الفرق بين القراءات والروايات
والخلاف الواجب والجائز
كل خلاف نسب لإمام من العشرة مما أجمع عليه الرواة فهو قراءة ، وكل ما نسب للراوي عن الإمام فهو رواية ، وما نسب للآخذ عن الراوي وإن سفل فهو طريق، وإن كان على غير هذه الصفة مما هو راجع إلى تخيير القارئ فيه كان وجها ، فتقول مثلا البسملة بين السورتين قراءة الكسائي ورواية قالون عن نافع وطريق صاحب التبصرة عن الأزرق عن ورش ، وتقول في البسملة بين السورتين ثلاثة أوجه ولا تقول ثلاث قراءات ولا ثلاث روايات ولا ثلاثة طرق ، والخلاف الواجب عين القراءات والروايات والطرق بمعنى أن القارئ ملزم بالإتيان بجميعها كأوجه البدل وذات الياء لورش فهي طرق وإن شاع التعبير عنها بالأوجه تساهلا، والخلاف الجائز هو خلاف الأوجه الذي على سبيل التخيير والإباحة كأوجه البسملة وأوجه الوقف بالروم والإشمام والقصر والتوسط و المد، فبأي وجه أتى القارئ أجزأ ولا يكون نقصا في روايته ولا يلزم استيعابها إلا للتعليم في بعض المواضع والأخذ بجميعها في كل موضع غير مستحسن إلا في وقف حمزة لصعوبته على المبتدئ.
الطرق
ترك الشاطبي وابن الجزري رحمهما الله ذكر طرق الرواة عن قراء كتابيهما الشاطبية والدرة اتكالا على ذكرها في التيسير والتحبير مع العلم بأنهما اقتصرا على طريق واحد لكل راو ، ولأهمية الطرق يجب بأن يلم بها القارئ وها هي :
(قالون ) من طريق أبي نشيط محمد بن هارون
و(ورش ) من طريق أبي يعقوب يوسف الأزرق
و(البزي ) من طريق أبي ربيعة محمد بن إسحاق
و(وقنبل ) من طريق أبي بكر أحمد بن مجاهد
و(والدوري ) من طريق أبي الزعراء عبد الرحمن بن عبدوس
و(السوسي ) من طريق أبي عمران موسى بن جرير
و(وهشام ) من طريق أبي الحسن أحمد بن يزيد الحلواني
و(ابن ذكوان ) من طريق أبي عبد الله هارون بن موسى الأخفش
و(شعبة ) من طريق أبي زكريا يحيى بن آدم الصلحي
و(حفص ) من طريق أبي محمد عبيد بن الصباح
و(خلف ) من طريق أحمد بن عثمان بن بريان عن أبي الحسن إدريس بن عبد الكريم الحداد عنه
و(خلاد ) من طريق أبي بكر محمد بن شاذان الجوهري
و(أبو الحارث ) من طريق أبي عبد الله محمد بن يحيى البغدادي
و(الدوري ) من طريق أبي الفضل جعفر بن محمد النصيبي
و(ابن وردان ) من طريق الفضل بن بن شاذان
و(ابن جماز ) من طريق أبي أيوب الهاشمي
و(رويس ) من طريق النخاس بالخاء المعجمة عن التمار عنه
و(روح ) من طريق ابن وهب
و(إسحاق ) من طريق السوسنجردي
و(إدريس ) من طريق الشطي عنه
( فهذه عشرون طريقا ) اقتصر عليها أصحاب التيسير والتحبير والشاطبية والدرة ولهم طرق أخى صحيحة تنيف على تسعمائة وثمانين طريقا ذكرها مع تراجم أصحابها في النشر فمن أرادها فليراجعها هناك .
وفائدة معرفة الطرق عدم التركيب في الوجوه المروية عن أصحابها ، والتركيب في القراءات بما يخل حرام ، وبغيره معيب على العلماء لا على العوام .
الإفراد والجمع
قال ابن الجزري في نشره : كان السلف الصالح رحمهم الله يقرءون ويقرئون القرآن رواية رواية ولا يجمعون رواية إلى أخرى يقصدون بذلك استيعاب الروايات والتثبت منها وإحسان تلقيها واستمر ذلك إلى المائة الخامسة عصر الداني و الأهوازي و الهذلي ومن بعدهم ، فمن ذلك الوقت ظهر جمع القراءات في ختمة واحدة واستمر إلى زماننا واستقر عليه العمل لفتور الهمم وقصد سرعة الترقي والإنفراد وانتشار تعليم القرآن ولم يكن أحد من الشيوخ يسمح بالجمع إلا لمن أفرد القراءات واتقن معرفة الطرق و الروايات وقرأ لكل راو بختمة على حدة ، وهذا الذي استقر عليه العمل إلى زمن شيوخنا الذين أدركناهم فلم أعلم أحدا قرأ على التقي الصائغ إلا بعد أن يفرد السبعة في في إحدى وعشرين ختمة وللعشرة كذلك اه .
أما مقدار التلقين في الإفراد والجمع فمفوض إلى رأي الشيخ وحال القارئ وقوة قبوله ، وبعض المشايخ لا يزيد على عشر مطلقا وبعضهم يأخذ في الإفراد بنصف حزب وفي الجمع بربع حزب .
( ويشترط ) على مريد القراءات ثلاثة شروط :
أن يحفظ كتابا يعرف به اختلاف القراء ،
وأن يفرد القراء رواية رواية
ويجمعها قراءة قراءة
حتى يتمكن من كل قراءة على حدة وحتى يكون أهلا لأن يجمع أكثر من قراءة في ختمة .
وللشيوخ في كيفية الجمع ثلاثة مذاهب :
الأول : الجمع بالحرف وهو طريق أكثر المصريين و المغاربة وكيفيته أن يشرع في القراءة فإذا مر بكلمة فيها خلف أصولي أو فرشي أعاد تلك الكلمة بمفردها حتى يستوفي ما فيها من الخلاف ، فإن كانت مما يسوغ الوقف عليه وقف واستأنف مابعدها وإلا وصلها بآخر وجه انتهى إليه حتى يصل إلى وقف فيقف
( مثاله ) وقالت هيت لك فيقول : هِيتَ هَيتُ هَيتَ هئتُ هئتَ لك ، وإن كان الخلف مما يتعلق بكلمتين كمد المنفصل والسكت على مفصول وقف على الكلمة الثانية إن حسن واستوعب الخلاف ثم انتقل إلى ما بعدها على هذا الحكم ، وهو أوثق في استيفاء أوجه الخلاف وأسهل وأخصر في الأخذ ولكنه يخرج القارئ عن رونق وحسن أداء التلاوة .
الثاني : الجمع بالوقف وكيفيته : أن يبدأ القارئ بقراءة من قدمه من الرواة ، ولا يزال بذلك الوجه حتى يقف على وقف يسوغ الإبتداء بما بعده ثم يعود إلى القارئ الذي بعده إن لم يكن وافقه في قراءته ثم يفعل ذلك بقارئ قارئ حتى ينتهي الخلف ويبدئ بما بعد ذلك الوقف على هذا الحكم وهو مذهب الشاميين وهذا المذهب أشد في الإستحضار وأسد في الإستظهار وأطول زمانا وأجود مكانا وبه قرأت على عامة من قرأت عليه مصرا وشاما وبه آخذ.
الثالث : الجمع بالوقف على اختيار ابن الجزري ، قال في النشر بعد ما تقدم: ولكني ركبت من المذهبين مذهبا فجاء في محاسن الجمع طرازا مذهبا فابتدئ بالقارئ وأنظر إلى من يكون من القراء أكثر موافقة له فإذا وصلت إلى كلمة بين القارئين فيها خلف وقفت وأخرجته معه ثم وصلت إلى أن أنتهي إلى الوقف السائغ جوازه وهكذا حتى ينتهي الخلاف انتهى
( قلت ) وهذا الذي عليه العمل عند حذاق القراء في مصر
( ومثاله ) ياأيها الناس اتقوا ربكم أول الحج إلى شديد
فيبدأ بقالون بالسكون وقصر المنفصل فيندرج معه يعقوب
فإذا وصل إلى وما هم بسكارى وقف وأعاد للدوري من وترى الناس سكارى بالإمالة إلى شديد ،
ثم قرأ للسوسي من إدغام إن زلزلة الساعة شئ عظيم إلى النهاية بوجهي وترى الناس
ثم قرأ بصلة الميم لقالون، يأخذ أصحاب الصلة
ثم يبدأ الآية بمد المنفصل أربعا لقالون إلى سكارى فيندرج معه الشامي وعاصم
ثم يعيد للدوري من سكارى بالإمالة
ثم يعيد للكسائي وخلف سكرى بالإمالة
ثم يقرأ بالصلة لقالون فيذهب وحده
ثم يمد ستا لورش ويستوفي له وجهي اللين مع تقليل سكارى
ثم يقرأ لحمزة من اتقوا ربكم يبدأ بعدم الغنة لخلف مع السكت في شئ
ثم بالغنة لخلاد كذلك
ثم بعدم السكت على شئ لخلاد
ثم بالسكت على المفصول لخلف إلى تمام الآية وقد استوعب الخلاف الذي فيها.
والخلاف الواجب والجائز
كل خلاف نسب لإمام من العشرة مما أجمع عليه الرواة فهو قراءة ، وكل ما نسب للراوي عن الإمام فهو رواية ، وما نسب للآخذ عن الراوي وإن سفل فهو طريق، وإن كان على غير هذه الصفة مما هو راجع إلى تخيير القارئ فيه كان وجها ، فتقول مثلا البسملة بين السورتين قراءة الكسائي ورواية قالون عن نافع وطريق صاحب التبصرة عن الأزرق عن ورش ، وتقول في البسملة بين السورتين ثلاثة أوجه ولا تقول ثلاث قراءات ولا ثلاث روايات ولا ثلاثة طرق ، والخلاف الواجب عين القراءات والروايات والطرق بمعنى أن القارئ ملزم بالإتيان بجميعها كأوجه البدل وذات الياء لورش فهي طرق وإن شاع التعبير عنها بالأوجه تساهلا، والخلاف الجائز هو خلاف الأوجه الذي على سبيل التخيير والإباحة كأوجه البسملة وأوجه الوقف بالروم والإشمام والقصر والتوسط و المد، فبأي وجه أتى القارئ أجزأ ولا يكون نقصا في روايته ولا يلزم استيعابها إلا للتعليم في بعض المواضع والأخذ بجميعها في كل موضع غير مستحسن إلا في وقف حمزة لصعوبته على المبتدئ.
الطرق
ترك الشاطبي وابن الجزري رحمهما الله ذكر طرق الرواة عن قراء كتابيهما الشاطبية والدرة اتكالا على ذكرها في التيسير والتحبير مع العلم بأنهما اقتصرا على طريق واحد لكل راو ، ولأهمية الطرق يجب بأن يلم بها القارئ وها هي :
(قالون ) من طريق أبي نشيط محمد بن هارون
و(ورش ) من طريق أبي يعقوب يوسف الأزرق
و(البزي ) من طريق أبي ربيعة محمد بن إسحاق
و(وقنبل ) من طريق أبي بكر أحمد بن مجاهد
و(والدوري ) من طريق أبي الزعراء عبد الرحمن بن عبدوس
و(السوسي ) من طريق أبي عمران موسى بن جرير
و(وهشام ) من طريق أبي الحسن أحمد بن يزيد الحلواني
و(ابن ذكوان ) من طريق أبي عبد الله هارون بن موسى الأخفش
و(شعبة ) من طريق أبي زكريا يحيى بن آدم الصلحي
و(حفص ) من طريق أبي محمد عبيد بن الصباح
و(خلف ) من طريق أحمد بن عثمان بن بريان عن أبي الحسن إدريس بن عبد الكريم الحداد عنه
و(خلاد ) من طريق أبي بكر محمد بن شاذان الجوهري
و(أبو الحارث ) من طريق أبي عبد الله محمد بن يحيى البغدادي
و(الدوري ) من طريق أبي الفضل جعفر بن محمد النصيبي
و(ابن وردان ) من طريق الفضل بن بن شاذان
و(ابن جماز ) من طريق أبي أيوب الهاشمي
و(رويس ) من طريق النخاس بالخاء المعجمة عن التمار عنه
و(روح ) من طريق ابن وهب
و(إسحاق ) من طريق السوسنجردي
و(إدريس ) من طريق الشطي عنه
( فهذه عشرون طريقا ) اقتصر عليها أصحاب التيسير والتحبير والشاطبية والدرة ولهم طرق أخى صحيحة تنيف على تسعمائة وثمانين طريقا ذكرها مع تراجم أصحابها في النشر فمن أرادها فليراجعها هناك .
وفائدة معرفة الطرق عدم التركيب في الوجوه المروية عن أصحابها ، والتركيب في القراءات بما يخل حرام ، وبغيره معيب على العلماء لا على العوام .
الإفراد والجمع
قال ابن الجزري في نشره : كان السلف الصالح رحمهم الله يقرءون ويقرئون القرآن رواية رواية ولا يجمعون رواية إلى أخرى يقصدون بذلك استيعاب الروايات والتثبت منها وإحسان تلقيها واستمر ذلك إلى المائة الخامسة عصر الداني و الأهوازي و الهذلي ومن بعدهم ، فمن ذلك الوقت ظهر جمع القراءات في ختمة واحدة واستمر إلى زماننا واستقر عليه العمل لفتور الهمم وقصد سرعة الترقي والإنفراد وانتشار تعليم القرآن ولم يكن أحد من الشيوخ يسمح بالجمع إلا لمن أفرد القراءات واتقن معرفة الطرق و الروايات وقرأ لكل راو بختمة على حدة ، وهذا الذي استقر عليه العمل إلى زمن شيوخنا الذين أدركناهم فلم أعلم أحدا قرأ على التقي الصائغ إلا بعد أن يفرد السبعة في في إحدى وعشرين ختمة وللعشرة كذلك اه .
أما مقدار التلقين في الإفراد والجمع فمفوض إلى رأي الشيخ وحال القارئ وقوة قبوله ، وبعض المشايخ لا يزيد على عشر مطلقا وبعضهم يأخذ في الإفراد بنصف حزب وفي الجمع بربع حزب .
( ويشترط ) على مريد القراءات ثلاثة شروط :
أن يحفظ كتابا يعرف به اختلاف القراء ،
وأن يفرد القراء رواية رواية
ويجمعها قراءة قراءة
حتى يتمكن من كل قراءة على حدة وحتى يكون أهلا لأن يجمع أكثر من قراءة في ختمة .
وللشيوخ في كيفية الجمع ثلاثة مذاهب :
الأول : الجمع بالحرف وهو طريق أكثر المصريين و المغاربة وكيفيته أن يشرع في القراءة فإذا مر بكلمة فيها خلف أصولي أو فرشي أعاد تلك الكلمة بمفردها حتى يستوفي ما فيها من الخلاف ، فإن كانت مما يسوغ الوقف عليه وقف واستأنف مابعدها وإلا وصلها بآخر وجه انتهى إليه حتى يصل إلى وقف فيقف
( مثاله ) وقالت هيت لك فيقول : هِيتَ هَيتُ هَيتَ هئتُ هئتَ لك ، وإن كان الخلف مما يتعلق بكلمتين كمد المنفصل والسكت على مفصول وقف على الكلمة الثانية إن حسن واستوعب الخلاف ثم انتقل إلى ما بعدها على هذا الحكم ، وهو أوثق في استيفاء أوجه الخلاف وأسهل وأخصر في الأخذ ولكنه يخرج القارئ عن رونق وحسن أداء التلاوة .
الثاني : الجمع بالوقف وكيفيته : أن يبدأ القارئ بقراءة من قدمه من الرواة ، ولا يزال بذلك الوجه حتى يقف على وقف يسوغ الإبتداء بما بعده ثم يعود إلى القارئ الذي بعده إن لم يكن وافقه في قراءته ثم يفعل ذلك بقارئ قارئ حتى ينتهي الخلف ويبدئ بما بعد ذلك الوقف على هذا الحكم وهو مذهب الشاميين وهذا المذهب أشد في الإستحضار وأسد في الإستظهار وأطول زمانا وأجود مكانا وبه قرأت على عامة من قرأت عليه مصرا وشاما وبه آخذ.
الثالث : الجمع بالوقف على اختيار ابن الجزري ، قال في النشر بعد ما تقدم: ولكني ركبت من المذهبين مذهبا فجاء في محاسن الجمع طرازا مذهبا فابتدئ بالقارئ وأنظر إلى من يكون من القراء أكثر موافقة له فإذا وصلت إلى كلمة بين القارئين فيها خلف وقفت وأخرجته معه ثم وصلت إلى أن أنتهي إلى الوقف السائغ جوازه وهكذا حتى ينتهي الخلاف انتهى
( قلت ) وهذا الذي عليه العمل عند حذاق القراء في مصر
( ومثاله ) ياأيها الناس اتقوا ربكم أول الحج إلى شديد
فيبدأ بقالون بالسكون وقصر المنفصل فيندرج معه يعقوب
فإذا وصل إلى وما هم بسكارى وقف وأعاد للدوري من وترى الناس سكارى بالإمالة إلى شديد ،
ثم قرأ للسوسي من إدغام إن زلزلة الساعة شئ عظيم إلى النهاية بوجهي وترى الناس
ثم قرأ بصلة الميم لقالون، يأخذ أصحاب الصلة
ثم يبدأ الآية بمد المنفصل أربعا لقالون إلى سكارى فيندرج معه الشامي وعاصم
ثم يعيد للدوري من سكارى بالإمالة
ثم يعيد للكسائي وخلف سكرى بالإمالة
ثم يقرأ بالصلة لقالون فيذهب وحده
ثم يمد ستا لورش ويستوفي له وجهي اللين مع تقليل سكارى
ثم يقرأ لحمزة من اتقوا ربكم يبدأ بعدم الغنة لخلف مع السكت في شئ
ثم بالغنة لخلاد كذلك
ثم بعدم السكت على شئ لخلاد
ثم بالسكت على المفصول لخلف إلى تمام الآية وقد استوعب الخلاف الذي فيها.