(877)
وَهذَيْنِ فِي هذَانِ (حَـ)ـجَّ وَثِقْلُهُ (دَ)ناَ فَاجْمَعُوا صِلُ وَافْتَحِ الْمِيمَ (حُـ)ـوَّلاَ
أي وقرأ أبو عمرو "إن هذين" بنصب "هذين" لأنه اسم إن فهذه قراءة جلية أيضا فلهذا قال حج أي غلب في حجته لذلك ثم قال وثقله دنا أي أن ابن كثير شدد النون من هذان وهذا قد تقدم ذكره في النساء وإنما أعاد ذكره تجديدا للعهد به وتذكيرا بما لعله نسى كما قلنا في "سوى وسدى" وأما قراءة غير أبي عمرو وابن كثير وحفص فبتشديد إن وهذان بألف ، قال أبو عبيد ورأيتها أنا في الذي يقال إنه الإمام مصحف عثمان بن عفان بهذا الخط-هذان-ليس فيها ألف وهكذا رأيت رفع الاثنين في جميع ذلك المصحف بإسقاط الألف فإذا كتبوا النصب والخفض كتبوهما بالياء ولا يسقطونها ، قلت فلهذا قرئت بالألف إتباعا للرسم واختارها أبو عبيد وقال لا يجوز لأحد مفارقة الكتاب وما اجتمعت عليه الأمة وقال الزجاج ، أما قراءة أبي عمرو فلا أجيزها ، لأنها خلاف المصحف وكلما وجدت إلى موافقة المصحف سبيلا لم أجز مخالفته لأن اتباعه سنة وما عليه أكثر القراء ولكني أستحسن إن هذان بتخفيف إن وفيه إمامان عاصم والخليل وموافقة أبي في المعنى وإن خالفه اللفظ ، يروى عنه أنه قرأ (ما هذان إلا ساحران) وفي رواية " إن ذان إلا ساحران" قال ويستحسن أيضا (إن هذا لساحران) ، لأنه مذهب أكثر القراء وبه يقرأ ، قال وهذا حرف مشكل على أهل اللغة وقد كثر اختلافهم في تفسيره ، قلت مدار الأقوال المنقولة عنهم في ذلك على وجهين ، أحدهما أن يكون هذان اسما لأن والآخر أن يكون مبتدأ فإن كان اسما لأن فلا يتوجه إلا على أنه لغة لبعض العرب يقولون هذان في الرفع والنصب والجر كما يلفظون لسائر الأسماء المقصورة ، كعصى وموسى ، وكذا ما معناه التثنية نحو كلا إذا أضيف إلى الظاهر اتفاقا من الفصحاء وإلى الضمير في بعض اللغات ، قال الزجاج حكى أبو عبيد عن أبي الخطاب وهو رأس من رؤساء الرواة إنها لغة كنانة يجعلون ألف الاثنين في الرفع والنصب والخفض على لفظ واحد ، يقولون آتاني الزيدان ورأيت الزيدان ومررت بالزيدان ويقولون ضربته من أذناه ومن يشتري مني الحقان قال وكذلك روى أهل الكوفة أنها لغة بني الحارث ابن كعب وقال أبو عبيد كان الكسائي يحكي هذه اللغة عن بني الحارث بن كعب وخيثم وزبيد وأهل تلك الناحية ، وقال الفراء أنشدني رجل من الأسد عن بعض بني الحارث ، (فاطرق اطراق الشجاع ولو ترى مساغا لناباه الشجاع لصمما) ، قال وحكى عنه أيضا هذا خط يدا أخي أعرفه ، قال أبو جعفر النحاس هذا الوجه من أحسن ما حملت عليه الآية إذ كانت هذه اللغة معروفة قد حكاها من يرتضي علمه وصدقه وأمانته منهم أبو زيد الأنصاري وهو الذي يقال إذا قال سيبويه حدثني من أثق به فإنما يعنيه وأبو الخطاب الأخفش وهو رئيس من رؤساء أهل اللغة روى عنه سيبويه وغيره وقال غيره هي لغة بني العنبر وبني الهجيم ، ومراد وعذرة وبعضهم يفر من الياء مطلقا في التثنية والأسماء الستة وعلى والي قال الراجز ، (أي قلوص راكب تراها طاروا على هن فطر علاها) ، (إن أباها وأبا أباها قد بلغا في المجد غايتاها) ، قال هو بز الحارثي أنشده الكسائي ، (تزود منا بين أذناه ضربة دعته إلى هابي التراب عقيم) ، معناه وإلى موضع هابيء التراب أي ترابه مثل الهباء يريد به القبر ثم وصفه بأنه عقيم أي لا مسكن له بعده وأنشد غيره ، (كأن صريف ناباه إذا ما أمرهما ترنم أخطبان) ، وقال أبو حاتم ، قال أبو زيد سمعت من العرب من يقلب كل ياء ينفتح ما قبلها ألفا فيقول جئت إلاك وسلمت علاك قلت فإذا ثبتت هذه اللغة فقد وجهها النحاة بوجوه منها ما يشمل جميع مواضع التثنية ومنها ما يختص باسم الإشارة قيل شبهت ألف التثنية بألف يفعلان فلم تغير وقيل لأن الألف حرف الإعراب عند سيبويه وحرف الإعراب لا يتغير وقيل الألف في هذان هي ألف هذا وألف التثنية حذفت لالتقاء الساكنين وقيل جعلوا هذان لفظا موضوعا للتثنية مبنيا على هذه الصفة كما قالوا في المضمر أنتما وهما لأن أسماء الإشارة أسماء مبنيات كالمضمرات فلم تعرب تثنيتهما وقيل فروا من ثقل الياء إلى خفة الألف لما لم يكن هنا على حقيقة التثنية بدليل أنه لم يقل ذيان كما يقال رحيان وحبليان ، وقال الفراء الألف من هذا دعامة وليست بلام فعل فلما ثنيته زدت عليها نونا ثم تركت الألف ثابتة على حالها لا تزول في كل حال كما قالت العرب الذي ثم زادوا نونا تدل على الجمع فقالوا الذين في رفعهم ونصبهم وخفضهم كذا تركوا هذان في رفعه ونصبه وخفضه قلت وإنما اكتفوا بالنون في هذين الضربين لأنها لا تحذف لإضافة ولما كانت النون تحذف من غيرهما للإضافة احتاجوا إلى ألف تبقى دلالة على التثنية ، قال وكنانة تقول ألذون وقال النحاس سألت أبا الحسن بن كيسان عنها فقال سألني عنها إسماعيل بن إسحاق فقلت لما كان يقال هذا في موضع النصب والخفض والرفع على حال واحد وكانت التثنية يجب أن لا يغير لها الواحد أجريت التثنية مجرى الواحد قلت هذه سبعة أوجه صالحة لتعليل لغة من لا يقلب ألف هذا وهي مفرقة في كتب جماعة من المصنفين يوردونها على أنها وجوه في الاحتجاج لهذه القراءة وليست الحجة إلا في كونها لغة لبعض العرب إذ لو لم يثبت كونها لغة لما ساغ لأحد برأيه أن يفعل ذلك لأجل هذه المعاني أو بعضها فترى بعضهم يقول في تعليل هذه القراءة خمسة أقوال وبعضهم يقول ستة وبعضهم بلغ بها تسعة وليس لها عندي إلا ثلاثة أقوال ذكرنا منها قولا واحدا وهو أنها على لغة هؤلاء القوم ووجهنا هذه اللغة بوجوه سبعة وهذان فيها كلها اسم لأن القول الثاني أن تكون أن بمعنى نعم ، وقد ثبت ذلك في اللغة كأنهم لما (تنازعوا أمرهم بينهم وأسروا النجوى) ، أفضى بعضهم إلى بعض ذلك فقال المخاطبون نعم ، هو كما تقولون أو قال لهم فرعون وملاؤه (هذان ساحران) ، فانظروا كيف تصنعون في إبطال ما جاءا به فقالوا نعم ثم استأنفوا جملة ابتدائية فقالوا "هذا إن لساحران" ، وهذا القول محكي عن جماعة من النحاة المتقدمين قال النحاس وإلى هذا القول كان محمد بن يزيد وإسماعيل ابن إسحاق يذهبان قال ورأيت أبا إسحاق وأبا الحسن علي بن سليمان يذهبان إليه قلت وهذا القول يضعفه دخول اللام في خبر المبتدإ فأنشدوا على ذلك أبياتا وقع فيها مثل ذلك واستنبط الزجاج لها تقديرا آخر وهو لهما ساحران فتكون داخلة على مبتدأ ثم حذف للعلم به ، واتصلت اللام بالخبر دلالة على ذلك قال وكنت عرضته على عالمنا محمد بن يزيد وعلى إسماعيل بن إسحاق بن حماد بن يزيد يعني القاضي فقبلاه وذكرا أنه أجود ما سمعناه في هذا وقال أبو علي هذا تأويل غير مرتضى عندي إذ يقبح أن يذكر التأكيد ويحذف تفسير المؤكد ، أو شيء من المؤكد القول الثالث قال الزجاج النحويون القدماء ، الهاء ههنا مضمرة ، المعنى "إنـ"ـه هذان لساحران" ، يعني إنه ضمير الشأن والجملة بعده مبتدأ وخبر وفيه بعد من جهة اللام كما سبق ومن جهة أخرى ، وهي حذف ضمير الشأن فذلك ما يجيء إلا في الشعر ومنهم من قال ضمير الشأن والقصة موجود وهو أنها ذان فيكون اسم الإشارة خاليا من حرف التنبيه ولكن هذا يضعفه مخالفة خط المصحف فبان لمجموع ذلك ضعف هذه القراءة فإنها إن حملت على تلك اللغة فهي لغة مهجورة غير فصيحة ولأن لغة القرآن خلافها بدليل قوله تعالى (إحدى ابنتي هاتين) ، وجميع ما فيه من ألفاظ التثنية فإنها إنما جاءت على اللغة الفصيحة التي في الرفع بالألف وبالياء في النصب والجر وإن حملت على أن ، إن بمعنى نعم فهي أيضا لغة قليلة الاستعمال ويلزم منه شذوذ إدخال لام التوكيد في الخبر كما سبق وإن حملت على حذف ضمير الشأن فهو أيضا ضعيف ويضعفه أيضا اللام في الخبر وقراءة هذين بالياء ووجهها ظاهر من جهة اللغة الفصيحة لكنها على مخالفة ظاهر الرسم فليس الأقوى من جهة الرسم واللغة معا إلا القراءة بتخفيف إن ورفع هذان والله المستعان وقول الناظم فأجمعوا صل أي ائت بهمزة الوصل في قوله تعالى (فأجمعوا كيدهم) ، وافتح الميم فهو موافق لقوله ( فجمع كيده) ، المتفق عليه وقراءة الباقين بهمزة قطع وكسر الميم من أجمع أمره إذا أحكم وعزم عليه وكلاهما متقارب ، والذي في يونس بالقطع (فأجمعوا أمركم وشركاؤكم) ، وحولا حال وهو العارف بنحو الأمور والله أعلم
(878)
وَقُلْ سَاحِرٍ سِحْرٍ (شَـ)ـفَا وَتَلَقَّفُ ارْفَعِ الْجَزْمَ مَعْ أُنْثى يُخَيَّلُ (مُـ)ـقْبِلاَ
، يريد "إنما صنعوا كيد سحر" أي الذي صنعوه كيد من صانعة السحر وقرأ حمزة والكسائي "كيد سحر" على تقدير "كيد من سحر" أو "كيد لسحر" نحو باب ساج وضرب زيد والتقدير "كيد ذي سحر" أو عبر عن الساحر بالسحر مبالغة فيتحد معنى القراءتين (وتلقف ما صنعوا) ، الرفع على الاستئناف أو في موضع الحال المقدرة من فاعل ألقى أو مفعوله ، فالتاء للخطاب على الأول وللتأنيث على الثاني ، وإنما أنث والمفعول هو ما بمعنى الذي اعتبارا بالمدلول وهو العصا وجزم تلقف على جواب الأمر وهي قراءة الجماعة ولم يرفع غير ابن ذكوان وحده وهو الذي قرأ تخيل إليه بالتأنيث فقول الناظم "مقبلا" رمز للحرفين تلقف وتخيل ومقبلا حال من فاعل ارفع ، وأقام قوله أنثى مقام تأنيثا إقامة للاسم مقام المصدر وهو استعمال بعيد في مثل هذا أو أراد مع كلمة أنثى أي مؤنثة ثم بينها بقوله تخيل أي هي تخيل وجعلها أنثى لما كان التأنيث فيها ووجه التأنيث أن يكون الضمير في تخيل للحبال والعصى ، ويكون قوله "أنها تسعى" بدل اشتمال منه وعلى قراءة التذكير يكون قوله "أنها تسعى" وهو مرفوع تخيل أي تخيل إليه سعيها
(879)
وَأَنْجَيْتُكُمْ وَأَعَدْتُكُمْ مَا رَزَقْتُكُمْ (شَـ)ـفَا لاَ تَخَفْ بِالْقَصْرِ وَالْجَزْمِ (فُـ)ـصِّلاَ
يريد (قد أنجيناكم من عدوكم وواعدناكم)-(يا بني إسرائيل كلوا من طيبات ما رزقناكم) ، الكل بنون العظمة في قراءة الجماعة وقرأ الثلاثة حمزة والكسائي بتاء المتكلم على ما لفظ به الناظم ولم يبين القراءة الأخرى لظهور أمرها وأجمعوا على النون في قوله (ونزلنا عليكم المن والسلوى) ، وهو متوسط بين هذه الكلم وبه احتج أبو عمرو في اختيار قراءته ووافقه أبو عبيد على صحة الاحتجاج ووجه قراءة التاء قوله بعد ذلك (فيحل عليكم غضبي) ، ولم يقل غضبنا وكل ذلك من باب الالتفات وتلوين الخطاب ، وهو باب من أبواب الفصاحة معروف في علم البيان وقرأ حمزة وحده (لا تخف دركا) ، بالجزم على جواب الأمر وهو قوله ، (فاضرب لهم طريقا) ، أي إن تضرب لا تخف ويجوز أن يكون استئناف نهى ، ولما سكنت الفاء للجزم سقطت الألف من تخاف لالتقاء الساكنين فعبر الناظم بالقصر عن حذف الألف وبالجزم عن سكون الفاء وقرأ غير حمزة لا تخاف بإثبات الألف ورفع الفاء وهو في موضع الحال ، أي اضرب غير خائف ولا خاش أو يكون مستأنفا أي لست تخاف ولا تخشى وعلى قراءة الجزم يكون ولا تخشى بعده منقطعا أو مشيع الفتحة لأجل الفاصلة والله أعلم
(880)
وَحاَ فَيَحِلَّ الضَّمُّ فِي كَسْرِهِ (رِ)ضاً وَفِي لاَمِ يَحْلِلْ عَنْهُ وَافَى مُحَلَّلاَ
يريد (فيحل عليكم غضبي ومن يحلل) ، قرأهما الكسائي بضم الحاء من حل يحل إذا نزل وغيره بالكسر من حل يحل إذا وجب من حل الدين يحل ، وقد أجمعوا على كسر (أن يحل عليكم غضب من ربكم)-(ويحل عليه عذاب مقيم) ، وعلى ضم (أو تحل قريبا من دارهم) ، وأشار بقوله وافى محللا إلى جوازه وفاعل وافى ضمير عائد على الضم في كسره ، أي وافى ذلك في لام يحلل أيضا
(881)
وَفي مُلكِناَ ضَمٌّ (شَـ)ـفَا وَافْتَحُوا (أُ)ولِي (نُـ)ـهَى وَحَمَلْناَ ضُمَّ وَاكْسِرْ مُثَقِّلاَ
يريد (ما أخلفنا موعدك) ضم الميم حمزة والكسائي وفتحها نافع وعاصم وكسرها الباقون فالملك بالضم السلطان وبالفتح مصدر ملك وبالكسر ما حازته اليد ، أي بسلطاننا أو بأن ملكنا أمرنا أو باختيارنا ، واختار أبو عبيد قراءة الكسر واستبعد الضمة وقال أي ملك كان لبني إسرائيل يومئذ وقوله "أولى نهى" أي أصحاب عقول وهو حال من فاعل افتحوا أو منادى على حذف حرف الندا وحملنا وحملنا بضم الحاء وكسر الميم وتشديدها ظاهران والله أعلم
(882)
(كَـ)ـمَا (عِـ)ـنْدَ (حِرْمِيٍّ) وَخَاطَبَ تَبْصِرُوا (شَـ)ـذَّا وَبِكَسْرِ الَّلامِ تُخْلِفَهُ (حَـ)ـلاَ
هؤلاء هم الذين قرءوا حملنا بالضم والتشديد أي افعل كما في مذهب هؤلاء في هذا الحرف والغيبة في يبصروا به لبني إسرائيل والخطاب لأجل قوله فما خطبك وتبصروا فاعل خاطب لما كان الخطاب فيه وشذا حال ، أي ذا شذا ، ثم قال وتخلفه حلا بكسر اللام أي لا يقدر على إخلافه وبفتح اللام أي لا يخلفك الله إياه ثم قال
(883)
دُرَاكِ وَمَعْ يَاءِ بِنَنْفُخُ ضَمُّهُ وَفي ضَمِّهِ افْتَحْ عَنْ سِوى وَلَدِ الْعُلاِ
دراك أي أدرك ، ومراده لحق بمن سبق وهو رمز لابن كثير على كسر لام لن تخلفه ثم ذكر-(يوم ينفخ في الصور)-قرأه أبو عمرو بالنون على إسناد الفعل إلى الله تعالى بنون العظمة أي نأمر بالنفخ فيه فهو موافق لقوله بعده وعشر وقرأ الباقون بياء مضمومة ، وفتح الفاء على أنه فعل ما لم يسم فاعله والهاء في ضمه الأولى للياء وهو مبتدأ وما قبله خبره كما تقول مع زيد بالدار غلامه والهاء في ضمه الثانية للفظ بنفخ يريد ضم الفاء والله أعلم
(884)
وَبِالْقَصْرِ لِلْمَكِّي وَاجْزِمْ فَلاَ يَخَفْ وَأَنَّكَ لاَ فِي كَسْرِهِ (صَـ)ـفْوَةُ (ا)لْعُلاَ
يريد-(فلا يخاف ظلما ولا هضما)-الجزم على نهى الغائب والرفع على الإخبار ولا خلاف في الذي في سورة الجن (فلا يخاف بخسا ولا رهقا) ، أنه مرفوع وأنك لا تظمؤ بالكسر عطف على إن لك أن لا تجوع-وإن ذلك أن لا تظمأ وبالفتح عطف على أن لا تجوع ولا يلزم من ذلك إدخال إن المكسورة على المفتوحة لأن هذا هنا تقدير ولأن لك قد فصل بينهما والله أعلم
(885)
وَبِالْضَّمِّ تُرْضَى (صِـ)ـفْ (رِ)ضاً يَأْتِهِمْ مُؤَنَّثٌ (عَـ)ـنْ (أُ)ولِي (حِـ)ـفْظٍ لَعَلِّي أَخِي حُلاَ
يريد لعلك بضم التاء وفتحها ظاهر وكذا أو لم يأتهم بينة بالتاء والياء لأن تأنيث بينة غير حقيقي ، أي صف ترضى بالضم إذا رضي ويأتهم مؤنث عن أصحاب حفظ أي منقول عن العلماء الحفاظ ثم ذكر ياءات الإضافة وهي ثلاث عشرة في هذه السورة لعلي آتيكم فتحها الحرميان وأبو عمرو وابن عامر أخي اشدد فتحها ابن كثير وأبو عمرو وقوله حلا أي ذو حلا أو يكون أخبر بلفظ الجمع عن الاثنين لأنهما أقل الجمع على الرأي المختار
(886)
وَذِكْرِي مَعاً إِنِّي مَعاً لِي مَعاً حَشَرْتَنِي عَيْنِ نَفْسِي إِنَّنِي رَاسِيَ انْجَلاَ
يعني-(وأقم الصلاة لذكري إن الساعة)-فتحها نافع وأبو عمرو في ذكري اذهبا إني آنست نار-(إني أنا ربك لي أمري)-لنفسي اذهب إنني أنا الله-فتح الستة هذه الحرميان وأبو عمرو (ولي فيها مآرب) فتحها ورش وحفص (حشرتني أعمى)فتحها الحرميان-على عيني إذ تمشي ولا برأسي إني خشيت-فتحهما نافع وأبو عمرو وحذف الياء من عيني ضرورة وفيها زائدة واحدة-أن لا تتبعن أفعصيت-أثبتها في الوصل نافع وأبو عمرو وفي الحالين ابن كثير وقلت في ذلك ، (فتلك ثلاث بعد عشر وزائد بتتبعني الآت من بعد لفظ لا) ، أي الذي أتى من بعد لفظ لا