(823)
وَفِي مَرْيَمٍ بِالْعَكْسِ (حَقٌّ شِـ)ـفَاؤُهُ يَقُولُونَ (عَـ)ـنْ (دَ)ارٍ وَفِي الثَّانِ (نُـ)ـزِّلاَ
بالعكس أي بالتشديد وفتح الكاف يريد أولا يذكر الإنسان ولو كان جرى على سننه ورمز لمن خفف كان أحسن وقلت أنا في ذلك ، (وفي كاف نل إذ كم يقولون دم علا وفي الثاني نل كفا سما وتبجلا) ، (وأنث تسبح عن حمى شاع وصله وبعد اكسروا إسكان رجلك عملا) ، ولم يبق في البيت تضمين واجتمع الرمز المفرق وهو قوله هنا نزلا وفي البيت الآتي سما كفله ويقولون في الموضعين بالغيب والخطاب ظاهر أراد بالثاني-سبحانه وتعالى عما يقولون علوا كبيرا- ، وقبله-قل لو كان معه آلهة كما يقولون
(824)
(سَمَا كِـ)ـفْلُهُ أَنِّثْ يُسَبِّحُ (عَـ)ـنْ (حِـ)ـميً (شَـ)ـفَا وَاكْسِرُوا إِسْكَانَ رَجْلِكَ (عُـ)ـمَّلاَ
أراد تسبح له السموات السبع التأنيث والتذكير فيه ظاهران ورجلك بإسكان الجيم اسم جمع للراجل كصحب ورجل وبكسر الجيم بمعنى راجل كتعب وتاعب وحذر حاذر وبمعنى رجل بضم الجيم الذي بمعنى راجل فيكون كسر الجيم وضمها لغتين نحو ندس وندس والمعنى وجمعك الرجل واستغنى بالفرد عن الجمع لدلالته عليه بالجنسية وقيل يجوز أن تكون قراءة الإسكان من هذا سكنت الكسرة أو الضمة تخفيفا نحو فخذ وعضد وعملا جمع عامل هو حال من الضمير في اكسروا
(825)
وَيَخْسِفَ (حَقٌّ) نُونُهُ وَيُعِيدَكُمْ فَيُغْرِقَكُمْ وَاثْنَانِ يُرْسِلَ يُرْسِلاَ
الخلاف في هذه الخمسة دائر بين النون والباء فكلاهما ظاهر أراد-أفأمنتم أن يخسف بكم جانب البر أو يرسل-أم أمنتم أن يعيد فيه تارة أخرى-فيرسل عليكم قاصفا من الريح فيغرقكم-وقوله نرسل نرسل-كلاهما بدل من اثنان ونصهما على الحكاية
(826)
خِلاَفَكَ فَافْتَحْ مَعْ سُكُونٍ وَقَصْرِهِ (سَمَا صِـ)ـفْ نَآى أَخِّرْ مَعاً هَمْزَهُ (مُـ)ـلاَ
أراد وإذا لا يلبثون خلافك إلا قليلا-أي افتح الخاء مع سكون اللام وحذف الألف وكلتا القراءتين بمعنى بعدك ونأ وناء مثل أي وراء كلاهما على وزن رعى وراع لغتان وتأخير الهمز من الفعلين على القلب فيصبر وزنهما فلع قال الشاعر ، (وكل خليل رآني فهو قائل ) ، ونقل الشارح في كتاب الغاية عن أبي بكر بن مقسم قال نأى بوزن نعى لغة قريش وكثير من العرب وناء بوزن باع لغة هوازن بن سعد بن بكر وبني كنانة وهزيل وكثير من الأنصار قال شاعرهم ، (نجالد عنه بأسيافنا وناءت معد بأرض الحرم) ، وقول الآخر (وناء بكلكل ) ، قلت ناء في قول امريء القيس (وأردف أعجازا وناء بكلكل ) ، ليس من هذا وذاك معناه نهض ينهض نهوضا ثقيلا لطول صدره وقوله معا يعني هنا وفي سورة فصلت
(827)
تُفَجِّرَ فِي اْلأُولَى كَتَقْتُلَ (ثَـ)ـابِتٌ وَ(عَمَّ نَـ)ـدىً كسْفاً بِتَحْرِيكِهِ وَلاَ
أي بالتخفيف على وزن تقتل والأولى قوله حتى تفجر لنا من الأرض-احترازا من الثانية-فتفجر الأنهار-فلا خلاف في تشديدها لقوله في مصدرها تفجيرا وفجر وفجر كسجر وسجر يقال فجر الماء وفجره إذا فتح سكره وشقه وقوله تعالى-فانفجرت منه-هو مطاوع فجر بالتخفيف وكسفا بإسكان السين وفتحها لغتان جمع كسفة وهو القطعة ومثلها سدرة وسدر ولقحة ولقح وندى تمييز وكسفا فاعل عم ولا مفعول له أي بتحريكه متابعة للنقل
(828)
وَفي سَبَأٍ حَفْصٌ مَعَ الشُّعَرَاءِ قُلْ وَفِي الرُّومِ سَكِّنْ (لَـ)ـيْسَ بِالْخُلْفِ مُشْكِلاَ
أراد-أو نسقط عليهم كسفا-فاسقط علينا كسفا-حركهما حفص وحده وفي الروم (ويجعله كسفا) ، سكنه ابن عامر ولم يختلف في إسكان الذي في الطور-وإن يروا كسفا من السماء ساقطا-والله أعلم
(829)
وَقُلْ قَالَ اْلأُولَى (كَـ)ـيْفَ (دَ)ارَ وَضُمَّ تَا عَلِمْتَ (رِ)ضىً وَالْيَاءُ فِي رَبِّي انْجَلاَ
أراد (قل سبحان ربي) ، هذه هي الأولى والثانية قوله (قل لو كان في الأرض ملائكة) ، لا خلاف في قراءة هذه على الأمر وقرأ الأولى بلفظ المضى ابن عامر وابن كثير وقول الناظم الأولى هو نعت لقوله قل لا لقوله قال أي وقل الأولى تقرأ قال لمن رمز له ومثله قوله في أول الأنبياء وقل قال عن شهد وقوله كيف دار أي كيف دار اللفظ فإحدى القراءتين راجعة إلى معنى الأخرى لأنه أمر بالقول فقال وتا علمت بالضم لموسى وبالفتح لفرعون ورضا حال من فاعل ضم أو مفعوله أي ذا رضى ثم ذكر ياء الإضافة في موضع واحد وهو-ربي إذا لأمسكتم-فتحها نافع وأبو عمرو وفيها زائدتان -لئن أخرتن إلى-أثبتها في الوصل نافع وأبو عمرو وأثبتها ابن كثير في الحالين-ومن يهدي الله فهو المهتد-أثبتها في الوصل نافع وأبو عمرو وقلت في ذلك ، (وفيها لئن أخرتني زيد ياؤه كذلك فهو المهتدي قد تكفلا)