(424)
وَتُخْزُونِ فِيهاَ (حَـ)ـجَّ أَشْرَكْتُمُونِ قَدْ هَدَانِ اتَّقُونِ يَا أُولِي اخْشَوْنِ مَعْ وَلاَ
فيها أي في هود (ولا تخزون في ضيفي) ، وجميع ما في هذا البيت أثبته أبو عمرو في الوصل أراد (أشركتموني من قبل) ، في إبراهيم (قد هدان) في الأنعام و(اتقون يا أولي الألباب) ، في البقرة وقيد-هدان-بقوله-قد-احترازا من نحو (قل إنني هداني)-(لو أن الله هداني) ، فهي ثابتة باتفاق وقيد اتقون بقوله (يا أولى) ، احترازا من قوله (وإياي فاتقون) ، فإنها محذوفة باتفاق وقوله (واخشون ولا تشتروا) ، في المائدة فقيده بقوله ولا أي الذي بعده ولا احترز بذلك عن الذي في أول المائدة (واخشون اليوم) ، فإنها فيه محذوفة في الحالين باتفاق ومن الذي في البقرة (واخشوني ولأتم نعمتي) ، فإنه ثابت في الحالين باتفاق اتباعا للرسم فيهما مع أن الذي في أول المائدة واجب الحذف في الوصل لأن بعده ساكنا فأجرى الوقف مجراه
(425)
وَأَخَّرْتَنِي الاسْراَ وَتَتَّبِعَنْ (سَماَ) وَفي الْكَهْفِ نَبْغِي يَأْتِ فِي هُودَ (رُ)فِّلاَ
أراد (لئن أخرتن إلى يوم القيامة) ، وأضافه إلى الإسراء احترازا من التي في سورة المنافقين (لولا أخرتني إلى أجل قريب) ، فإنها مثبتة في الحالين بلا خلاف وأراد (أن لا تتبعن أفعصيت) ، في طه أثبت هاتين الياءين مع اللآتي في البيت السابق جميعها مدلول قوله سما فابن كثير أثبتها في الحالين ونافع وأبو عمرو في الوصل فقط وأما (ذلك ما كنا نبغي-و-يوم يأتي لا تكلم) ، فوافقهم فيهما الكسائي فأثبتها في الوصل وإنما قيد (نبغي) ، في الكهف احترازا من التي في يوسف (يا أبانا ما نبغي) ، فإنها مثبتة بإجماع وقيد يأتي بهود احترازا مما أجمع أيضا على إثباته نحو (يأتي بالشمس-يوم يأتي بعض آيات ربك-أم من يأتي آمنا يوم القيامة) ، ورفل معناه عظم
(426)
(سَماَ) وَدُعَاءِي (فِـ)ي (جَـ)ـنَا (حُـ)ـلْوِ (هَـ)ـدْيِهِ وَفي اتَّبِعُونِ أَهْدِكُمْ (حَـ)ـقَّهُ (بِـ)ـلاَ
سما من تتمة رمز نبغي ويأتي وأراد (وتقبل دعاءي) ، أثبتها في الوصل حمزة وورش وأبو عمرو وأثبتها البزي في الحالين (واتبعون) ، في غافر أثبتها في الوصل أبو عمرو وقالون وفي الحالين ابن كثير وبلا معنى اختبر أي اختبر الحق ما ذكرته فكان صوابا دون ما روى من خلاف ذلك فإن قلت من أين علمنا أن مراده بقوله (دعاء) ، التي في إبراهيم دون التي في نوح (دعاءي إلا فرارا) ، قلت لأن تلك دخلت في حساب ياءات الإضافة في عده ما بعده همزة مكسورة وقد نص عليها في قوله (دعاءي-و-آباءي) ، لكوف تجملا والفرق بينهما أن التي في نوح ثابتة في الرسم والتي في إبراهيم محذوفة وذلك فصل ما بين ياء الإضافة والزائدة وكذلك القول في (اتبعون أهدكم) ، إذ لقائل أن يقول لما لا تدخل هذه في ياءات الإضافة التي بعدها همزة مفتوحة فيكون الجواب أن هذه الياء محذوفة رسما غير ثابتة فيه وعلم ذلك من موضع آخر-وقيد اتبعوني-بقوله-أهدكم-احترازا من الذي في الزخرف لأبي عمرو وحده وسيأتي ومن الذي أجمع على إثباته نحو (فاتبعوني يحببكم الله-فاتبعوني وأطيعوا أمري) والله أعلم
(427)
وَإِنْ تَرَنِي عَنْهُمْ تُمِدُّونَنِي (سَماَ) (فَـ)ـرِيقاً وَيَدْعُ الدَّاعِ (هَـ)ـاكَ (جَـ)ـناً (حَـ)ـلاَ
عنهم أي عن مدلول حقه بلا أراد (إن ترن أنا أقل منك-و-أتمدونني) ، في النمل لمدلول سما فريقا وهذا الموضع هو الذي يثبته حمزة في الحالين ونصب فريقا على التمييز أي ارتفع فريقه وهم قراؤه وروى عن حمزة فيه الحذف في الحالين والإثبات في الوصل دون الوقف (يدع الداع) ، في سورة القمر أثبتها في الحالين البزي وفي الوصل ورش وأبو عمرو وما أحلا قوله هاك جناحلا أي خذ ثمرا حلوا وهو ما نظمه الناظم رحمه الله
(428)
وَفي الْفَجْرِ بِالْوَادِي (دَ)ناَ (جَـ)ـرَيَانُهُ وَفي الْوَقْفِ بِالْوَجْهَيْنِ وَافَقَ قُنْبُلاَ
أي وافق بالوادي قنبلا بالوجهين يعني روى عن قنبل الحذف والإثبات في الوقف وأما في الوصل فيثبت بلا خلاف كورش وأثبت البزي في الحالين وما أحسن ما وافقه لفظ لجريان بعد ذكر الواد
(429)
وَأَكْرَمَنِي مَعْهُ أَهَانَنِ (إِ)ذْ هَـ(دَ)ى وَحَذْفُهُماَ لِلْمَازِنِي عُدَّ أَعْدَلاَ
يعني أن المشهور عن أبي عمرو حذفهما وقد روى عنه إثباتهما في الوصل كنافع وأثبتهما البزي في الحالين أراد (ربي أكرمن)و(ربي أهانن) ، كلاهما في سورة الفجر أتبعهما ذكر بالواو لأن الجميع في سورة واحدة
(430)
وَفي النَّمْلِ آتانِي وَيُفْتَحُ (عَـ)ـنْ أُوِلي (حِـ)ـمىً وَخِلافُ الْوَقْفِ (بَـ)ـيْنَ (حُـ)ـلاً (عَـ)ـلاَ
يعني جمع هؤلاء بين إثبات الياء وفتحها في قوله تعالى (فما آتاني الله خير مما آتاكم) ، ويلزم من الإثبات الفتح وإلا لانحذفت لالتقاء الساكنين والباقون على حذفها اتباعا للرسم فمن حذف في الوصل حذف في الوقف وأما من أثبت في الوصل فقياسه أيضا الحذف في الوقف لأنه ليس فيهم من المثبتين في الحالين أحد فأما ورش فجرى على القياس فحذفها في الوقف وأما قالون وأبو عمرو وحفص فاختلف عنهم في إثباتها وحذفها في الوقف ووجه إثباتها أن هذه الياء أخذت شبها من ياء الإضافة لكونهم فتحوها وياءات الإضافة لا تحذف في الوقف فكذا هذه وقوله بين حلا متعلق بقوله علا
(431)
وَمَعْ كَالْجَوَابِ الْبَادِ (حَقَّ جَـ)ـناَ (هُـ)ـماَ وَفي الْمُهْتَدِ الإِسْرَا وَتَحْتُ (أَ)خُو (حُـ)ـلاَ
أراد (وجفان كالجواب-سواء العاكف فيه والباد) ، وتقدير الكلام والباد مع كالجواب حق جناهما فالباد مبتدا وحق خبره وجناهما فاعل حق وهذا أولى بالجواز من قوله عليك ورحمة الله السلام والجنا المجنى ويجوز أن يكون خبر الباد ما تقدم عليه كقولك مع زيد درهم كأنه قال اشترك هذان في إثبات الياء لقارئ مخصوص ثم بينه وحق خبر مقدم وجناهما مبتدأ وكذا أعرب الشيخ وغيره قوله وفي المهتدي الإسرا وتحت قال فإن قلت كان الوجه أن يقول وفي الإسرا المهتدي قلت معناه واشترك في المهتدي الإسراء والكهف وهو أخو حلا قلت أنا يجوز أن يكون المهتدي مضافا إلى الإسراء لأن المراد هذه اللفظة والكلمة فلا يمنع وجود الألف واللام فيها من إضافتها كما لو كانت فعلا أو حرفا لأن المراد حكاية ما في القرآن كما قال وأخرتني الإسراء فأضاف أخرتني إلى الإسراء وقوله وتحت أي والذي تحت أي والإثبات في حرفي الإسراء والكهف الذي هو المهتدي أخو حلا واحترز بذلك من الذي في الأعراف فإن الياء فيه ثابتة بلا خلاف وهو ( من يهد الله فهو المهتدي) ، وكذا لفظ ما في الإسراء والكهف إلا أنه بغير ياء في الرسم