء من ذلك فالمعنى في القراءتين أوضح من أن تحتاج إلى حذف وإنما قدر أبو علي كل الثانية لتقيد العموم في أصحاب القلوب لأنه ظن أن ظاهر الآية لا تفيد إلا الطبع على جملة القلب وجوابه أن عموم كل المضاف إلى القلب للقلوب وأصحابها لأنه شامل لقلوب المتكبرين فاسترسل العموم على الكلمتين لأن المضاف إلى المضاف إلى كل كالمضاف إليها نفسها والدليل عليه أن ما من قلب لمتكبر إلا وهو داخل في هذا اللفظ وذلك هو المقصود فلا فرق بين أن تقول كل قلب متكبر أو قلب كل متكبر وروى أن ابن مسعود قرأها كذلك فهو شاهد لقراءة الإضافة قال أبو عبيد معنى على قلب متكبر وعلى قلب كل متكبر يرجعان إلى معنى واحد وقال الفراء المعنى في تقدم القلب وتأخره واحد سمعت بعض العرب يقول يرجل شعره يوم كل جمعة يريد كل جمعة والمعنى واحد وقوله غير حفص يحتمل أمرين أحدهما أن يكون على حذف حرف النداء أي يا غير حفص كأنه نادى القارئين لذلك والثاني أن يكون حالا أي غير قاريء لحفص أي إذا قرأت لغيره فارفع وقوله من حميد أي هو تنزيل من حميد يعني الله تعالى كما قال-تنزيل من حكيم حميد- ويجوز أن يقدر آخذين للتنوين من قاريء حميد أي محمود الطريقة في الثقة والعلم ثم قال ادخلوا أي ادخلوا آل فرعون نفر صلا أي ذو صلا يريد الذكاء على ما سبق تفسيره في سورة الأنعام وغيرها وهو خبرا ادخلوا ثم ذكر ما يفعل فيه هؤلاء فقال
(1013)
عَلَى الْوَصْلِ وَاضْمُمْ كَسْرَهُ يَتَذَكَّرُونَ (كَهْفٌ سَماَ) وَاحْفَظْ مُضاَفَاتِهاَ الْعُلاَ
أي على وصل همزته وضم خاءه المكسورة فيكون فعل أمر من دخل وقرأ الباقون بقطع الهمزة وفتحها على ما سبق في نظائره وبكسر الخاء فيكون فعل أمر من دخل فعلى الأول هو أمر لهم أي ادخلوا يا آل فرعون وعلى الثاني هو أمر للملائكة وآل فرعون مفعول به والغيب والخطاب في-قليلا ما يتذكرون-ظاهران ثم ذكر الياءات
(1014)
ذَرُونِي وَادْعُونِي وَإِنِّي ثَلاثَةٌ لَعَلِيِّ وَفِي مَالِي وَأَمْرِيَ مَعْ إِلى
يريد- ذروني أقتل موسى-ادعوني أستجب-فتحهما ابن كثير وحده-إني أخاف-ثلاثة مواضع واحد من قول فرعون-إني أخاف أن يبدل دينكم-واثنان من قول مؤمن آل فرعون-إني أخاف عليكم مثل يوم الأحزاب-إني أخاف عليكم يوم التناد-فتحهن الحرميان وأبو عمرو-لعلي أبلغ الأسباب-فتحها الحرميان وأبو عمرو وابن عامر-مالي أدعوكم إلى النجاة-كذلك إلا ابن ذكوان وأفوض أمري إلى الله فتحها نافع وأبو عمرو وهذا معنى قوله مع إلي وموضع هذه الكلمات رفع أي هي ذروني وكذا وكذا أو نصب على البدل من مضافاتها في البيت السابق وقوله وإني ثلاثة ينبغي أن يكون ثلاثة منصوبا على الحال وهو كما سبق تقريره في سورة القصص وأنث العدد هناك وذكره هنا باعتبار الكلمات والألفاظ وقوله لعلي على حذف حرف العطف وفي مالي أي وياء الإضافة في مالي أيضا وهو عطف على المعنى لأن ما تقدم فيه كذلك ياءات الإضافة فهو قريب من قوله تعالى (إنما الصدقات للفقراء) ، إلى أن قال وفي الرقاب أي وتدفع أيضا في فك الرقاب وفي الإنفاق في سبيل الله تعالى وموضع قوله مع إلى نصب على الحال أي مصاحبا للفظ إلى والله أعلم ، وفيها ثلاث زوائد "يوم التلاق-يوم التناد" أثبتهما نافع في الوصل وابن كثير في الحالين "اتبعوني أهدكم" أثبتها في الوصل أبو عمرو وقالون وفي الحالين ابن كثير وقلت في ذلك ، (يا اتبعوني أهدكم والتلاق والتناد ثلاث في الزوائد تجتلا)