http://fotos.alwatanvoice.com/images/topics/images/6303465224.jpg[/img]
قال عباس النوري إنه مستعد للعودة مجدداً إلى «باب الحارة» إكراماً للمشاهدين، شرط أن يكون العمل ذا جودة عالية وأن تحدث تعديلات إيجابية على النص. كيف ترى هذا الكلام؟
ـ العمل جودته جيدة وفيه كم كبير من الأحداث ودماء فنية جديدة. لا أعرف ما الذي دفعه للحديث عن رفع مستوى العمل وهو لم يقرأ النص أصلاً. ربما يكون محقاً فيما يتعلق بخروجه من العمل. وأنا شخصياً فوجئت بخروج أبو عصام من المسلسل. وهنا أقول لكل الناس: لا يوجد خلاف شخصي بين عباس وبسام الملا. فقد كان عباس هو القاسم المشترك في كل أعمال بسام الملا التلفزيونية. ولا أعتقد أن بسام الملا استبعده لأسباب شخصية. ومن الخطأ أن يعتقد عباس النوري أن هناك مؤامرة حيكت ضده لإقصائه من «باب الحارة».
< الآلاف من القراء والمتـابعـين
لـ «باب الحارة» طالبوا سامر المصري بتفعيل شخصية أبو شهاب على أرض الواقع وممارسة دور «العقيد» وإجراء مصالحة بين الطرفين. فهل حاولت فعلاً التدخل كوسيط للإصلاح بينهما، لعودة المياه إلى مجاريها من جهة ولعودة النوري إلى العمل من جديد بناءً على رغبة عارمة من محبي «باب الحارة»؟
ـ لم أبادر بالإتصال بعباس النوري بعد قراءتي نص الجزء الثالث لأن شخصية أبو عصام غير موجودة فيه. ولهذا، لا داعي للوساطة بينهما لأن الأمر محسوم، ولو كان هناك دور لأبو عصام وسيجسّده شخص آخر لكان هناك مجال للحديث عن القيام بوساطة بينهما (يضحك سامر المصري ثم يكمل): ولكنت استخدمت «الشبرية» (السكين) لإجبارهما على الصلح ولعودة أبو عصام للعمل من جديد. هناك فترة زمنية تفصل بين الجزءين تبدأ بعدها أحداث الجزء الثالث وفيها يتوفى أبو عصام وعلى هذا الأساس ستسير الأحداث.
< لكن، كلا الطرفين أكد في أحاديثه الصحفية وجود دور لأبو عصام لكنه ألغي مؤخراً، بدليل أن الملا قال إن النوري يريد أن يفصّل له سيناريو على مقاسه بينما قال عباس بأن الملا أكد له أن شخصية أبو عصام موجودة حتى آخر الجزء الثالث. فهل الخلاف الحاصل أدّى إلى إلغاء الدور وما مدى صحة هذا الكلام؟
ـ لا أعرف ما مدى صحة هذا الكلام. هناك أشياء لا أعرفها حدثت بينهما، وأكمل مازحاً: لقد غادرت كي آتي بسلاح للثوار، فخربت الحارة أثناء سفري.
< لكن الجمهور يتذكر أن أبو عصام في نهاية الجزء الثاني عاد سالماً إلى أهله ولم يمت، فما سبب موته في الجزء الثالث؟
ـ قلت إن هناك فترة زمنية مفترضة بعد نهاية الجزء الثاني مات فيها أبو عصام.
< عباس النوري وصف بسام الملا بأنه تحوّل من مخرج إلى منتج ولهذا حدثت بينهما خلافات أدّت إلى انفصالهما عن العمل سوياً. كيف ترى هذا الكلام؟
ـ المخرج يجب أن يكون مخرجاً فقط ويهتم بتفاصيل عمله وتقديم مادة فنية متميزة تلقى إعجاب الناس أينما كانوا. الجزء الثالث عمل مرهق فيه الكثير من الشخصيات وحارات جديدة وقد تمّ بناء قرية كاملة للتصوير فيها. ويحاول بسام الملا أن يحشد في جزئه الجديد عدداً كبيراً من الفنانين السوريين المتميزين. وبالنسبة لما قاله النوري عن أن الملا تحوّل إلى منتج فهو موضوع لا علاقة لي به ولست ممن يتدخّلون في شؤون الآخرين.
< ألا تخشى أن تلام على تصرفاتك بسبب شخصية أبو شهاب التي أحبها الناس كثيراً والتي باتوا يسقطونها عليك في حياتك العادية، فيقال إن العقيد غيّر من أخلاقياته؟
ـ أنا حريص جداً على أدواري وعلى تصريحاتي وأحاول أن ألتزم قدر الإمكان بشخصية العقيد بتعاملاتي اليومية. بالمحصّلة، لقد أدّيت دوراً تلفزيونياً أحبه الناس ولا يمكن للإنسان مهما كان أن يكون مثالياً طوال حياته وجلّ من لا يخطئ.
< ما هي توقعاتك للجزء الثالث؟ برأيك، هل سيلقى النجاح نفسه الذي لقيه الجزء الثاني؟
ـ على الأقل إن العمل لا يزال كما هو يقدم القيم الجميلة، وأحداثه متشابكة، رائعة ومشوقة. وستكون هناك ألوان أخرى فيه ممتعة ومميزة. وأقول إن ربّ ضارة نافعة فيما يتعلق بغياب شخصية أبو عصام عن العمل مع أسفي لعدم وجوده. وأنا أول من عزّى نفسه بسبب غيابه عن الجزء الثالث، وقد يكون هذا الأمر في مصلحة العمل حتى لا تتكرر جملة العلاقات التي كانت سائدة في الجزء الثاني فيصبح مملاً. بعد الجزء الأول وغياب الإدعشري تعرّضت لضغوط درامية في الجزء الثاني هيمنت على الأحداث. وواجهت أسئلة كثيرة من الجمهور والناس. لكني تقبلت الوضع الجديد وسار العمل وحقق نجاحاً كبيراً وأتمنى أن يتقبلوا ما هو جديد في الجزء الثالث وأن يلقى حبهم وتقديرهم.
< هل صحيح أن العقيد أبو شهاب سيدخل قفص الزوجية في الجزء الثالث، وهل فعلاً ستكون فريال هي صاحبة النصيب؟
ـ العقيد سيتزوج في الجزء الثالث وقد تكون فريال أو غيرها. هناك وجهات نظر مختلفة في الموضوع لم تحدّد بعد. قد يستهجن الناس فكرة زواج العقيد من فريال كونه يتمسك بقيم جميلة وسلطة وأخلاقيات متميزة، لكنه إذا أراد توجيه وتصحيح مسار حياة فريال وخدمتها إنسانياً ودفعها للإبتعاد عن الثرثرة وإثارة المشاكل بين الناس فأعتقد أن هذه حالة صحية. ومن الجيد أن يتزوج منها. هذا مجرد مثال فقط والعقيد أبو شهاب قد
لا يتزوج فريال في العمل.
< قال عباس النوري بأن هناك شركات إنتاج سورية دفعت أموالاً طائلة لفناني «باب الحارة» كي
لا يشاركوا في العمل. هل قدمت لك جهة معينة المال مقابل ترك العمل في «باب الحارة»؟
ـ لست ممن يشترون بالمال، والجميع يحذر من عرض هذه الأمور عليّ لأنهم يعلمون أن سامر المصري لا يباع
ولا يُشرى، وأنه صاحب مبدأ ثابت ولن يغيّر مبادئه التي يعمل عليها منذ سنوات طويلة وهي الإخلاص لمن يعمل معهم.
< بسام الملا وقّع عقود احتكار لعدد من فناني «باب الحارة» لعدم مشاركتهم في أعمال منافسة. فهل وقعت معه عقد احتكار هذا العام؟
ـ لا، لم أوقّع معه عقد احتكار. هناك فنانون آخرون شاركوا في أعمال مشابهة هذا العام ولم يقف ضدهم بسام الملا. ما قيل هو كلام غير صحيح. بسام فقط نصح الجميع
بألا يعملوا في مسلسلات مشابهة. ومع ذلك، هناك من شارك في أعمال أخرى ولم يتخذ الملا مواقف ضدهم.
< لندخل إلى مجتمع «باب الحارة»، هل أنت موافق على هذا المجتمع الذي قدّمه المسلسل في جزءيه السابقين، وما مصداقية صورة المرأة التي قدّمها العمل والتي انتقدت كثيراً حيث وصفت بأنها مجرد خيال وليست من واقع الحارات الدمشقية؟
ـ «باب الحارة» ليس عملاً واقعياً. وهو عمل شرطي ومجازي استقى الكثير من مقوّماته كعمل فني من سلوكيات وقيم وتفاصيل الحارة والحياة الدمشقية. ولكنه لم ينقل دمشق مئة في المئة. المخرج يقول إنه يتحدث عن تاريخ اجتماعي وليس تاريخاً سياسياً. أنا أقول إن «باب الحارة» يتحدث عن تاريخ اجتماعي وسياسي لفئة معينة ولا يصوّر كل شرائح المجتمع الدمشقي التي كانت موجودة في تلك الفترة. هو ينتقي شرائح محددة في أجواء معينة وفي حارات خاصة ويقدمها للناس وهي افتراضية. وطالما أنه سمّى حارات العمل بـ «حارة الضبع» و«حارة أبو النار» فهي من الخيال وليست من الواقع، وإلا لكان أتى بمسمّيات حقيقية لأماكن موجودة. فالعمل شرطي وليس واقعياً. أما بالنسبة لصورة المرأة في العمل فقد كانت نموذجاً يجسد وضع المرأة في السابق وهناك صور أخرى للمرأة في مجتمعنا لم يقدّمها العمل. والفن بطبعه انتقاء لصور معينة تعرض للناس بقالب درامي خاص.
< بعض الفنانين السوريين وبعض المخرجين الذين قدّموا أعمالاً مشابهة وصفوا «باب الحارة» بالهزيل، وبأنه لا يحتوي على دراما جادة، كما وصف من قبل أحد المخرجين
بـ «التافه». كيف تردّ على هذا الهجوم؟
ـ هناك من هاجم العمل بدافع الغيرة وهناك من لديهم أسبابهم الخاصة. والعمل الفني فيه وجهات نظر مختلفة ولا يوجد في الفن شيء مطلق. أنا شخصياً، لدي وجهات نظر في «باب الحارة» ولكنني لا أبوح بها لأنني عندما أعمل في مسلسل ما فإنني أتبناه بالكامل لأنني أصبحت جزءاً منه. وربما أوجّه له انتقادات فيما بعد إذا كانت في صالحه وليست لأسباب شخصية. الناس أحبت العمل بشكل جنوني ويجب احترام رغباتهم وعدم النقد لمجرد التقليل من النجاح فقط.
< نعلم أن الجزء الثالث يضمّ في طياته مشاهد لها علاقة بمقاومة المستعمر، وهناك جانب ذو طابع حربي. ألا تعتقد بأن هذا قد يقلل من شعبية العمل لأن الناس ملّت العنف في حياتها اليومية وليست بحاجة لمشاهدته أيضاً في أعمال تلفزيونية يحاولون اللجوء إليها هرباً من واقع عربي سيئ؟
ـ الجزء الثالث فيه شق عن مقاومة المستعمر وفيه الحالة الإنسانية، وأعتقد أن الناس بحاجة لتدعيم خط المقاومة لأن الشعب العربي عموماً لديه إحباط سياسي وأحلامه ليست على قدر واقعه السياسي. نحن نعيش حالياً في زمن فضائيات تحاصر الأعمال التلفزيونية التي تتحدث عن المقاومة. «باب الحارة» مرر المقاومة من خلال عمل اجتماعي بحت.
< قلت ذات مرة بأن «باب الحارة» تسبب بخسائر مالية وضياع صفقات للكثيرين في العالم العربي. هل هذا كلام صحيح؟
ـ هذا الكلام صحيح. الكثيرون رووا لي قصصاً أدّت إلى خسائر مالية للبعض منهم بسبب متابعتهم «باب الحارة» وتركهم أعمالهم. وهذا الكلام سمعته في العديد من الدول التي زرتها تلبية لدعوات رسمية تكريماً لدوري في «باب الحارة». فقد كان البعض يترك أعماله لمشاهدة العمل. الحقيقة إن «باب الحارة» كان له مفعول سحري لدى الناس. المحال التي يمتلكها العرب في كوبنهاغن وبرلين وغيرهما كان يكتب على أبوابها: نفتح بعد انتهاء «باب الحارة». مكتبة البيت الأبيض طلبت نسخة من «باب الحارة» لدراسة أسباب نجاح هذا العمل وما حققه من تأثيرات على المجتمع العربي.
< كنا نسمع دائماً بأنك صاحب موقف سلبي من المشاركة في الدراما المصرية. وفوجئنا مؤخراً برفضك أداء دور جمال عبد الناصر في مسلسل مصري مهم، فهل أضعت فرصة كبيرة كانت ستدخلك إلى الدراما المصرية بقوة، ولماذا رفضت دور عبد الناصر؟
ـ هناك أشياء تتنافى مع مبادئي الشخصية وأنا لا أحبذ ركوب التيارات التي ربما يركبها البعض للإستفادة منها لفترة معينة. هناك فنانون لحقوا بتيارات وانجرفوا معها. بعضهم استفاد منها وبعضهم فشل. لدينا مثل دمشقي شعبي يقول (الله محيي الثابت) وأنا ثابت. وجهة نظري في هذا المجال تقول إن سبب التفاتة الدراما المصرية للفنان السوري ومحاولة اجتذابه للعمل لديهم تعود لأسباب كثيرة منها شعورهم بحجم المنافسة الكبيرة والتفوق الذي حققته الدراما السورية وانتشار الممثل السوري عربياً وحبهم له. ووجدوا أيضاً أن نسبة أجر الممثل السوري ضئيلة أمام الممثل المصري حيث يتقاضى المصري ستة أو سبعة أو عشرة أضعاف ما يتقاضاه الفنان السوري. الفنان السوري بارع وأجره قليل مقارنة بالفنان المصري وهناك الآن طلب على الفنان السوري وهجرة من قبل الفنانين السوريين للعمل في مصر. لم أرغب بدخول مغامرة
لا أضمن نتائجها. سألتني عن جمال عبد الناصر، أريد أن أجيبك بصراحة تامة، هذه الشخصية التي يكنّ لها المصريون الحب الكبير لماذا يراد أن يجسدها فنان غير مصري ألا يوجد في الدراما المصرية من يؤدي هذا الدور ويجسّده على أفضل وجه؟ ما هي الضرورة القصوى التي تستدعي الإستعانة بفنان سوري للقيام بهذا الدور؟ عندما استدعوني للقيام بالدور إستغربت، فأنا لا أشبه عبد الناصر شكلاً، قد يتحسن الوضع قليلاً بفضل الماكياج وعندها يمكن لأي فنان مصري أن يصبح شبيهاً بعبد الناصر. من ناحية اللهجة، فأي فنان مصري سيكون متمكناً من لهجة عبد الناصر أكثر مني حتى ولو أجدت اللهجة المصرية، هناك في مصر من هم جديرون بأداء هذا الدور فلماذا أقحم نفسي فيه؟ سأكشف لكم سراً أنني في البداية عندما طلبت لأداء الدور رفضته حتى قبل أن أقرأ النص لأن مبادئي تتعارض مع العمل في مصر في الفترة الراهنة على الأقل. للأمانة، لو قدّم لي دور باللهجة السورية في عمل مصري لشاركت به، ولو قدّم لي دور عن شخصية سورية تعيش في مصر لقبلته أيضاً. عرض علي النص الذي كتبه الكاتب يسري الجندي ،وعند قراءتي للنص لاحظت أن حجم المادة التوثيقية للعمل أكبر من حجم المادة الدرامية وهذا الشيء لم يحقق لي المتعة في القراءة وهذا ليس إنقاصاً لأهمية النص لأن كتابة الوثيقة عملية ليست سهلة وتساءلت إلى أي حد يمكن أن يتفاعل الجمهور مع العمل درامياً خاصة إذا قارناه
بـ «باب الحارة» وببساطته وما حققه من نجاح. وعند رفضي للعمل لم أشعر بالأسف ولم أشعر أيضاً بأنني أضعت فرصة كبيرة.
< رأيناك مؤخراً وقد تحوّلت الى مجال «البزنس» فأصبحت لديك شركة إنتاج فني ومطعم في حي راق في دمشق. فهل سبب هذا تخوّفك من مستقبل الفن الذي لا ضمانة فيه، وهل سيأخذك «البزنس» من الفن؟
ـ منذ زمن طويل وانا أحب التجارة وقد عملت لفترة في العقارات, وبحكم تدني الأجور الفنية في سوريا كنت أفكر منذ فترة طويلة بدخل مادي إضافي يضمن لي ولأسرتي الحياة الكريمة. ولأن الأمور المادية لا تتحكّم بخياراتي الفنية فقد كنت أؤدي أحياناً أدواراً هامة مقابل مبلغ زهيد. دخولي الى مجال «البزنس» كان خوفاً من أن أصل الى مرحلة أؤدي فيها دوراً لا أودّ القيام به بسبب الضغوطات المالية. ولهذا، فإنني حاولت أن أعدّد مصادر الدخل لدي فقمت بافتتاح مطعم. كما افتتحت شركة «ورد للإنتاج الفني» والتي سيكون باكورة إنتاجها مسلسل «وجه العدالة» الذي سيخرجه سيف الشيخ نجيب. مؤخراً، قدمت إعلاناً تلفزيونياً تقاضيت عليه أجراً متميزاً لشركة اتصالات خليجية كبيرة سوف يعرض قريباً على الفضائيات العربية.
< سامر المصري هل هو مغرور أم معجب بنفسه أم لديه ثقة زائدة في نفسه ؟
ـ (يضحك كثيراً): لست مغروراً ولو كنت كذلك لفشلت في كل شيء بحياتي. وطالما أنني أنجح فهذا يعني أنني لست مغروراً. أنا عفوي لدرجة كبيرة وتلقائي. الغرور مرض كبير أبعدنا الله عنه. لا أخفيك لدي نرجسية كبيرة وهي مهمة لي ولكل فنان يريد أن ينجح. أحب شخصيتي الفنية وأحب هويتي أنا قادر على التمييز بين نرجسيتي الفنية ونرجسيتي الشخصية. في حياتي العامة أنا إنسان طبيعي جداً.
نيفين عزام زوجة الفنان سامر المصري حلّت ضيفة على «سيدتي» ايضاً في حوار تحدثت فيه عن علاقة «عقيد الحارة» أبو شهاب مع أولاده وزوجته، ومدى قرب شخصيته الحقيقية من شخصية العقيد أبو شهاب فكان الحوار التالي معها:
< شاهدنا سامر في «باب الحارة»، ذلك الرجل الشهم الشجاع الذي دافع عن الجميع، فهل هو حقاً يشبه شخصية أبو شهاب؟
ـ طبعاً، إن جزءاً كبيراً من شخصيته في بيته شبيه بما شاهده الناس في العمل، هو ابن البيئة الشامية وقد أخذ الكثير من أخلاقياتها وطبائعها. وأغلب ما استقاه منها صفات وعادات إيجابية، وهو بعيد عن التزمت والتقاليد البالية لأنه مثقف ويعي تماماً دوره في بيته ومع أولاده وزوجته. بصراحة، هو شهم وكريم يحب عائلته ولديه أولويات في حياته أولها نحن ثم الأشياء الأخرى.
< زوجك سامر في منزله هل هو عصبي كما نشاهده في أعماله التلفزيونية؟
ـ ليس دائماً. في الواقع، أنا عصبية أكثر منه في أحيان كثيرة. لا يغضب سريعاً ويعطي فرصاً كثيرة للحل قبل أن يظهر غضبه.
< كيف تصفين لنا علاقته بولديه في المنزل؟
ـ هو صديقهما الشخصي يساعدهما في كل شيء يلعب معهما يتفهم حوائجهما هو أقرب إليهما مني في أحيان كثيرة، رغم أنه أحياناً يغيب عنهما لفترات طويلة بسبب ظروف العمل. أستطيع القول إن علاقته معهما حميمة لدرجة كبيرة.
< هل يساعدك في أمور المنزل لا سيما فيما يختصّ بالطبخ؟
ـ هو يحب الطبخ كثيراً، خصوصاً الأكلات الشامية التي يفضل أن يحضّرها بنفسه ومنها الفتات والفول والسلطة خاصة يوم الجمعة، وهو تقليد أسبوعي بالنسبة لنا.
< إلتفاف المعجبات حول سامر المصري هل يشعرك بالغيرة؟
ـ أحياناً أنا أغار عليه، فالشهرة تجلب النجومية، والنجومية تجذب المعجبين والمعجبات. ولكل شيء حدود وإذا كانت عملية الإعجاب محدودة
ولا تؤذيني ولا تجرحني كامرأة فهي لا تضايقني.
< أبو شهاب سيتزوج في الجزء الثالث، كيف تلقيت خبر زواجه؟
ـ عادي جداً، لأن هذا جزء من العمل، وهو تزوج قبل ذلك في أعمال كثيرة، إضافة إلى أنه جسّد أدواراً كان فيها عاشقاً وحبيباً وهذا ضمن نطاق عمله الفني ولا مشكلة فيه.
< كيف يمكن أن تصفي بكلمات قليلة شخصية زوجك سامر المصري للقراء؟
ـ سامر إنسان طيب ويمتلك حساً مرهفاً من يراه لأول وهلة يعتقد أنه عصبي. ولكنه من داخله طفل، يمتلك أخلاقيات عالية وشخصيته قوية جداً يحب الأجواء العائلية وعلاقاته مع كل من حوله جميلة وهو مثال يحتذى.
عمر المصري الإبن الأكبر للفنان سامر المصري يدرس في الصف الرابع الابتدائي، شارك في أربعة أعمال تلفزيونية تحدث لـ «سيدتي» عن علاقته بوالده وعن بعض الأعمال التلفزيونية التي شارك بها لأنه كما يقال ابن البط عوام. فعن علاقته بأبيه قال: هو صديق وأب نلعب سوياً ويشعرنا بحنان الأب. هو مثالنا الأعلى. كثيراً ما يساعدني في دروسي. وعن مشاركاته التلفزيونية يقول عمر: شاركت في الجزء الأول من «باب الحارة» بدور ديبو ابن أبو حاتم الذي يعمل في القهوة. والدور كان بالنسبة لي جيداً أحببته لدرجة كبيرة. وحالياً سأشارك في الجزء الثالث من «باب الحارة» حيث أعود لوالدي الأصلي الذي طلّق والدتي وتركني في عهدة أبو حاتم ولي مشاهد كثيرة في العمل. كما شارك عمر في مسلسلات أخرى منها «فجر آخر» مع المخرج فراس دهني. وكان أول دور له في مسلسل «يحيى عياش» مع المخرج باسل الخطيب الذي شارك به وهو في سن الخامسة من عمره وتحدث فيه باللهجة الفلسطينية. يضيف عمر: أحب الفن خاصة إذا سمحت لي الفرصة للعمل في أدوار جديدة وفي فترة الصيف حتى لا يؤثر ذلك على دراستي. سبق ان اعتذرت عن دور في مسلسل «جبران خليل جبران» بسبب تعارضه مع اختباراتي المدرسية لأن دراستي أهم من الفن حالياً.
*سيدتي
قال عباس النوري إنه مستعد للعودة مجدداً إلى «باب الحارة» إكراماً للمشاهدين، شرط أن يكون العمل ذا جودة عالية وأن تحدث تعديلات إيجابية على النص. كيف ترى هذا الكلام؟
ـ العمل جودته جيدة وفيه كم كبير من الأحداث ودماء فنية جديدة. لا أعرف ما الذي دفعه للحديث عن رفع مستوى العمل وهو لم يقرأ النص أصلاً. ربما يكون محقاً فيما يتعلق بخروجه من العمل. وأنا شخصياً فوجئت بخروج أبو عصام من المسلسل. وهنا أقول لكل الناس: لا يوجد خلاف شخصي بين عباس وبسام الملا. فقد كان عباس هو القاسم المشترك في كل أعمال بسام الملا التلفزيونية. ولا أعتقد أن بسام الملا استبعده لأسباب شخصية. ومن الخطأ أن يعتقد عباس النوري أن هناك مؤامرة حيكت ضده لإقصائه من «باب الحارة».
< الآلاف من القراء والمتـابعـين
لـ «باب الحارة» طالبوا سامر المصري بتفعيل شخصية أبو شهاب على أرض الواقع وممارسة دور «العقيد» وإجراء مصالحة بين الطرفين. فهل حاولت فعلاً التدخل كوسيط للإصلاح بينهما، لعودة المياه إلى مجاريها من جهة ولعودة النوري إلى العمل من جديد بناءً على رغبة عارمة من محبي «باب الحارة»؟
ـ لم أبادر بالإتصال بعباس النوري بعد قراءتي نص الجزء الثالث لأن شخصية أبو عصام غير موجودة فيه. ولهذا، لا داعي للوساطة بينهما لأن الأمر محسوم، ولو كان هناك دور لأبو عصام وسيجسّده شخص آخر لكان هناك مجال للحديث عن القيام بوساطة بينهما (يضحك سامر المصري ثم يكمل): ولكنت استخدمت «الشبرية» (السكين) لإجبارهما على الصلح ولعودة أبو عصام للعمل من جديد. هناك فترة زمنية تفصل بين الجزءين تبدأ بعدها أحداث الجزء الثالث وفيها يتوفى أبو عصام وعلى هذا الأساس ستسير الأحداث.
< لكن، كلا الطرفين أكد في أحاديثه الصحفية وجود دور لأبو عصام لكنه ألغي مؤخراً، بدليل أن الملا قال إن النوري يريد أن يفصّل له سيناريو على مقاسه بينما قال عباس بأن الملا أكد له أن شخصية أبو عصام موجودة حتى آخر الجزء الثالث. فهل الخلاف الحاصل أدّى إلى إلغاء الدور وما مدى صحة هذا الكلام؟
ـ لا أعرف ما مدى صحة هذا الكلام. هناك أشياء لا أعرفها حدثت بينهما، وأكمل مازحاً: لقد غادرت كي آتي بسلاح للثوار، فخربت الحارة أثناء سفري.
< لكن الجمهور يتذكر أن أبو عصام في نهاية الجزء الثاني عاد سالماً إلى أهله ولم يمت، فما سبب موته في الجزء الثالث؟
ـ قلت إن هناك فترة زمنية مفترضة بعد نهاية الجزء الثاني مات فيها أبو عصام.
< عباس النوري وصف بسام الملا بأنه تحوّل من مخرج إلى منتج ولهذا حدثت بينهما خلافات أدّت إلى انفصالهما عن العمل سوياً. كيف ترى هذا الكلام؟
ـ المخرج يجب أن يكون مخرجاً فقط ويهتم بتفاصيل عمله وتقديم مادة فنية متميزة تلقى إعجاب الناس أينما كانوا. الجزء الثالث عمل مرهق فيه الكثير من الشخصيات وحارات جديدة وقد تمّ بناء قرية كاملة للتصوير فيها. ويحاول بسام الملا أن يحشد في جزئه الجديد عدداً كبيراً من الفنانين السوريين المتميزين. وبالنسبة لما قاله النوري عن أن الملا تحوّل إلى منتج فهو موضوع لا علاقة لي به ولست ممن يتدخّلون في شؤون الآخرين.
< ألا تخشى أن تلام على تصرفاتك بسبب شخصية أبو شهاب التي أحبها الناس كثيراً والتي باتوا يسقطونها عليك في حياتك العادية، فيقال إن العقيد غيّر من أخلاقياته؟
ـ أنا حريص جداً على أدواري وعلى تصريحاتي وأحاول أن ألتزم قدر الإمكان بشخصية العقيد بتعاملاتي اليومية. بالمحصّلة، لقد أدّيت دوراً تلفزيونياً أحبه الناس ولا يمكن للإنسان مهما كان أن يكون مثالياً طوال حياته وجلّ من لا يخطئ.
< ما هي توقعاتك للجزء الثالث؟ برأيك، هل سيلقى النجاح نفسه الذي لقيه الجزء الثاني؟
ـ على الأقل إن العمل لا يزال كما هو يقدم القيم الجميلة، وأحداثه متشابكة، رائعة ومشوقة. وستكون هناك ألوان أخرى فيه ممتعة ومميزة. وأقول إن ربّ ضارة نافعة فيما يتعلق بغياب شخصية أبو عصام عن العمل مع أسفي لعدم وجوده. وأنا أول من عزّى نفسه بسبب غيابه عن الجزء الثالث، وقد يكون هذا الأمر في مصلحة العمل حتى لا تتكرر جملة العلاقات التي كانت سائدة في الجزء الثاني فيصبح مملاً. بعد الجزء الأول وغياب الإدعشري تعرّضت لضغوط درامية في الجزء الثاني هيمنت على الأحداث. وواجهت أسئلة كثيرة من الجمهور والناس. لكني تقبلت الوضع الجديد وسار العمل وحقق نجاحاً كبيراً وأتمنى أن يتقبلوا ما هو جديد في الجزء الثالث وأن يلقى حبهم وتقديرهم.
< هل صحيح أن العقيد أبو شهاب سيدخل قفص الزوجية في الجزء الثالث، وهل فعلاً ستكون فريال هي صاحبة النصيب؟
ـ العقيد سيتزوج في الجزء الثالث وقد تكون فريال أو غيرها. هناك وجهات نظر مختلفة في الموضوع لم تحدّد بعد. قد يستهجن الناس فكرة زواج العقيد من فريال كونه يتمسك بقيم جميلة وسلطة وأخلاقيات متميزة، لكنه إذا أراد توجيه وتصحيح مسار حياة فريال وخدمتها إنسانياً ودفعها للإبتعاد عن الثرثرة وإثارة المشاكل بين الناس فأعتقد أن هذه حالة صحية. ومن الجيد أن يتزوج منها. هذا مجرد مثال فقط والعقيد أبو شهاب قد
لا يتزوج فريال في العمل.
< قال عباس النوري بأن هناك شركات إنتاج سورية دفعت أموالاً طائلة لفناني «باب الحارة» كي
لا يشاركوا في العمل. هل قدمت لك جهة معينة المال مقابل ترك العمل في «باب الحارة»؟
ـ لست ممن يشترون بالمال، والجميع يحذر من عرض هذه الأمور عليّ لأنهم يعلمون أن سامر المصري لا يباع
ولا يُشرى، وأنه صاحب مبدأ ثابت ولن يغيّر مبادئه التي يعمل عليها منذ سنوات طويلة وهي الإخلاص لمن يعمل معهم.
< بسام الملا وقّع عقود احتكار لعدد من فناني «باب الحارة» لعدم مشاركتهم في أعمال منافسة. فهل وقعت معه عقد احتكار هذا العام؟
ـ لا، لم أوقّع معه عقد احتكار. هناك فنانون آخرون شاركوا في أعمال مشابهة هذا العام ولم يقف ضدهم بسام الملا. ما قيل هو كلام غير صحيح. بسام فقط نصح الجميع
بألا يعملوا في مسلسلات مشابهة. ومع ذلك، هناك من شارك في أعمال أخرى ولم يتخذ الملا مواقف ضدهم.
< لندخل إلى مجتمع «باب الحارة»، هل أنت موافق على هذا المجتمع الذي قدّمه المسلسل في جزءيه السابقين، وما مصداقية صورة المرأة التي قدّمها العمل والتي انتقدت كثيراً حيث وصفت بأنها مجرد خيال وليست من واقع الحارات الدمشقية؟
ـ «باب الحارة» ليس عملاً واقعياً. وهو عمل شرطي ومجازي استقى الكثير من مقوّماته كعمل فني من سلوكيات وقيم وتفاصيل الحارة والحياة الدمشقية. ولكنه لم ينقل دمشق مئة في المئة. المخرج يقول إنه يتحدث عن تاريخ اجتماعي وليس تاريخاً سياسياً. أنا أقول إن «باب الحارة» يتحدث عن تاريخ اجتماعي وسياسي لفئة معينة ولا يصوّر كل شرائح المجتمع الدمشقي التي كانت موجودة في تلك الفترة. هو ينتقي شرائح محددة في أجواء معينة وفي حارات خاصة ويقدمها للناس وهي افتراضية. وطالما أنه سمّى حارات العمل بـ «حارة الضبع» و«حارة أبو النار» فهي من الخيال وليست من الواقع، وإلا لكان أتى بمسمّيات حقيقية لأماكن موجودة. فالعمل شرطي وليس واقعياً. أما بالنسبة لصورة المرأة في العمل فقد كانت نموذجاً يجسد وضع المرأة في السابق وهناك صور أخرى للمرأة في مجتمعنا لم يقدّمها العمل. والفن بطبعه انتقاء لصور معينة تعرض للناس بقالب درامي خاص.
< بعض الفنانين السوريين وبعض المخرجين الذين قدّموا أعمالاً مشابهة وصفوا «باب الحارة» بالهزيل، وبأنه لا يحتوي على دراما جادة، كما وصف من قبل أحد المخرجين
بـ «التافه». كيف تردّ على هذا الهجوم؟
ـ هناك من هاجم العمل بدافع الغيرة وهناك من لديهم أسبابهم الخاصة. والعمل الفني فيه وجهات نظر مختلفة ولا يوجد في الفن شيء مطلق. أنا شخصياً، لدي وجهات نظر في «باب الحارة» ولكنني لا أبوح بها لأنني عندما أعمل في مسلسل ما فإنني أتبناه بالكامل لأنني أصبحت جزءاً منه. وربما أوجّه له انتقادات فيما بعد إذا كانت في صالحه وليست لأسباب شخصية. الناس أحبت العمل بشكل جنوني ويجب احترام رغباتهم وعدم النقد لمجرد التقليل من النجاح فقط.
< نعلم أن الجزء الثالث يضمّ في طياته مشاهد لها علاقة بمقاومة المستعمر، وهناك جانب ذو طابع حربي. ألا تعتقد بأن هذا قد يقلل من شعبية العمل لأن الناس ملّت العنف في حياتها اليومية وليست بحاجة لمشاهدته أيضاً في أعمال تلفزيونية يحاولون اللجوء إليها هرباً من واقع عربي سيئ؟
ـ الجزء الثالث فيه شق عن مقاومة المستعمر وفيه الحالة الإنسانية، وأعتقد أن الناس بحاجة لتدعيم خط المقاومة لأن الشعب العربي عموماً لديه إحباط سياسي وأحلامه ليست على قدر واقعه السياسي. نحن نعيش حالياً في زمن فضائيات تحاصر الأعمال التلفزيونية التي تتحدث عن المقاومة. «باب الحارة» مرر المقاومة من خلال عمل اجتماعي بحت.
< قلت ذات مرة بأن «باب الحارة» تسبب بخسائر مالية وضياع صفقات للكثيرين في العالم العربي. هل هذا كلام صحيح؟
ـ هذا الكلام صحيح. الكثيرون رووا لي قصصاً أدّت إلى خسائر مالية للبعض منهم بسبب متابعتهم «باب الحارة» وتركهم أعمالهم. وهذا الكلام سمعته في العديد من الدول التي زرتها تلبية لدعوات رسمية تكريماً لدوري في «باب الحارة». فقد كان البعض يترك أعماله لمشاهدة العمل. الحقيقة إن «باب الحارة» كان له مفعول سحري لدى الناس. المحال التي يمتلكها العرب في كوبنهاغن وبرلين وغيرهما كان يكتب على أبوابها: نفتح بعد انتهاء «باب الحارة». مكتبة البيت الأبيض طلبت نسخة من «باب الحارة» لدراسة أسباب نجاح هذا العمل وما حققه من تأثيرات على المجتمع العربي.
< كنا نسمع دائماً بأنك صاحب موقف سلبي من المشاركة في الدراما المصرية. وفوجئنا مؤخراً برفضك أداء دور جمال عبد الناصر في مسلسل مصري مهم، فهل أضعت فرصة كبيرة كانت ستدخلك إلى الدراما المصرية بقوة، ولماذا رفضت دور عبد الناصر؟
ـ هناك أشياء تتنافى مع مبادئي الشخصية وأنا لا أحبذ ركوب التيارات التي ربما يركبها البعض للإستفادة منها لفترة معينة. هناك فنانون لحقوا بتيارات وانجرفوا معها. بعضهم استفاد منها وبعضهم فشل. لدينا مثل دمشقي شعبي يقول (الله محيي الثابت) وأنا ثابت. وجهة نظري في هذا المجال تقول إن سبب التفاتة الدراما المصرية للفنان السوري ومحاولة اجتذابه للعمل لديهم تعود لأسباب كثيرة منها شعورهم بحجم المنافسة الكبيرة والتفوق الذي حققته الدراما السورية وانتشار الممثل السوري عربياً وحبهم له. ووجدوا أيضاً أن نسبة أجر الممثل السوري ضئيلة أمام الممثل المصري حيث يتقاضى المصري ستة أو سبعة أو عشرة أضعاف ما يتقاضاه الفنان السوري. الفنان السوري بارع وأجره قليل مقارنة بالفنان المصري وهناك الآن طلب على الفنان السوري وهجرة من قبل الفنانين السوريين للعمل في مصر. لم أرغب بدخول مغامرة
لا أضمن نتائجها. سألتني عن جمال عبد الناصر، أريد أن أجيبك بصراحة تامة، هذه الشخصية التي يكنّ لها المصريون الحب الكبير لماذا يراد أن يجسدها فنان غير مصري ألا يوجد في الدراما المصرية من يؤدي هذا الدور ويجسّده على أفضل وجه؟ ما هي الضرورة القصوى التي تستدعي الإستعانة بفنان سوري للقيام بهذا الدور؟ عندما استدعوني للقيام بالدور إستغربت، فأنا لا أشبه عبد الناصر شكلاً، قد يتحسن الوضع قليلاً بفضل الماكياج وعندها يمكن لأي فنان مصري أن يصبح شبيهاً بعبد الناصر. من ناحية اللهجة، فأي فنان مصري سيكون متمكناً من لهجة عبد الناصر أكثر مني حتى ولو أجدت اللهجة المصرية، هناك في مصر من هم جديرون بأداء هذا الدور فلماذا أقحم نفسي فيه؟ سأكشف لكم سراً أنني في البداية عندما طلبت لأداء الدور رفضته حتى قبل أن أقرأ النص لأن مبادئي تتعارض مع العمل في مصر في الفترة الراهنة على الأقل. للأمانة، لو قدّم لي دور باللهجة السورية في عمل مصري لشاركت به، ولو قدّم لي دور عن شخصية سورية تعيش في مصر لقبلته أيضاً. عرض علي النص الذي كتبه الكاتب يسري الجندي ،وعند قراءتي للنص لاحظت أن حجم المادة التوثيقية للعمل أكبر من حجم المادة الدرامية وهذا الشيء لم يحقق لي المتعة في القراءة وهذا ليس إنقاصاً لأهمية النص لأن كتابة الوثيقة عملية ليست سهلة وتساءلت إلى أي حد يمكن أن يتفاعل الجمهور مع العمل درامياً خاصة إذا قارناه
بـ «باب الحارة» وببساطته وما حققه من نجاح. وعند رفضي للعمل لم أشعر بالأسف ولم أشعر أيضاً بأنني أضعت فرصة كبيرة.
< رأيناك مؤخراً وقد تحوّلت الى مجال «البزنس» فأصبحت لديك شركة إنتاج فني ومطعم في حي راق في دمشق. فهل سبب هذا تخوّفك من مستقبل الفن الذي لا ضمانة فيه، وهل سيأخذك «البزنس» من الفن؟
ـ منذ زمن طويل وانا أحب التجارة وقد عملت لفترة في العقارات, وبحكم تدني الأجور الفنية في سوريا كنت أفكر منذ فترة طويلة بدخل مادي إضافي يضمن لي ولأسرتي الحياة الكريمة. ولأن الأمور المادية لا تتحكّم بخياراتي الفنية فقد كنت أؤدي أحياناً أدواراً هامة مقابل مبلغ زهيد. دخولي الى مجال «البزنس» كان خوفاً من أن أصل الى مرحلة أؤدي فيها دوراً لا أودّ القيام به بسبب الضغوطات المالية. ولهذا، فإنني حاولت أن أعدّد مصادر الدخل لدي فقمت بافتتاح مطعم. كما افتتحت شركة «ورد للإنتاج الفني» والتي سيكون باكورة إنتاجها مسلسل «وجه العدالة» الذي سيخرجه سيف الشيخ نجيب. مؤخراً، قدمت إعلاناً تلفزيونياً تقاضيت عليه أجراً متميزاً لشركة اتصالات خليجية كبيرة سوف يعرض قريباً على الفضائيات العربية.
< سامر المصري هل هو مغرور أم معجب بنفسه أم لديه ثقة زائدة في نفسه ؟
ـ (يضحك كثيراً): لست مغروراً ولو كنت كذلك لفشلت في كل شيء بحياتي. وطالما أنني أنجح فهذا يعني أنني لست مغروراً. أنا عفوي لدرجة كبيرة وتلقائي. الغرور مرض كبير أبعدنا الله عنه. لا أخفيك لدي نرجسية كبيرة وهي مهمة لي ولكل فنان يريد أن ينجح. أحب شخصيتي الفنية وأحب هويتي أنا قادر على التمييز بين نرجسيتي الفنية ونرجسيتي الشخصية. في حياتي العامة أنا إنسان طبيعي جداً.
نيفين عزام زوجة الفنان سامر المصري حلّت ضيفة على «سيدتي» ايضاً في حوار تحدثت فيه عن علاقة «عقيد الحارة» أبو شهاب مع أولاده وزوجته، ومدى قرب شخصيته الحقيقية من شخصية العقيد أبو شهاب فكان الحوار التالي معها:
< شاهدنا سامر في «باب الحارة»، ذلك الرجل الشهم الشجاع الذي دافع عن الجميع، فهل هو حقاً يشبه شخصية أبو شهاب؟
ـ طبعاً، إن جزءاً كبيراً من شخصيته في بيته شبيه بما شاهده الناس في العمل، هو ابن البيئة الشامية وقد أخذ الكثير من أخلاقياتها وطبائعها. وأغلب ما استقاه منها صفات وعادات إيجابية، وهو بعيد عن التزمت والتقاليد البالية لأنه مثقف ويعي تماماً دوره في بيته ومع أولاده وزوجته. بصراحة، هو شهم وكريم يحب عائلته ولديه أولويات في حياته أولها نحن ثم الأشياء الأخرى.
< زوجك سامر في منزله هل هو عصبي كما نشاهده في أعماله التلفزيونية؟
ـ ليس دائماً. في الواقع، أنا عصبية أكثر منه في أحيان كثيرة. لا يغضب سريعاً ويعطي فرصاً كثيرة للحل قبل أن يظهر غضبه.
< كيف تصفين لنا علاقته بولديه في المنزل؟
ـ هو صديقهما الشخصي يساعدهما في كل شيء يلعب معهما يتفهم حوائجهما هو أقرب إليهما مني في أحيان كثيرة، رغم أنه أحياناً يغيب عنهما لفترات طويلة بسبب ظروف العمل. أستطيع القول إن علاقته معهما حميمة لدرجة كبيرة.
< هل يساعدك في أمور المنزل لا سيما فيما يختصّ بالطبخ؟
ـ هو يحب الطبخ كثيراً، خصوصاً الأكلات الشامية التي يفضل أن يحضّرها بنفسه ومنها الفتات والفول والسلطة خاصة يوم الجمعة، وهو تقليد أسبوعي بالنسبة لنا.
< إلتفاف المعجبات حول سامر المصري هل يشعرك بالغيرة؟
ـ أحياناً أنا أغار عليه، فالشهرة تجلب النجومية، والنجومية تجذب المعجبين والمعجبات. ولكل شيء حدود وإذا كانت عملية الإعجاب محدودة
ولا تؤذيني ولا تجرحني كامرأة فهي لا تضايقني.
< أبو شهاب سيتزوج في الجزء الثالث، كيف تلقيت خبر زواجه؟
ـ عادي جداً، لأن هذا جزء من العمل، وهو تزوج قبل ذلك في أعمال كثيرة، إضافة إلى أنه جسّد أدواراً كان فيها عاشقاً وحبيباً وهذا ضمن نطاق عمله الفني ولا مشكلة فيه.
< كيف يمكن أن تصفي بكلمات قليلة شخصية زوجك سامر المصري للقراء؟
ـ سامر إنسان طيب ويمتلك حساً مرهفاً من يراه لأول وهلة يعتقد أنه عصبي. ولكنه من داخله طفل، يمتلك أخلاقيات عالية وشخصيته قوية جداً يحب الأجواء العائلية وعلاقاته مع كل من حوله جميلة وهو مثال يحتذى.
عمر المصري الإبن الأكبر للفنان سامر المصري يدرس في الصف الرابع الابتدائي، شارك في أربعة أعمال تلفزيونية تحدث لـ «سيدتي» عن علاقته بوالده وعن بعض الأعمال التلفزيونية التي شارك بها لأنه كما يقال ابن البط عوام. فعن علاقته بأبيه قال: هو صديق وأب نلعب سوياً ويشعرنا بحنان الأب. هو مثالنا الأعلى. كثيراً ما يساعدني في دروسي. وعن مشاركاته التلفزيونية يقول عمر: شاركت في الجزء الأول من «باب الحارة» بدور ديبو ابن أبو حاتم الذي يعمل في القهوة. والدور كان بالنسبة لي جيداً أحببته لدرجة كبيرة. وحالياً سأشارك في الجزء الثالث من «باب الحارة» حيث أعود لوالدي الأصلي الذي طلّق والدتي وتركني في عهدة أبو حاتم ولي مشاهد كثيرة في العمل. كما شارك عمر في مسلسلات أخرى منها «فجر آخر» مع المخرج فراس دهني. وكان أول دور له في مسلسل «يحيى عياش» مع المخرج باسل الخطيب الذي شارك به وهو في سن الخامسة من عمره وتحدث فيه باللهجة الفلسطينية. يضيف عمر: أحب الفن خاصة إذا سمحت لي الفرصة للعمل في أدوار جديدة وفي فترة الصيف حتى لا يؤثر ذلك على دراستي. سبق ان اعتذرت عن دور في مسلسل «جبران خليل جبران» بسبب تعارضه مع اختباراتي المدرسية لأن دراستي أهم من الفن حالياً.
*سيدتي