نيويورك، الأمم المتحدة (CNN) -- أصدر مجلس الأمن بياناً رئاسياً، في ختام الجلسة الطارئة التي عقدت بناء على طلب لبنان، عبر فيه عن صدمته وأسفه الشديدين، لمقتل عدد من المدنيين في القصف الإسرائيلي لقرية قانا بجنوب لبنان.
وفيما خلا البيان من توجيه إدانة لإسرائيل على سقوط أكثر من 60 قتيلاً، معظمهم من الأطفال في قانا، فقد دعا المجلس الأمين العام للأمم المتحدة كوفي عنان، إلى تقديم تقرير مفصل بشأن أحداث قانا، الأسبوع المقبل.
كما أعرب البيان، الذي تلاه مندوب فرنسا، جان مارك دي لا سابليري، الذي ترأس بلاده الدورة الحالية لمجلس الأمن، عن "أسفه لأي سلوك ضد الأمم المتحدة وموظفيها"، كما دعا إلى ضمان واحترام أمن موظفي المنظمة الدولية.
وأشار المجلس إلى "عزمه العمل دون تأخير" للمصادقة على قرارا بإنهاء العنف، من أجل التوصل إلى "وقف دائم لإطلاق النار."
وكانت مصادر مطلعة قد استبعدت أن يتضمن بيان مجلس الأمن أي طلب من إسرائيل لوقف إطلاق النار، وذلك عقب انتهاء الجلسة الطارئة التي عقدت لبحث قصف إسرائيل لقرية قانا.
وكان مجلس الأمن الدولي قد عقد جلسة طارئة الأحد، استجابة لدعوة من الحكومة اللبنانية، في أعقاب المأساة الإنسانية التي وقعت في بلدة "قانا" جنوب لبنان، وحضر الجلسة، نهاد محمود ممثل لبنان، ودان غيلرمان سفير إسرائيل.
وفي كلمته، قال الأمين العام للأمم المتحدة، كوفي عنان "نحن نلتقي في ظروف خطيرة بالنسبة لشعوب الشرق الأوسط، ولسلطة هذه المنظمة، وهذا المجلس على وجه الخصوص. فقد قام الجيش الإسرائيلي بقصف "قانا" التي انسحبت منها مجموعة المراقبة التابعة للأمم المتحدة (اليونيفيل)."
وأشار عنان إلى أن التقارير الأولية تشير إلى مقتل 54 شخصاً، من بينهم 37 طفلاً.
وطالب عنان أعضاء مجلس الأمن بإدانة هذا العمل بأقوى صورة ممكنة، مشيراً إلى أن الدعوات السابقة لوقف الإعمال العسكرية لم تجد آذاناً صاغية.
وأرسل عنان تعازيه لذوي ضحايا العنف في لبنان وإسرائيل والأراضي الفلسطينية بما فيها غزة، موضحاً أن هذه الأحداث أثارت استهجاناً في كافة أنحاء العالم.
وذّكر عنان بالحادث المأساوي الذي وقع في ذات المكان، "قانا" قبل عشرة أعوام (عام 1996) عندما لجأ نحو 100 شخص إلى مبنى تابع للأمم المتحدة من أجل الحماية، إلا أنهم لقوا المصير نفسه.
وحمّل عنان الطرفين مسؤولية كبرى في الأحداث الجارية حالياً في لبنان، مشيراً إلى أن الأزمة بدأت بعمل من قبل حزب الله عندما اختطف جنديين، ولا أحد يجادل في حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها، ولكن بحجم لا يمكن القبول به.
وأكد عنان على أن هناك حاجة ماسة لوقف القتال من دون تأخير، والتصرف الآن قبل وقوع المزيد من الضحايا، وقال: "وأجدد دعوتي لوقف الأعمال العدائية، وفي أثناء ذلك يمكننا أن نعمل على حل سياسي لتطبيق كل قرارات الأمم المتحدة."
وأشار عنان إلى الخلافات في وجهات نظر بين أعضاء المجلس حول نوعية الإجراء الذي ينبغي العمل به، غير أنه طالبهم التركيز على الوقف الفوري لكل الأعمال العسكرية.
وقال عنان إن قوات المراقبة الدولية في جنوب لبنان (اليونيفيل) تلقت طلباً إسرائيلياً بأن يخلي سكان قريتين في جنوب لبنان، هما رامة وعيتا الشعب، لأن إسرائيل ستقصفهما ليلاً، غير أن اليونيفيل رفضت ذلك.
وأوضح الأمين العام للأمم المتحدة في ختام كلمته بأن سلطة ومكانة مجلس الأمن باتا على المحك، مشيراً إلى أن الناس لاحظوا إخفاق هذا المجلس بسرعة وشكل عاجل، وما حدث في بيروت (اقتحام مكاتب الأمم المتحدة) تعبير عن هذا.
وقال عنان إن اللبنانيين وجهوا غضبهم ضد هذه المنظمة، فاقتحموا مقر الأمم المتحدة في بيروت، وأضرموا النار فيه. غير أنه أشار إلى أن المتظاهرين غادروا المبنى، معبراً عن امتنانه للحكومة اللبنانية، ورئيس مجلس النواب الللبناني، نبيه بري، لمطالبتهم المتظاهرين بالتمسك بالهدوء.
ممثل لبنان
وبعد ذلك، تحدث ممثل لبنان في الأمم المتحدة، نهاد محمود، شاكراً مجلس الأمن لاستجابته السريعة، داعياً الأعضاء إلى اتخاذ قرار فوري بوقف إطلاق النار، وقال "أما آن لآلة القتل أن تتوقف؟.. ها هي قانا مع قدرها ذاته بعد عشر سنوات."
وأوضح محمود أنه تم انتشال ما يزيد على 60 جثة، ومازالت الجثث تستخرج من تحت أنقاض المبنى الذي قصفته القوات الإسرائيلية، "والرقم النهائي غير معروف بعد."(التفاصيل)
وانتقد محمود العملية العسكرية الإسرائيلية وقصف المدنيين، مذكراً بعملية عناقيد الغضب في قانا عام 1996، والتي راح ضحيتها 100 مدني احتموا في مبنى تابع للأمم المتحدة"، قائلاً إنه ينبغي هذه المرة أن "نسميها عملية عناقيد الكراهية."
وقال محمود إن "إسرائيل ترتكب مجازر حرب وفظاعات بحق البشرية، وإن لم يجر التعامل مع هذا الواقع، فهذا لا يعني أن الحقيقة يجب أن تبقى غير معروفة.. ويبدو أن لإسرائيل حلولاً أخرى، حلول قصف الأطفال، ومنع إيصال المعونات إلى المحتاجين."
وقال "إن مناقشة أي حلول قبل وقف النار لم يعد أمراً مجدياً"، مطالباً بإجراء "تحقيق جدي بهذه المجزرة والأعمال التي ارتكبتها إسرائيل على مدى الأيام الماضية.. فهل نجد لديكم ما نطلبه منكم."
ممثل إسرائيل:
من جانبه، حمّل مندوب إسرائيل لدى الأمم المتحدة، دان غيلرمان، حزب الله مسؤولية ما حدث، قائلاً إنه يستخدم المدنيين كدروع بشرية.
وقال "هذا يوم أحد دام ومريع ومحزن.. نحن وشعب لبنان نعزي أنفسنا بما حدث للمدنيين في قانا. وهذه الحادثة التي ربما قتل المدنيين فيها بنيران إسرائيلية، ولكنهم ضحايا لحزب الله.. فلولا وجود حزب الله هناك لما قتلوا، إسرائيل لم تستهدف المدنيين."
وأشار غيلرمان إلى أن إسرائيل ستوفر لمجلس الأمن شريطاً مصوراً يظهر فيه أن حزب الله أطلق صاروخاً من وراء مبنى مؤلف من ثلاثة طوابق، مثل المبنى الذي تم قصفه.
وقال "نحن نتعامل مع تنظيم وحشي وقاسي لا يأبه لحياة المدنيين"، مضيفاً أن هناك عدم تكافؤ أخلاقي بين الطرفين، "نحن ندافع عن أنفسنا أحياناً بشكل قاس، لأن الأطفال يستخدمون كدروع بشرية، حيث يخزن الحزب الصواريخ في المنازل."
وقال إن إسرائيل لم تسمع حزب الله يأسف لمقتل المدنيين في إسرائيل، لأنه يستهدفهم.
وناشد غيلرمان أعضاء مجلس الأمن ألا يسقطوا فيما أسماه "خديعة حزب الله"، حيث يقدم أبناء بلده كضحايا.
ثم وجه كلامه إلى مندوب لبنان، قائلاً إن "هذه التظاهرة في بيروت كان يجب أن تكون موجهة ضد حزب الله، وإن عليهم (اللبنانيين) أن يتظاهروا من أجل الأمل والسلام. وعلينا أن نغير ثقافة الكراهية وأن نعلم أطفالنا الأمل."
مندوب لبنان
ثم عاد ممثل لبنان ليرد على ما قاله المندوب الإسرائيلي، وقال إن الحكومة اللبنانية طالبت منذ البداية بوقف فوري لإطلاق النار للمحافظة على حياة المدنيين في جانبي الحدود.
وأضاف محمود: "حتى الهدنة الإنسانية التي طلبها الأمين العام للأمم المتحدة لوقف النار، رفضتها إسرائيل."
وقال إن لبنان هو المستهدف قبل أن يستهدف حزب الله، فقد بدأت إسرائيل بتدمير البنية التحتية للبنان منذ الساعات الأولى للمعارك.
وأوضح محمود بأن رئيس الوزراء اللبناني، فؤاد السنيورة، أكد أن حزب الله لم يطلق أي صواريخ من قانا. مشيراً إلى أن أبناء قريتي رامة وعيتا الشعب في الجنوب اللبناني "سينامون تحت رحمة القصف الإسرائيلي هذه الليلة."
مندوب سوريا
وقبل انعقاد الجلسة الطارئة، قال المندوب السوري لدى الأمم المتحدة، بشار الجعفري إن الوقت قد حان بالنسبة إلى المجتمع الدولي عموماً، ومجلس الأمن بصورة خاصة، كي يتصرف بصورة فورية، "من أجل منع هذه المحرقة الإسرائيلية ضد الشعبين اللبناني والفلسطيني."
وقال إن الرئيس السوري، بشار الأسد، وصف "السلوك الإسرائيلي بأنه جريمة حرب، وحرب ضد الإنسانية."
وفي تصريح شبيه بذلك الذي أطلقه الرئيس الأمريكي، جورج بوش، في أعقاب الهجمات الإرهابية التي تعرضت له المدن الأمريكية في الحادي عشر من سبتمبر/ أيلول عام 2001، قال الجعفري "إن أي شخص يتردد تجاه الضغط على إسرائيل لوقف إطلاق النار، من الآن فصاعداً، مشارك في الاعتداء الإسرائيلي."
وأشار الجعفري إلى أن القذائف المستخدمة في قصف قانا هي قذائف أمريكية الصنع، مشيراً إلى أنهم يطلقون عليها وصف "القنابل الذكية، ولكنها في الواقع قنابل غبية.. إنهم يصفونها بأنها قنابل موجهة بالليزر، ولكنها قنابل موجهة بالكراهية."
وفيما خلا البيان من توجيه إدانة لإسرائيل على سقوط أكثر من 60 قتيلاً، معظمهم من الأطفال في قانا، فقد دعا المجلس الأمين العام للأمم المتحدة كوفي عنان، إلى تقديم تقرير مفصل بشأن أحداث قانا، الأسبوع المقبل.
كما أعرب البيان، الذي تلاه مندوب فرنسا، جان مارك دي لا سابليري، الذي ترأس بلاده الدورة الحالية لمجلس الأمن، عن "أسفه لأي سلوك ضد الأمم المتحدة وموظفيها"، كما دعا إلى ضمان واحترام أمن موظفي المنظمة الدولية.
وأشار المجلس إلى "عزمه العمل دون تأخير" للمصادقة على قرارا بإنهاء العنف، من أجل التوصل إلى "وقف دائم لإطلاق النار."
وكانت مصادر مطلعة قد استبعدت أن يتضمن بيان مجلس الأمن أي طلب من إسرائيل لوقف إطلاق النار، وذلك عقب انتهاء الجلسة الطارئة التي عقدت لبحث قصف إسرائيل لقرية قانا.
وكان مجلس الأمن الدولي قد عقد جلسة طارئة الأحد، استجابة لدعوة من الحكومة اللبنانية، في أعقاب المأساة الإنسانية التي وقعت في بلدة "قانا" جنوب لبنان، وحضر الجلسة، نهاد محمود ممثل لبنان، ودان غيلرمان سفير إسرائيل.
وفي كلمته، قال الأمين العام للأمم المتحدة، كوفي عنان "نحن نلتقي في ظروف خطيرة بالنسبة لشعوب الشرق الأوسط، ولسلطة هذه المنظمة، وهذا المجلس على وجه الخصوص. فقد قام الجيش الإسرائيلي بقصف "قانا" التي انسحبت منها مجموعة المراقبة التابعة للأمم المتحدة (اليونيفيل)."
وأشار عنان إلى أن التقارير الأولية تشير إلى مقتل 54 شخصاً، من بينهم 37 طفلاً.
وطالب عنان أعضاء مجلس الأمن بإدانة هذا العمل بأقوى صورة ممكنة، مشيراً إلى أن الدعوات السابقة لوقف الإعمال العسكرية لم تجد آذاناً صاغية.
وأرسل عنان تعازيه لذوي ضحايا العنف في لبنان وإسرائيل والأراضي الفلسطينية بما فيها غزة، موضحاً أن هذه الأحداث أثارت استهجاناً في كافة أنحاء العالم.
وذّكر عنان بالحادث المأساوي الذي وقع في ذات المكان، "قانا" قبل عشرة أعوام (عام 1996) عندما لجأ نحو 100 شخص إلى مبنى تابع للأمم المتحدة من أجل الحماية، إلا أنهم لقوا المصير نفسه.
وحمّل عنان الطرفين مسؤولية كبرى في الأحداث الجارية حالياً في لبنان، مشيراً إلى أن الأزمة بدأت بعمل من قبل حزب الله عندما اختطف جنديين، ولا أحد يجادل في حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها، ولكن بحجم لا يمكن القبول به.
وأكد عنان على أن هناك حاجة ماسة لوقف القتال من دون تأخير، والتصرف الآن قبل وقوع المزيد من الضحايا، وقال: "وأجدد دعوتي لوقف الأعمال العدائية، وفي أثناء ذلك يمكننا أن نعمل على حل سياسي لتطبيق كل قرارات الأمم المتحدة."
وأشار عنان إلى الخلافات في وجهات نظر بين أعضاء المجلس حول نوعية الإجراء الذي ينبغي العمل به، غير أنه طالبهم التركيز على الوقف الفوري لكل الأعمال العسكرية.
وقال عنان إن قوات المراقبة الدولية في جنوب لبنان (اليونيفيل) تلقت طلباً إسرائيلياً بأن يخلي سكان قريتين في جنوب لبنان، هما رامة وعيتا الشعب، لأن إسرائيل ستقصفهما ليلاً، غير أن اليونيفيل رفضت ذلك.
وأوضح الأمين العام للأمم المتحدة في ختام كلمته بأن سلطة ومكانة مجلس الأمن باتا على المحك، مشيراً إلى أن الناس لاحظوا إخفاق هذا المجلس بسرعة وشكل عاجل، وما حدث في بيروت (اقتحام مكاتب الأمم المتحدة) تعبير عن هذا.
وقال عنان إن اللبنانيين وجهوا غضبهم ضد هذه المنظمة، فاقتحموا مقر الأمم المتحدة في بيروت، وأضرموا النار فيه. غير أنه أشار إلى أن المتظاهرين غادروا المبنى، معبراً عن امتنانه للحكومة اللبنانية، ورئيس مجلس النواب الللبناني، نبيه بري، لمطالبتهم المتظاهرين بالتمسك بالهدوء.
ممثل لبنان
وبعد ذلك، تحدث ممثل لبنان في الأمم المتحدة، نهاد محمود، شاكراً مجلس الأمن لاستجابته السريعة، داعياً الأعضاء إلى اتخاذ قرار فوري بوقف إطلاق النار، وقال "أما آن لآلة القتل أن تتوقف؟.. ها هي قانا مع قدرها ذاته بعد عشر سنوات."
وأوضح محمود أنه تم انتشال ما يزيد على 60 جثة، ومازالت الجثث تستخرج من تحت أنقاض المبنى الذي قصفته القوات الإسرائيلية، "والرقم النهائي غير معروف بعد."(التفاصيل)
وانتقد محمود العملية العسكرية الإسرائيلية وقصف المدنيين، مذكراً بعملية عناقيد الغضب في قانا عام 1996، والتي راح ضحيتها 100 مدني احتموا في مبنى تابع للأمم المتحدة"، قائلاً إنه ينبغي هذه المرة أن "نسميها عملية عناقيد الكراهية."
وقال محمود إن "إسرائيل ترتكب مجازر حرب وفظاعات بحق البشرية، وإن لم يجر التعامل مع هذا الواقع، فهذا لا يعني أن الحقيقة يجب أن تبقى غير معروفة.. ويبدو أن لإسرائيل حلولاً أخرى، حلول قصف الأطفال، ومنع إيصال المعونات إلى المحتاجين."
وقال "إن مناقشة أي حلول قبل وقف النار لم يعد أمراً مجدياً"، مطالباً بإجراء "تحقيق جدي بهذه المجزرة والأعمال التي ارتكبتها إسرائيل على مدى الأيام الماضية.. فهل نجد لديكم ما نطلبه منكم."
ممثل إسرائيل:
من جانبه، حمّل مندوب إسرائيل لدى الأمم المتحدة، دان غيلرمان، حزب الله مسؤولية ما حدث، قائلاً إنه يستخدم المدنيين كدروع بشرية.
وقال "هذا يوم أحد دام ومريع ومحزن.. نحن وشعب لبنان نعزي أنفسنا بما حدث للمدنيين في قانا. وهذه الحادثة التي ربما قتل المدنيين فيها بنيران إسرائيلية، ولكنهم ضحايا لحزب الله.. فلولا وجود حزب الله هناك لما قتلوا، إسرائيل لم تستهدف المدنيين."
وأشار غيلرمان إلى أن إسرائيل ستوفر لمجلس الأمن شريطاً مصوراً يظهر فيه أن حزب الله أطلق صاروخاً من وراء مبنى مؤلف من ثلاثة طوابق، مثل المبنى الذي تم قصفه.
وقال "نحن نتعامل مع تنظيم وحشي وقاسي لا يأبه لحياة المدنيين"، مضيفاً أن هناك عدم تكافؤ أخلاقي بين الطرفين، "نحن ندافع عن أنفسنا أحياناً بشكل قاس، لأن الأطفال يستخدمون كدروع بشرية، حيث يخزن الحزب الصواريخ في المنازل."
وقال إن إسرائيل لم تسمع حزب الله يأسف لمقتل المدنيين في إسرائيل، لأنه يستهدفهم.
وناشد غيلرمان أعضاء مجلس الأمن ألا يسقطوا فيما أسماه "خديعة حزب الله"، حيث يقدم أبناء بلده كضحايا.
ثم وجه كلامه إلى مندوب لبنان، قائلاً إن "هذه التظاهرة في بيروت كان يجب أن تكون موجهة ضد حزب الله، وإن عليهم (اللبنانيين) أن يتظاهروا من أجل الأمل والسلام. وعلينا أن نغير ثقافة الكراهية وأن نعلم أطفالنا الأمل."
مندوب لبنان
ثم عاد ممثل لبنان ليرد على ما قاله المندوب الإسرائيلي، وقال إن الحكومة اللبنانية طالبت منذ البداية بوقف فوري لإطلاق النار للمحافظة على حياة المدنيين في جانبي الحدود.
وأضاف محمود: "حتى الهدنة الإنسانية التي طلبها الأمين العام للأمم المتحدة لوقف النار، رفضتها إسرائيل."
وقال إن لبنان هو المستهدف قبل أن يستهدف حزب الله، فقد بدأت إسرائيل بتدمير البنية التحتية للبنان منذ الساعات الأولى للمعارك.
وأوضح محمود بأن رئيس الوزراء اللبناني، فؤاد السنيورة، أكد أن حزب الله لم يطلق أي صواريخ من قانا. مشيراً إلى أن أبناء قريتي رامة وعيتا الشعب في الجنوب اللبناني "سينامون تحت رحمة القصف الإسرائيلي هذه الليلة."
مندوب سوريا
وقبل انعقاد الجلسة الطارئة، قال المندوب السوري لدى الأمم المتحدة، بشار الجعفري إن الوقت قد حان بالنسبة إلى المجتمع الدولي عموماً، ومجلس الأمن بصورة خاصة، كي يتصرف بصورة فورية، "من أجل منع هذه المحرقة الإسرائيلية ضد الشعبين اللبناني والفلسطيني."
وقال إن الرئيس السوري، بشار الأسد، وصف "السلوك الإسرائيلي بأنه جريمة حرب، وحرب ضد الإنسانية."
وفي تصريح شبيه بذلك الذي أطلقه الرئيس الأمريكي، جورج بوش، في أعقاب الهجمات الإرهابية التي تعرضت له المدن الأمريكية في الحادي عشر من سبتمبر/ أيلول عام 2001، قال الجعفري "إن أي شخص يتردد تجاه الضغط على إسرائيل لوقف إطلاق النار، من الآن فصاعداً، مشارك في الاعتداء الإسرائيلي."
وأشار الجعفري إلى أن القذائف المستخدمة في قصف قانا هي قذائف أمريكية الصنع، مشيراً إلى أنهم يطلقون عليها وصف "القنابل الذكية، ولكنها في الواقع قنابل غبية.. إنهم يصفونها بأنها قنابل موجهة بالليزر، ولكنها قنابل موجهة بالكراهية."
