يفهم قول الشاطبي : ودونك الإدغام الكبير .. البيت ، أن الإدغام لأبي عمرو من الروايتين
وهو كذلك في التيسير فمن أين يؤخذ تخصيص الإدغام بالسوسي من الشاطبية ؟
( الجواب) يؤخذ تخصيص الإدغام بالسوسي من الشاطبية من تخصيصه بإبدال الهمز المفرد وقصر المنفصل ، ومن المنقول عن الشاطبي في قراءته وإقرائه ، قال السخاوي – تلميذه - آخر باب الإدغام من شرحه لشاطبية : وكان أبو القاسم يعني الشاطبي يقرئ بالإدغام الكبير من طريق السوسي لأنه كذلك قرأ انتهى .
وسكون الإدغام عارض كسكون الوقف ، فإن كان قبل المدغم حرف مدٍ أو لين جرى فيه ما يجري في الوقف من القصر والتوسط والمد والإشارة بالروم والإشمام في غير الباء والميم مع الميم والباء ، وهذا ما نصَ عليه في النشر وطيبته ، وقال : لا نعلم نصا بخلافه ، وقد يفهم من كلام الشاطبي لتجويزه الإشارة بالروم والإشمام ، واختار بعضهم مدَ المدغم فقط ، ولكن التسوية بين العارضين أصح القولين ، وقد أخذنا عن شيخنا حال التلقي قول بعضهم :
وسو بين عارض الإدغام وعارض الوقوف في الأحكام
وقال الطباخ في تحريره :
وعارض الإدغام و الوقف ولو في الفتح و التقليل والإضجاع سوّ
والإشارة بالروم لا يتأتى معها الإدغام الصحيح بخلاف الإشمام وهو هنا يكون مقارنا للنطق بالحرف كما في : مالك لا تأمنا على يوسف ، قال الطيبي :
واشمم هنا مقارنا للحرف لا بعد لفظه كحال الوقف
وعلى ذكر الإدغام يجب أن يلم القارئ بمعناه وفائدته وسببه وشرطه وموانعه وأقسامه والحروف التي تدغم والحروف التي لا تدغم.
فالإدغام هو النطق بالحرفين حرفا مشددا كالتالي .
وفائدته سهولة النطق بالحرفين .
وسببه التماثل والتجانس والتقارب .
وشرطه إلتقاء المدغم بالمدغم فيه خطا ( فيدخل إنه هو ، ويخرج أنا نذير )
وأن يكون المدغم فيه أكثر من حرف إذا كان الإدغام في كلمة ( فيدخل خلقكم ، ويخرج خلقك ) .
وموانعه نوعان : متفق عليها ومختلف فيها ،
فالموانع المتفق عليها أربعة وهي : تنوين الأول و تشديده وكونه تا ضمير غير مكسورة والإخفاء قبله نحو غفور رحيم ، و شديد نحبهم ، و مس سقر و الحق كمن ، و كنت ترابا ، و خلقت طينا و فلا يحزنك كفره ، واختص بعض المتقاربين بالإسكان قبله نحو : ما خلقكم و لايحزنك قولهم .
والموانع المختلف فيها خمسة وهي :
(1) الحرف الفاصل بالجزم أو ما ينوب عنه نحو : يبتغ غير و يخل لكم و لتأت طائفة و آت ذاْ القربى ، والمشهور في المتقاربين الاعتداد بهذا المانع فالإدغام معه فيهما ضعيف ، قال في الطيبة : ( وفي الجزم انظر فإن تماثلا ففيه خلف وإن تقاربا ففيه ضعف ) على أنه اتفقت الطرق الصحيحة كلها على إظهار ولم يؤت سعة للجزم وخفة الفتحة وشذ إدغامها عن ابن شنبوذ والداجوني وهذا هو مراد الشاطبي بقوله : وما ليس مجزوما .
(2) توالي الإعلال في نحو آل و اللائي يئسن .
(3) صيرورة المدغم حرف مدٍ بإسكانه كهو ومن .
(4) كسر تاء الضمير في جئت شيئا فريا .
(5) خفة الفتحة مع عدم التكرار في الزكاة ثم و التورية ثم .
وهذه هي موانع الإدغام الكبير الذي هو أحد قسمي الإدغام و الثاني الصغير ، ومتى ارتفع المانع المعتد به ووجد السبب والشرط جاز لدف (؟) بحسب الرواية ، وقد تكلمنا على أقسام الإدغام وجوبا وجوازا وعلى موانع الإدغام الصغير كلاما وافيا في كتابنا الدروس التجويدية فليراجع .
وأما ما يدغم وما لا يدغم من الحروف الهجائية فهو خمسة أقسام :
( الأول ) لايدغم ولايدغم فيه وهو ثلاثة أحرف الهمزة والألف والخاء المعجمة .
( الثاني ) لايدغم ويدغم فيه وهو أربعة أحرف : الطاء والظاء والصاد المهملة والزاي ، ولا يقال أن الطاء تدغم في التاء في أحطت و بسطت إدغاما ناقصا ببقاء الإطباق لأن المراد الإدغام التام بإسقاط الحرف وصفته .
( الثالث ) يدغم في مثله فقط وهو ستة أحرف : العين والغين والفاء والهاء والواو .
( الرابع ) يدغم في جنسه ومقاربه فقط وهو خمسة أحرف : الجيم والدال والذال والسين والضاد .
( الخامس ) يدغم في مثله وجنسه ومقاربه وهو أحد عشر حرفا : الباء والتاء والثاء والحاء والراء والسين والقاف والكاف واللام والميم والنون .
وقد نظمت هذه الأقسام بقولي :
من أحرف الهجاء سبع لا ترى مدغمة في غيرها يا من قَرا
وهي الألف والهمز حاء طاء والصاد مهملا وزاي ظاء
وليس في الثلاثة الأوائل إدغام حرف أبدا بحاصل
وستة في المثل أدغمنها عين وغين واو ياء فاء ها
وخمسة في الجنس أو مقارب أدغم فقط تنل جميع المأرب
وتلك شين معجم والذال والجيم والضاد كذاك الدال
والباء تاء ثاء حاء سين راء ولام قاف كاف نون
والميم إحدى عشرها أدغمه في مثل وجنس ومقارب تفي
إلا أن الفاء تدغم في مقاربها الباء ، والدال تدغم في مثلها في الصفير فقط .
قوله تعالى : الصراط و صراط و أصدق ونحوها الإشمام فيها عبارة عن إشراب الصاد صوت الزاي بحيث تنطق بحرف فرعي بينهما وتحكم ذلك المشافهة .
قوله تعالى : ( ولا الضالين ) مدُ الضالين لازم كلمي مثقل للزوم السكون وإدغامه ، والجمهور على مدِ اللازم مشبعا بدون إفراط وقدر بثلاثة ألفات وهو أقوى المدود لتحقق سببه واتصاله ، ويليه في القوة ما ألحق به من تاءات البزي و الصافات صفا و أتمدونّي لحمزة وأتعدانّي لهشام وأنساب بينهم لرويس ، ويليها المتصل ثم العارض للسكون ثم المنفصل ثم البدل وهو أضعفها ، كما أن اللين العارض للسكون أقل من حرف المد ، وقد نظمت ذلك فقلت :
أقوى المدود لازم وما لحق فالمتصل فعارض السكون ثق
فالمنفصل وأضعف الكل البدل واللين عن مدٍ لعارض نزل
ويتفرع على هذه القاعدة أنه إذا اجتمع مدان قوي وضعيف ساوى القوي الضعيف أو علا عنه وساوى الضعيف القوي أو نزل عنه
( مثال ذلك ) اللين والمد العارض للسكون ، والبدل والعارض ، والمتصل و المنفصل ، وسنوضح ذلك عند أمثلته من الآيات .
وهو كذلك في التيسير فمن أين يؤخذ تخصيص الإدغام بالسوسي من الشاطبية ؟
( الجواب) يؤخذ تخصيص الإدغام بالسوسي من الشاطبية من تخصيصه بإبدال الهمز المفرد وقصر المنفصل ، ومن المنقول عن الشاطبي في قراءته وإقرائه ، قال السخاوي – تلميذه - آخر باب الإدغام من شرحه لشاطبية : وكان أبو القاسم يعني الشاطبي يقرئ بالإدغام الكبير من طريق السوسي لأنه كذلك قرأ انتهى .
وسكون الإدغام عارض كسكون الوقف ، فإن كان قبل المدغم حرف مدٍ أو لين جرى فيه ما يجري في الوقف من القصر والتوسط والمد والإشارة بالروم والإشمام في غير الباء والميم مع الميم والباء ، وهذا ما نصَ عليه في النشر وطيبته ، وقال : لا نعلم نصا بخلافه ، وقد يفهم من كلام الشاطبي لتجويزه الإشارة بالروم والإشمام ، واختار بعضهم مدَ المدغم فقط ، ولكن التسوية بين العارضين أصح القولين ، وقد أخذنا عن شيخنا حال التلقي قول بعضهم :
وسو بين عارض الإدغام وعارض الوقوف في الأحكام
وقال الطباخ في تحريره :
وعارض الإدغام و الوقف ولو في الفتح و التقليل والإضجاع سوّ
والإشارة بالروم لا يتأتى معها الإدغام الصحيح بخلاف الإشمام وهو هنا يكون مقارنا للنطق بالحرف كما في : مالك لا تأمنا على يوسف ، قال الطيبي :
واشمم هنا مقارنا للحرف لا بعد لفظه كحال الوقف
وعلى ذكر الإدغام يجب أن يلم القارئ بمعناه وفائدته وسببه وشرطه وموانعه وأقسامه والحروف التي تدغم والحروف التي لا تدغم.
فالإدغام هو النطق بالحرفين حرفا مشددا كالتالي .
وفائدته سهولة النطق بالحرفين .
وسببه التماثل والتجانس والتقارب .
وشرطه إلتقاء المدغم بالمدغم فيه خطا ( فيدخل إنه هو ، ويخرج أنا نذير )
وأن يكون المدغم فيه أكثر من حرف إذا كان الإدغام في كلمة ( فيدخل خلقكم ، ويخرج خلقك ) .
وموانعه نوعان : متفق عليها ومختلف فيها ،
فالموانع المتفق عليها أربعة وهي : تنوين الأول و تشديده وكونه تا ضمير غير مكسورة والإخفاء قبله نحو غفور رحيم ، و شديد نحبهم ، و مس سقر و الحق كمن ، و كنت ترابا ، و خلقت طينا و فلا يحزنك كفره ، واختص بعض المتقاربين بالإسكان قبله نحو : ما خلقكم و لايحزنك قولهم .
والموانع المختلف فيها خمسة وهي :
(1) الحرف الفاصل بالجزم أو ما ينوب عنه نحو : يبتغ غير و يخل لكم و لتأت طائفة و آت ذاْ القربى ، والمشهور في المتقاربين الاعتداد بهذا المانع فالإدغام معه فيهما ضعيف ، قال في الطيبة : ( وفي الجزم انظر فإن تماثلا ففيه خلف وإن تقاربا ففيه ضعف ) على أنه اتفقت الطرق الصحيحة كلها على إظهار ولم يؤت سعة للجزم وخفة الفتحة وشذ إدغامها عن ابن شنبوذ والداجوني وهذا هو مراد الشاطبي بقوله : وما ليس مجزوما .
(2) توالي الإعلال في نحو آل و اللائي يئسن .
(3) صيرورة المدغم حرف مدٍ بإسكانه كهو ومن .
(4) كسر تاء الضمير في جئت شيئا فريا .
(5) خفة الفتحة مع عدم التكرار في الزكاة ثم و التورية ثم .
وهذه هي موانع الإدغام الكبير الذي هو أحد قسمي الإدغام و الثاني الصغير ، ومتى ارتفع المانع المعتد به ووجد السبب والشرط جاز لدف (؟) بحسب الرواية ، وقد تكلمنا على أقسام الإدغام وجوبا وجوازا وعلى موانع الإدغام الصغير كلاما وافيا في كتابنا الدروس التجويدية فليراجع .
وأما ما يدغم وما لا يدغم من الحروف الهجائية فهو خمسة أقسام :
( الأول ) لايدغم ولايدغم فيه وهو ثلاثة أحرف الهمزة والألف والخاء المعجمة .
( الثاني ) لايدغم ويدغم فيه وهو أربعة أحرف : الطاء والظاء والصاد المهملة والزاي ، ولا يقال أن الطاء تدغم في التاء في أحطت و بسطت إدغاما ناقصا ببقاء الإطباق لأن المراد الإدغام التام بإسقاط الحرف وصفته .
( الثالث ) يدغم في مثله فقط وهو ستة أحرف : العين والغين والفاء والهاء والواو .
( الرابع ) يدغم في جنسه ومقاربه فقط وهو خمسة أحرف : الجيم والدال والذال والسين والضاد .
( الخامس ) يدغم في مثله وجنسه ومقاربه وهو أحد عشر حرفا : الباء والتاء والثاء والحاء والراء والسين والقاف والكاف واللام والميم والنون .
وقد نظمت هذه الأقسام بقولي :
من أحرف الهجاء سبع لا ترى مدغمة في غيرها يا من قَرا
وهي الألف والهمز حاء طاء والصاد مهملا وزاي ظاء
وليس في الثلاثة الأوائل إدغام حرف أبدا بحاصل
وستة في المثل أدغمنها عين وغين واو ياء فاء ها
وخمسة في الجنس أو مقارب أدغم فقط تنل جميع المأرب
وتلك شين معجم والذال والجيم والضاد كذاك الدال
والباء تاء ثاء حاء سين راء ولام قاف كاف نون
والميم إحدى عشرها أدغمه في مثل وجنس ومقارب تفي
إلا أن الفاء تدغم في مقاربها الباء ، والدال تدغم في مثلها في الصفير فقط .
قوله تعالى : الصراط و صراط و أصدق ونحوها الإشمام فيها عبارة عن إشراب الصاد صوت الزاي بحيث تنطق بحرف فرعي بينهما وتحكم ذلك المشافهة .
قوله تعالى : ( ولا الضالين ) مدُ الضالين لازم كلمي مثقل للزوم السكون وإدغامه ، والجمهور على مدِ اللازم مشبعا بدون إفراط وقدر بثلاثة ألفات وهو أقوى المدود لتحقق سببه واتصاله ، ويليه في القوة ما ألحق به من تاءات البزي و الصافات صفا و أتمدونّي لحمزة وأتعدانّي لهشام وأنساب بينهم لرويس ، ويليها المتصل ثم العارض للسكون ثم المنفصل ثم البدل وهو أضعفها ، كما أن اللين العارض للسكون أقل من حرف المد ، وقد نظمت ذلك فقلت :
أقوى المدود لازم وما لحق فالمتصل فعارض السكون ثق
فالمنفصل وأضعف الكل البدل واللين عن مدٍ لعارض نزل
ويتفرع على هذه القاعدة أنه إذا اجتمع مدان قوي وضعيف ساوى القوي الضعيف أو علا عنه وساوى الضعيف القوي أو نزل عنه
( مثال ذلك ) اللين والمد العارض للسكون ، والبدل والعارض ، والمتصل و المنفصل ، وسنوضح ذلك عند أمثلته من الآيات .