صناعةالنهايات المنتصرة
النهاية المنهزمة الفاشلة تعكس على بدايتها ما يلائم ذلك من المسميات.. ومثل ذلك النهايات المنتصرة الناجحة.. بغض النظر أحياناً عن حقيقة الترتيبات في بداياتها..
فقد تعزز النهاية المنتصرة بداياتها وقد تنسف النهاية المنهزمة بداياتها بكل ما تمثله تلك البدايات جزئياً أو كلياً.. سواءً كانت القيم أو الترتيبات أو النهج والشعارات والبرامج…الخ. أو كانت رموزاً أو رجالات وقادة وعلاقات..الخ.
ذلك التلازم الحازم بين البدايات والنهايات ..في المرتكزات الإيمانية الإسلامية تعكس مدى تلك الأهمية التي تعزز الانسجام بين النهايات المرحلية حياتياً وبداياتها، فأية بدايات لا تتضمن مفرداتها البعد الأخروي.. الجنة.. النار.. عقبى الدار.. العاقبة الأخروية.. فإنها بدايات مفتوحة مشوهة مهزوزة موصومة بالخلل مهما بدا عليهاالبريق.
وفي وقفة مع النداء النبوي الذي هتف به رسول الله صلى الله عليه وسلم في بدايات دعوته المباركة.. "قولوا لا إله إلا الله تفلحوا" يؤكد ذلك التلازم المتين بين البداية القولية ونهايتها المنتصرة.. بما تمثله تلك النهاية من أبعاد قريبة أو بعيدة دنيوياً وأخروياً.
إنه تلازم يتلائم وطبيعة المسافات الممتدة بين البداية ونهاياتها على طول عمر الإنسان وبما يمثله ذلك الإنسان من مميزات على المستوى الفردي والجماعي وعلى مستوى طبائع النفس الإنسانية في عجلتها وصبرها وتحملها وحبها وكرهها.. وفي تطلعها وهمومها..الخ.
كثير من الآيات القرآنية وكثير من التعبيرات النبوية الكريمة تدلك على تلك السمة المتميزة في تلازمها بين البداية والنهاية المنتصرة.. في مراحلها الانتقالية ومرحلتها النهائية العظمى أخروياً.. مما يعكس بكل وضوح ذلك التلازم الحقيقي بين طبيعة هذا الدين الإسلامي وبين طبيعة النفس البشرية المشدودة بفطرتها وكينونتها إلى النهايات المنتصرة.. بصورة يصعب إلغاؤها من حساباتها.. فالملاحظ غالباً تلك التطلعات للنهايات المرحلية الملازمة للإنسان فهو بالقدر الذي يقبل ويقدم على البدايات بسبب قناعته بالنهايات المرتبطة بها.. فإنه قد يعزف في حالات كثيرة عن الولوج في بدايات مهما بدت جديتها حين تكون نهاياتها مغيبة عنه أو غامضة أو غير مقنعة.
لم يكن الرسول صلى الله عليه وسلم ليغفل عن أهمية ذلك الربط القوي في تعبيراته بين البدايات والنهايات المنتصرة.. دنيوياً وأخروياً أو كليهما معاً.. تلك البدايات التي يريد أن تحشد لها وتلك النهايات التي تمس بشكل مباشر وغير مباشر هموم وتطلعات المسلمين
لقد كادت تلك النهاية المرحلية المنتصرة في حس أبي بكر رضي الله عنه أن تهتز في غار حراء وهو يرى أقدام المشركين الذين يترقبون ويبحثون عنهم.. فهمس في أذن النبي صلى الله عليه وسلم..قا ئلا.. لو نظر أحدهم إلى تحت قدميه لرآنا… فما أن فرغ من قوله حتى بادره الرسول صلى الله عليه وسلم على الفور: "ما بالك باثنين الله ثالثهما" معززاً بذلك النهاية المنتصرة التي يحرسها الرب تبارك وتعالى ليتحقق لأبي بكر مزيدا من الصمود والثبات.
وحين نسف الله تعالى النهاية المنتصرة التي كان يتطلع إليها سراقة ليظفر بها من قريش لقاء القبض على محمد صلى الله عليه وسلم وصاحبه، فغارت قدما فرسه مراراً وكادت النهاية المهلكة الفاشلة أن تحيط به.. حينها ألقى إليه النبي صلى الله عليه وسلم بنهاية منتصرة أفضل وأرقى؛ فلوح له رسول الله صلى الله عليه وسلم بسواري كسرى يلبسهما إذا هو خاض بدايات أخرى بديلة ومعاكسة يصرف بها قريشاً ويضللها.. وهكذا شد الرسول صلى الله عليه وسلم سراقة من عمق فطرته الإنسانية المتطلعة إلى نهايات منتصرة مادياً ومعنوياً، بعد أن أنقذه من نهاية ستكون مهزومه قد تؤدي به لو أصر على الظفر بما وعدته به قريش من نهاية منتصرة وفي جوف الخندق في موقعة الأحزاب والمخاطر والمؤامرات اليهودية وتربص المشركين تحيط بالرسول صلى الله عليه وسلم وأصحابه المرابطين معه ..هتف رسول الله مكبراً وهو يرى الشرارة المنبعثة من الحجرة التي يشارك في تكسيرها من ضربته الأولى وهتف مكبراً مرة ثانية وهو يرى الشرارة تنبعث من ضربته الثانية.. فهز ذلك التكبير وجدان المسلمين وهرعوا مجتمعين حوله… لقد رأى في كل شرارة نهاية منتصرة.. ففي إحداهما رأى عرش كسرى يتهاوى تحت ضربات المسلمين.. وفي الأخرى رأى عرش قيصر يتهاوى تحت اقدام جحافل المسلمين.
فكما استقر في روع سراقة أنه هو المعني بتلك النهاية المنتصرة المتمثلة في الظفر بسواري كسرى، استقر في روع أولئك المؤمنين المجاهدين الصامدين في موقعة الأحزاب بأنهم سينالون شرف المشاركة والإسهام في إسقاط تلك العروش على الأقل ممن سيطول بهم العمر.. إنها نهاية مبشرة بالنصر تتصل بمدى أعمارهم.. إنها نهاية في بعدها الدنيوي والأخروي.. فعلى مستواهم الجماعي فهي النهاية المنتصرة المعززة لهذا الدين الإسلامي.. وعلى مستواهم الفردي فهو الفوز بإحدى الحسنيين الفوز بالأجر ومغانم النصر أو الفوز بالنهاية العظمى الشهادة والظفر برضى الرب وجنة عرضها السموات والأرض.
إنها نهايات منتصرة تستجيب للتطلعات المؤمنة وهمومها وفي تناغم منسجم مع بدايات يصوغون واقعها…إنه ذلك التلازم المنسجم التي تسوق إلى النجاحات والانتصارات العظيمة على جميع المستويات (باذن الله).
النهاية المنهزمة الفاشلة تعكس على بدايتها ما يلائم ذلك من المسميات.. ومثل ذلك النهايات المنتصرة الناجحة.. بغض النظر أحياناً عن حقيقة الترتيبات في بداياتها..
فقد تعزز النهاية المنتصرة بداياتها وقد تنسف النهاية المنهزمة بداياتها بكل ما تمثله تلك البدايات جزئياً أو كلياً.. سواءً كانت القيم أو الترتيبات أو النهج والشعارات والبرامج…الخ. أو كانت رموزاً أو رجالات وقادة وعلاقات..الخ.
ذلك التلازم الحازم بين البدايات والنهايات ..في المرتكزات الإيمانية الإسلامية تعكس مدى تلك الأهمية التي تعزز الانسجام بين النهايات المرحلية حياتياً وبداياتها، فأية بدايات لا تتضمن مفرداتها البعد الأخروي.. الجنة.. النار.. عقبى الدار.. العاقبة الأخروية.. فإنها بدايات مفتوحة مشوهة مهزوزة موصومة بالخلل مهما بدا عليهاالبريق.
وفي وقفة مع النداء النبوي الذي هتف به رسول الله صلى الله عليه وسلم في بدايات دعوته المباركة.. "قولوا لا إله إلا الله تفلحوا" يؤكد ذلك التلازم المتين بين البداية القولية ونهايتها المنتصرة.. بما تمثله تلك النهاية من أبعاد قريبة أو بعيدة دنيوياً وأخروياً.
إنه تلازم يتلائم وطبيعة المسافات الممتدة بين البداية ونهاياتها على طول عمر الإنسان وبما يمثله ذلك الإنسان من مميزات على المستوى الفردي والجماعي وعلى مستوى طبائع النفس الإنسانية في عجلتها وصبرها وتحملها وحبها وكرهها.. وفي تطلعها وهمومها..الخ.
كثير من الآيات القرآنية وكثير من التعبيرات النبوية الكريمة تدلك على تلك السمة المتميزة في تلازمها بين البداية والنهاية المنتصرة.. في مراحلها الانتقالية ومرحلتها النهائية العظمى أخروياً.. مما يعكس بكل وضوح ذلك التلازم الحقيقي بين طبيعة هذا الدين الإسلامي وبين طبيعة النفس البشرية المشدودة بفطرتها وكينونتها إلى النهايات المنتصرة.. بصورة يصعب إلغاؤها من حساباتها.. فالملاحظ غالباً تلك التطلعات للنهايات المرحلية الملازمة للإنسان فهو بالقدر الذي يقبل ويقدم على البدايات بسبب قناعته بالنهايات المرتبطة بها.. فإنه قد يعزف في حالات كثيرة عن الولوج في بدايات مهما بدت جديتها حين تكون نهاياتها مغيبة عنه أو غامضة أو غير مقنعة.
لم يكن الرسول صلى الله عليه وسلم ليغفل عن أهمية ذلك الربط القوي في تعبيراته بين البدايات والنهايات المنتصرة.. دنيوياً وأخروياً أو كليهما معاً.. تلك البدايات التي يريد أن تحشد لها وتلك النهايات التي تمس بشكل مباشر وغير مباشر هموم وتطلعات المسلمين
لقد كادت تلك النهاية المرحلية المنتصرة في حس أبي بكر رضي الله عنه أن تهتز في غار حراء وهو يرى أقدام المشركين الذين يترقبون ويبحثون عنهم.. فهمس في أذن النبي صلى الله عليه وسلم..قا ئلا.. لو نظر أحدهم إلى تحت قدميه لرآنا… فما أن فرغ من قوله حتى بادره الرسول صلى الله عليه وسلم على الفور: "ما بالك باثنين الله ثالثهما" معززاً بذلك النهاية المنتصرة التي يحرسها الرب تبارك وتعالى ليتحقق لأبي بكر مزيدا من الصمود والثبات.
وحين نسف الله تعالى النهاية المنتصرة التي كان يتطلع إليها سراقة ليظفر بها من قريش لقاء القبض على محمد صلى الله عليه وسلم وصاحبه، فغارت قدما فرسه مراراً وكادت النهاية المهلكة الفاشلة أن تحيط به.. حينها ألقى إليه النبي صلى الله عليه وسلم بنهاية منتصرة أفضل وأرقى؛ فلوح له رسول الله صلى الله عليه وسلم بسواري كسرى يلبسهما إذا هو خاض بدايات أخرى بديلة ومعاكسة يصرف بها قريشاً ويضللها.. وهكذا شد الرسول صلى الله عليه وسلم سراقة من عمق فطرته الإنسانية المتطلعة إلى نهايات منتصرة مادياً ومعنوياً، بعد أن أنقذه من نهاية ستكون مهزومه قد تؤدي به لو أصر على الظفر بما وعدته به قريش من نهاية منتصرة وفي جوف الخندق في موقعة الأحزاب والمخاطر والمؤامرات اليهودية وتربص المشركين تحيط بالرسول صلى الله عليه وسلم وأصحابه المرابطين معه ..هتف رسول الله مكبراً وهو يرى الشرارة المنبعثة من الحجرة التي يشارك في تكسيرها من ضربته الأولى وهتف مكبراً مرة ثانية وهو يرى الشرارة تنبعث من ضربته الثانية.. فهز ذلك التكبير وجدان المسلمين وهرعوا مجتمعين حوله… لقد رأى في كل شرارة نهاية منتصرة.. ففي إحداهما رأى عرش كسرى يتهاوى تحت ضربات المسلمين.. وفي الأخرى رأى عرش قيصر يتهاوى تحت اقدام جحافل المسلمين.
فكما استقر في روع سراقة أنه هو المعني بتلك النهاية المنتصرة المتمثلة في الظفر بسواري كسرى، استقر في روع أولئك المؤمنين المجاهدين الصامدين في موقعة الأحزاب بأنهم سينالون شرف المشاركة والإسهام في إسقاط تلك العروش على الأقل ممن سيطول بهم العمر.. إنها نهاية مبشرة بالنصر تتصل بمدى أعمارهم.. إنها نهاية في بعدها الدنيوي والأخروي.. فعلى مستواهم الجماعي فهي النهاية المنتصرة المعززة لهذا الدين الإسلامي.. وعلى مستواهم الفردي فهو الفوز بإحدى الحسنيين الفوز بالأجر ومغانم النصر أو الفوز بالنهاية العظمى الشهادة والظفر برضى الرب وجنة عرضها السموات والأرض.
إنها نهايات منتصرة تستجيب للتطلعات المؤمنة وهمومها وفي تناغم منسجم مع بدايات يصوغون واقعها…إنه ذلك التلازم المنسجم التي تسوق إلى النجاحات والانتصارات العظيمة على جميع المستويات (باذن الله).