منتديات اوكــــيه

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
منتديات اوكــــيه

الصدارة بكل جدارة


    إيران: قوة إقليمية متعاظمة وغيوم في الأفق لا تنقشع

    القناص
    القناص
    عضو فعال


    عدد الرسائل : 116
    نقاط : 246
    تاريخ التسجيل : 28/02/2008

    إيران: قوة إقليمية متعاظمة وغيوم في الأفق لا تنقشع Empty إيران: قوة إقليمية متعاظمة وغيوم في الأفق لا تنقشع

    مُساهمة من طرف القناص الإثنين 12 مايو 2008 - 4:33

    بينما تجري الاستعدادات للانتخابات البرلمانية الإيرانية في الرابع عشر من الشهر الجاري، يقوم بول رينولدز، مراسل بي بي سي للشؤون الدولية، بمراجعة لقضية صعود نجم طهران كقوة إقليمية، ويلقي الضوء على الغيوم التي تعكر صفو سماء علاقات إيران الدولية وتضعضع اقتصادها.

    تسلط الزيارة التي قام بها الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد إلى العراق في الثاني والثالث من الشهر الحالي الضوء على مفارقة مفادها أن قوة إيران الإقليمية تعاظمت بشكل هائل من جراء إزاحة عدوها اللدود القديم، الرئيس العراقي السابق صدام حسين، وعلى أيدي من؟ عدوها الراهن الولايات المتحدة.

    فإيران، إذا، هي أحد الرابحين نتيجة غزو قوات التحالف للعراق عام 2003 بقيادة أمريكا.

    إزاحة صدام لقد أُخبرت أيضا أن إيران ستكون مترددة بتصنيع سلاح نووي، إذ أن من شأن هكذا خطوة أن تدفع دولا عربية إلى أن تحذو حذوها، وبذلك تفقد طهران في هذه الحال أي ميزة قد تكون تحظى بها حاليا

    روزميري هوليس، مديرة دار تشاتام هاوس للأبحاث بلندن
    ولم يقم الأمريكيون فقط بالتخلص من صدام حسين، الذي شن عام 1980 حربا ضروسا على إيران دامت ثماني سنوات، با أنهم نصبوا حكومة في العراق يرأسها الشيعة المشتركون بالعقيدة مع جيرانهم الإيرانيين.

    نعم إن هناك فروقا بين حكومتي البلدين (إيران والعراق)، وربما كان اعتماد العراقيين على دعم الولايات المتحدة هو الفرق الرئيسي بينهما. إلا أن العلاقات الودية بين بغداد وطهران تزيل الهم عن كاهل إيران بشأن وجود أي تهديد محتمل يمكن أن يأتيها من جارتها التي كانت ذات يوم تناصبها العداء.

    وستقرر الانتخابات البرلمانية الإيرانية المقبلة، والأكثر منها الانتخابات الرئاسية في العام القادم، ما إذا كان سيحكم المتشددون قبضتهم على السلطة في البلاد للأعوام القليلة التالية. وإن استطاعوا فعل ذلك، فستكون آفاق التوصل إلى تسوية لقضية إيران النووية بعيدة المنال.

    زيارة نجاد
    زيارة أحمدي نجاد إلى العراق جاءت لتؤكد على نفوذ إيران الإقليمي
    وبالعودة على زيارة نجاد إلى العراق، التي يُتوقع أن توقيتها لم يكن بعيدا عن قضية الانتخابات الإيرانية، نجد أن تلك الزيارة أعطت الدليل على ثقة إيران بأن العراق بدأ يلج مرحلة من الهدوء النسبي جاءت بعد خمس سنوات من غزو البلاد.

    أما العامل الآخر الذي يغذِّي شعور الثقة بالنفس لدى إيران في الوقت الراهن فهو يقينها بأن خطر توجيه ضربة عسكرية أمريكية ضد منشآتها النووية قد تراجع فعلا.

    وقد تعزز هذا الشعور لدى الإيرانيين أيضا في أعقاب نشر تقرير "تقدير الاستخبارات القومي الأمريكي" في شهر ديسمبر/كانون الأول الماضي، والذي كان قد توصل إلى نتيجة مفادها أن إيران كان لديها بالفعل برنامج للأسلحة النووي، إلا أنها أوقفته إثر افتضاح أمره في عام 2003، وربما لم تستأنفه بعد ذلك.

    باحثة بريطانية
    تقول روزميري هوليس، مديرة دار تشاتام هاوس للأبحاث في العاصمة البريطانية لندن: "لقد قال لي الإيرانيون الذين تحدثت إليهم مؤخرا إن لديهم ثقة خارقة بأنفسهم وهم غاية في الارتياح."

    وتضيف: "هم (الإيرانيون) يعتقدون أن القضية النووية قد أُغلقت وأنه لا داع للتوصل إلى أي صفقة. وهم يظنون أيضا أن الوقت بات إلى جانبهم وأن التيار يسير في مصلحتهم."

    إن الجيران العرب يراقبون إيران بعناية وحذر، وهم يريدون أن تبقى أمريكا (في العراق). ولعلهم يعتقدون بذلك أنه من الأفضل أن يكون هناك نوع من توازن النفوذ بدل انفراد إحدى الدولتين بالهيمنة على العراق بدون منازع

    روزميري هوليس، مديرة دار تشاتام هاوس للأبحاث بلندن
    وتتابع هوليس قولها: "لقد أُخبرت أيضا أن إيران ستكون مترددة بتصنيع سلاح نووي، إذ أن من شأن هكذا خطوة أن تدفع دولا عربية إلى أن تحذو حذوها، وبذلك تفقد طهران في هذه الحال أي ميزة قد تكون تحظى بها حاليا."

    تكنولوجيا وقنبلة
    وترى هوليس أنه "عوضا عن ذلك، فإن إيران قد تراكم التكنولوجيا والتقنيات التي تمكنها من صنع القنبلة في حال اختارت ذات يوم أن تنحى هذا المنحى."

    وعن زيارة الرئيس الإيراني إلى العراق، تقول: "إن زيارة أحمدي نجاد إلى العراق جاءت لتؤكد على نفوذ إيران الإقليمي، فقد تألق الرئيس الإيراني في إبراز هذا الجانب. كما أنه من الأهمية بمكان بالنسبة لإيران أن العراق لم يعد بذلك البلد الخطير."

    أما عن موقف الدول العربية مما يجري في المنطقة، فتقول هوليس: "إن الجيران العرب يراقبون إيران بعناية وحذر، وهم يريدون أن تبقى أمريكا (في العراق). ولعلهم يعتقدون بذلك أنه من الأفضل أن يكون هناك نوع من توازن النفوذ بدل انفراد إحدى الدولتين بالهيمنة على العراق بدون منازع."

    [color=blue]غيوم في الأفق أنا لم أر أي أدلة استخباراتية تعطيني حتى ثقة متوسطة بأن مثل هذه البرامج (النووية الإيرانية) لم تُستأنف
    دبلوماسي بريطاني بارز [/color]
    وتبقى قضية الملف النووي الإيراني غيمة في أفق إيران، وهي تأبى أن تنقشع من سمائها.

    كما أن الاقتصاد هو الغيمة الأخرى التي تخيم على سماء إيران لتزيد الجو تلبدا. فقد فرض مجلس الأمن الدولي حزمة ثالثة من العقوبات التي ستزيد بدورها من حدة المشاكل الاقتصادية التي تواجهها طهران.

    وربما تشكل المصاعب الاقتصادية، التي خففت منها مؤخرا أسعار النفط المرتفعة، التحدي الأعظم الذي تواجهه حكومة أحمدي نجاد، لا بل التهديد الأخطر عليها.

    وتظهر العقوبات أيضا أن كلا من روسيا والصين، اللتين تربطهما علاقات اقتصادية وثيقة مع إيران، تظلان تمتلكان زمام المبادرة، فهما تصران على دعوة إيران لإيقاف برنامج تخصيبها لليورانيوم. ولذلك، لا تستطيع إيران التعويل على هاتين الدولتين لرفع العقوبات المفروضة عليها.

    "خطر" إيراني
    كانت زيارة نجاد للعراق الأولى لرأس الدولة في إيران منذ عام 1979
    ومن جهة أخرى، لا يمكن القول إن الجميع مقتنع بالخلاصة التي توصل إليها تقرير "تقدير الاستخبارات القومي الأمريكي"، الأمر الذي يعني أنه لا يوجد استبعاد كامل لوجود خطر من نوع إقدام إيران على إجراء من نوع ما ذات يوم.

    الإسرائيليون، مثلا، غير مقتنعين على الإطلاق بالموضوع، وهم يحثون الآخرين على ألا يتجاهلو ما تعتبره إسرائيل الخطر الداهم والقاتل الذي تمثله إيران.

    كما ألقى دبلوماسي بريطاني بارز بثقله مؤخرا في هذا المضمار من خلال تصريحات أدلى بها، وتشكك بـ "تقدير الاستخبارات القومي الأمريكي". فقد قال الدبلوماسي البريطاني للصحفيين في لندن في الخامس من الشهر الحالي إنه "دهش" للتقرير.

    وأضاف: "أنا لم أر أي أدلة استخباراتية تجعلني أشعر بثقة، حتى بدرجة متوسطة، بأن مثل هذه البرامج (النووية الإيرانية) لم تُستأنف."

    وهكذا إذا، نرى أن وضع إيران الإقليمي يعاني من ضعف، رغم أنه يبدو قويا في الوقت الراهن.

      الوقت/التاريخ الآن هو الجمعة 22 نوفمبر 2024 - 8:06