منتديات اوكــــيه

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
منتديات اوكــــيه

الصدارة بكل جدارة


2 مشترك

    فصول رواية جزيرة الكنز

    kakashi
    kakashi
    الـمــشـرف الـعـام


    عدد الرسائل : 1082
    العمر : 36
    الموقع : okeh.hooxs.com
    نقاط : 1928
    تاريخ التسجيل : 26/02/2008

    فصول رواية جزيرة الكنز Empty فصول رواية جزيرة الكنز

    مُساهمة من طرف kakashi الخميس 25 سبتمبر 2008 - 17:55

    .
    الفصل الأول
    البحار العجوز في فندق بنبو


    فصول رواية جزيرة الكنز Attachment

    أتذكر بوضوح ذاك البحار العجوز الأسمر وهو يقترب من باب الفندق، يداه خشنتان ومشققتان
    وأثر جرح سيف على أحد خديه. أتذكر أنه بعد أن أطال النظر حول الخليج
    وغنى تلك الأغنية البحرية القديمة :
    خمسة عشر رجلا على صندوق الرجل الميت
    يو هو هو، وزجاجة من الروم !

    طلب بجلافة كأسا من الروم وبدأ يشرب ببطء. وأخيرا علق قائلا:
    " إنه خليج لطيف، سأبقى هنا بعض الوقت" ثم أردف مخاطبا أبي:
    " يمكنك أن تناديني بالقبطان ". عندها ألقى بثلاث أو أربع قطع ذهبية ثم قال
    وعلائم الشراسة بادية عليه: " بإمكانك أن تطالبني عندما تنفذ تلك النقود " ؟

    كان في العادة رجلا صامتا جدا، يتمشى طوال اليوم حول الخليج ومعه منظار نحاسي
    ويقضي طيلة المساء جالسا في زاوية قرب النار يحتسي روما مسكرا للغاية.

    أقام أسبوعا بعد أسبوع ثم شهرا بعد شهر إلى أن استهلك النقود التي دفعها مقدما
    بمرور الزمن. ولم تكن لدى أبي الشجاعة قط ليطلب منه المزيد .

    وفي وقت متأخر من عصر أحد الأيام جاء الطبيب ليفسي ليعود أبي، ثم دخل غرفة الجلوس
    ليدخن غليونه. أتذكر بوضوح الفرق الضخم بين الطبيب بشعره الناعم الأبيض كالثلج
    وعينيه السوداوين البراقتين وتصرفاته اللطيفة وبين قرصاننا المتسخ المجهد ذي العينين
    الحمراوين الذي جرع للتو كمية كبيرة من الروم. فجأة بدأ الكابتن أغنيته المعهودة:

    خمسة عشر رجلا على صندوق الرجل الميت
    يو هو هو ، وزجاجة من الروم !
    اشرب ودع الشيطان يتدبر الباقي
    يو هو هو ، وزجاجة من الروم !

    لم تثر الأغنية هذه المرة انتباها كبيرا من قبل أحد في الفندق، لقد كانت جديدة
    في تلك الأمسية بالنسبة لدكتور ليفسي فقط، الذي رفع بصره للحظة وهو يشتعل غضبا
    قبل أن يتابع حديثه مع تايلور البستاني العجوز. حدًق الكابتن فيه لفترة ثم ضرب على الطاولة
    طالبا الصمت. ثم تابع التحديق بنظرات قاسية حتًى انفجر أخيرا. وهو يسب ويشتم :

    _ أنت هناك ، توقًف عن الكلام.
    تساءل الدكتور _ هل توجه الكلام لي يا سيد ؟
    أجابه وهو يقذف شتيمة أخرى_ نعم لك .

    في هذه الحالة عندي شيء واحد أقوله لك أيها السيد : إذا واظبت على شرب الروم
    سيتخلًص العالم قريبا من شخص قذر وقبيح جدا .

    كان انفعال " الكابتن " مرعبا. قفز من مكانه شاهرا سكينة كبيرة وبدا عليه كما لو أنه
    على وشك قتل الدكتور. أما ليفسي فلم يتحرك من مكانه، تكلم معه كما تكلم من قبل
    بلا مبالاة وبهدوء وثبات شديدين .

    _ أبعد هذه السكينة أو أعدك بالشنق .

    أخفى الكابتن سلاحه وجلس ثانية، وكانت تسمع حشرجات ضعيفة خارجة
    من بلعومه كما لو أنه كلب مضروب .

    كان ذلك الشتاء قارساً، وكان من الواضح أن أبي المسكين لن يرى الربيع.
    كانت صحته تتداعى يوما بعد يوم. وكان علينا أنا وأمي أن نقوم بجميع أعمال الفندق.

    وفي صبيحة أحد أيام كانون الثاني سمعت خبطة قوية في غرفة الجلوس. هرعت فإذا بي
    أرى الكابتن ممددا على أرض الغرفة . سرعان ما نزلت أمي إلى الطابق الأرضي لمساعدتي.
    رفعنا رأسه ، كان يتنفس بصعوبة بالغة، عيناه مغمضتان ولون وجهه مخيف.
    وكم كنا سعداء حينما فتح الباب ودخل الدكتور ليفسي الذي جاء للاطمئنان على أبي.
    انبرى قائلا:
    _ إنه مريض، حالته خطيرة، تماما كما حذرته إذا استمر في شرب الروم.
    والآن أسرعي يا سيدة هوكنز إلى زوجك في الطابق الأعلى .
    أما أنا فعليً أن أبذل قصارى جهدي لإنقاذ حياة هذا الشخص، حياته التي لا تستحق شيئاً .

    كان على الطبيب أن يقوم بمجهود كبير قبل أن يفتح الكابتن عينيه. وبعناء شديد
    حملناه إلى الطابق الأعلى ومددناه على سريره.
    عندئذ حذره الطبيب قائلا:
    _ الروم بالنسبة لك يعني الموت، لا تنسى ذلك.
    ثم غادر ليرى أبي وأنا بصحبته وقد عقب وهو يغلق الباب:
    _ بسيطة، سيبقى لمدة أسبوع في سريره ، وهذا أفضل له ولكم ،
    إلاَ أن النوبة التالية ستقضي عليه.

    فصول رواية جزيرة الكنز Attachment
    kakashi
    kakashi
    الـمــشـرف الـعـام


    عدد الرسائل : 1082
    العمر : 36
    الموقع : okeh.hooxs.com
    نقاط : 1928
    تاريخ التسجيل : 26/02/2008

    فصول رواية جزيرة الكنز Empty الفصل الثاني القطعة السوداء

    مُساهمة من طرف kakashi السبت 27 سبتمبر 2008 - 14:41

    الفصل الثاني
    القطعة السوداء

    فصول رواية جزيرة الكنز Attachment

    حوالي الظهر دخلت غرفة الكابتن، كان ممددا كما تركناه، وكان يبدو عليه
    الضعف والانفعال. بادرني قائلا:
    _ أنت الوحيد هنا يا جيم الذي يستحق كل شيء . سأعطيك جنيهاً مقابل
    كأس واحد من الروم. أجبته على الفور:
    _ شكرا لك، ما أريده هو المبلغ الذي أنت مدين به لوالدي. ومع ذلك سأجلب لك
    كأسا من الروم. كأسا واحدة فقط .

    وعندما أحضرت الكأس أمسكها على عجل وجرعها ثم التفت إلي قائلا:
    _ أجل ذلك أفضل والآن أبلغني أيها الفتى هل حدد ذلك الطبيب المدة التي عليً
    أن استلقي خلالها على هذا السرير . _ أسبوع على الأقل .
    صرخ : اللعنة ، أسبوع !! لا أستطيع تنفيذ ذلك. سيكونون قد أعطوني
    القطعة السوداء عندئذ . إنهم يتآمرون علي. إنهم حمقى، لا يستطيعون الاحتفاظ
    بما يملكون ويريدون في نفس الوقت أن يسرقوا ما يمتلكه الآخرون .

    والآن إذا لم أستطع الهروب وسلموني القطعة السوداء تذكر هذا. إنهم يريدون
    الحصول على صندوقي البحري القديم. اركب حصانا واذهب إلى ذلك الطبيب اللعين .
    اطلب منه أن يحضر جميع رجاله للقبض عليهم، لاعتقال جميع أفراد طاقم فلينت العجوز
    في هذا الفندق، كل المتبقي منهم . لقد كنت أنا شخصيا الضابط الأول لفلينت العجوز
    وأنا الشخص الوحيد الذي يعرف المكان . لقد أعطانيها، عندما كان يحتضر . ولكن لا تخبر
    أحدا إلا إذا اعطوني القطعة السوداء أو رأيت بحارا بساق واحدة

    _ إنه أخطر رجل على الإطلاق . _ ماذا تعني بالقطعة السوداء يا ( كابتن ) ؟
    _ إنها استدعاء . سأبلغك إذا أعطوني تلك القطعة . انتظر يا جيم وسأقاسمك
    مناصفة إني أعدك بذلك .
    لم يعد قادرا على متابعة الحديث، بدأ صوته يضعف شيئا فشيئا ثم غطً
    في نوم عميق، فغادرته .

    مات أبي المسكين فجأة في ذلك المساء مما فرض علينا تنحية جميع الأمور الأخرى جانبا.
    وفي صباح اليوم التالي نزل ( الكابتن ) إلى الطابق الأرضي وجرع من الروم أكثر
    مما اعتاد أن يجرع، كان يشرب من البرميل مباشرة ولم يجرؤ أحد على منعه .

    وفي ذلك اليوم كان الجو باردا. وحوالي الساعة الثالثة بعد الجنازة كنت واقفا على باب الفندق
    فإذا بي أرى رجلا على الطريق قادما نحوي ببطء . كان كفيف البصر، يتحسس طريقه بعصا وينادي :
    _ هل من أخ رحيم يخبر رجلا بائسا أعمى، فقد بصره الغالي دفاعا عن إنجلترا ،
    عن المكان الذي هو فيه الآن ؟
    _ أنت الآن أمام فندق بنبو .

    _ هل لك أن تعطيني يدك أيها الصديق الشاب اللطيف وتقودني إلى داخل الفندق !
    مددت يدي فأمسك بها ذلك الرجل الكفيف المخيف الذي يتكلم بنعومة،
    كانت يده قاسية كالحديد . عندئذ قال لي :

    _ خذني أيها الفتى إلى غرفة ( الكابتن ) ، قدني مباشرة إليها وإلا سأتصرف معك
    على هذا النحو . عندها لوى ذراعي حتى كاد أن يغمى علي. قدته حتى باب غرفة الجلوس
    ثم فتحت له الباب وحينما دخلنا قال : ابق يا بيل جالساً حيث أنت ، أنا لا أستطيع أن أرى
    ولكني أستطيع أن أسمع أقل حركة. مدً يدك اليمنى .

    رأيته عندئذ يضع شيئا ما في يد ( الكابتن )، ثم عقب: " الآن انجز العمل " وسرعان
    ما انسل خارجا من الغرفة . عند ذلك سحب ( الكابتن ) يده ونظر إلى ما فيها
    ثم صرخ قائلا: " الساعة العاشرة : . قفز من مكانه ثم وضع يده على بلعومه ووقف للحظة
    وهو يترنح وبصوت غريب هوى على الأرض .
    هرولت في الحال لكي استدعي أمي ولكن ( الكابتن ) كان قد فارق الحياة .

    فصول رواية جزيرة الكنز Attachment
    kakashi
    kakashi
    الـمــشـرف الـعـام


    عدد الرسائل : 1082
    العمر : 36
    الموقع : okeh.hooxs.com
    نقاط : 1928
    تاريخ التسجيل : 26/02/2008

    فصول رواية جزيرة الكنز Empty الفصل الثالث : الصندوق البحري والخريطة

    مُساهمة من طرف kakashi السبت 27 سبتمبر 2008 - 14:43

    الفصل الثالث
    الصندوق البحري والخريطة

    فصول رواية جزيرة الكنز Attachment

    كانت أمي عازمة على استرداد دينها من الكابتن فانطلقت تردد:
    _ إنه لي ولك يا جيم لذا علينا أن نحصل على مفتاح الصندوق .
    وعلى أرض الغرفة بالقرب من يد الكابتن كانت هناك ورقة صغيرة دائرية الشكل
    أحد وجهيها أسود اللون ، إنها " القطعة السوداء " ،
    وعلى الوجه الآخر كتبت الجملة التالية :
    معك حتى الساعة العاشرة من هذه الليلة .
    كان المفتاح معلقاً على خيط وسخ حول رقبة " الكابتن " .
    قطعت الخيط وهرولت إلى الطابق العلوي حيث الغرفة الصغيرة
    التي وضع فيها صندوقه منذ يوم وصوله إلى الفندق .
    لقد وجدنا داخل الصندوق أشياء كثيرة ، قطعة من الفضة
    ومسدًسين رائعين جداً وساعة حائط قديمة وبعض دبابيس الزينة مرصًعة بالجواهر .
    وآخر ما رأيناه بعض الأوراق المطوية في قطعة قماش وكيساً من النقود
    التي تخشخش كالقطع الذهبيًة . قالت أمي :
    _ أنا امرأة أمينة ، سآخذ ديني منه دون زيادة بنس واحد .
    وبدأت تعد . لقد كان ذلك عملا صعبا لأن النقود كانت من عملات وحجوم مختلفة،
    أمًا الجنيهات الإنكليزية فكانت قليلة جدا . وبينما كنًا منهمكين في عملنا
    سمعت صوتاً ملأني بالفزع ، إنه صوت طقطقة عصا الرجل الأعمى
    على الطريق المتجمد . إلا أن أمي كانت مصرًة على أنها لن تأخذ أكثر من دينها
    لذلك استمرت في العد . عندها سمعنا صفرة خافتة من مكان قريب .
    هبًت أمي واقفة وهي تردد_ سآخذ ما حصلت عليه .
    عقًبت قائلا وبين يدي الأوراق _ هذه حصًتي .
    فتحنا باب الفندق وعدونا بأقصى سرعة ممكنة . وما أن قطعنا منتصف الطريق
    إلى القرية حتى سمعنا وقع خطوات مسرعة .
    كنت أستطيع رؤية الطريق الممتد أمام باب الفندق . بدأ وصول الرجال ،
    كانوا في حدود سبعة أو ثمانية اندفع ثلاثة منهم على عجل ،
    استطعت أن أميز الرجل الذي كان في الوسط هو الرجل الأعمى .
    وكنت أسمع أصواتهم بوضوح .
    " ادخلوا ، ادخلوا " صاح الأعمى .
    أربعة أو خمسة نفًذوا الأمر في الحال. ثم انطلقت صرخة اندهاش
    تعلن أن بيل ميت. إلاً أن الرجل الأعمى شتمهم وصاح "
    هرولوا إلى الطابق العلوي واجلبوا الصندوق " .

    نادى أحد الرجال الأعمى الواقف على الطريق :
    _ سيدي لقد كانوا هنا قبلنا . الصندوق مقلوب رأساً على عقب .
    صاح الرجل الأعمى :
    _ إنهم أصحاب الفندق ، إنه ذلك الفتى ! انتشروا وابحثوا عنهم عنهم .
    في تلك اللحظة ترامى صوت آت من أعلى الهضبة ، إنه صوت وقع حوافر الخيول .
    عندها تراجع الرجال وهربوا . وخلال نصف دقيقة لم يبق إلاً الرجل الأعمى ،
    لقد تخلًى عنه الآخرون، بقي هناك يتحسس الطريق بعصاه بصورة هوجاء
    صاعداً نازلاً متوسلاً :
    لا يمكن أن تتركوا عجوزاً يا أولادي ، لا يمكن !

    وفي هذه الأثناء ظهر أربعة أو خمسة فرسان مندفعين على المنحدر.
    تعثر الأعمى بأحد الخيول ، حاول الفارس إنقاذه ولكنه فشل فتدحرج إلى الوادي
    وقد ندًت عنه صرخة مرعبة لقد مات الأعمى . ناديت الخيًالة إذ سرعان ما عرفت
    هويًتهم . فلقد لاحظ أحد الفتيان قاربا غريبا في الخليج ورأى الرجال في الفندق
    فانطلق طاباً النجدة فإذ به يقابل الكابتن دانس مع جنوده .
    كان فندق بينبو في حالة مرعبة إلا أن شيئا لم يؤخذ من مكانه
    باستثناء كيس نقود " الكابتن " . لم يستطع دانس فهم ما جرى فسألني :
    _ لماذا المكان في هذه الحالة يا هوكنز ؟ ماذا يريدون ؟ هل يريدون المزيد من المال ؟
    _ لا يا سيدي ، ما يريدونه في جيبي ، أود أن أضعه في مكان آمن .
    _ معك الحق . الآن الطبيب ليفسي في القصر مع السيد تريلوني . سأصطحبك إلى هناك .

    لم أكن قد رأيت السيد تريلوني عن كثب ، إنه سيد المنطقة .
    كان طويل القامة عريض المنكبين وله وجه قاسي الملامح .
    وعندما انتهى دانس من سرد قصته خاطبني الطبيب قائلا :

    _إذا ما كانوا يبحثون عنه موجود معك يا جيم أليس كذلك ؟

    قلت له وأنا أعطيه الأوراق " تفضًل " . أخذها ثم وضعها في جيب معطفه
    ثم بدأ الحديث مع السيد تريلوني _ أعتقد يا سيدي أنك قد سمعت بقصًة فلينت .

    _طبعا سمعت عنه ، إنه أكبر قرصان دموي عرفه البحر .

    _ حسناً. لقد سمعت بقصته في انكلترا . لنفترض أن في جيبي بعض الأوراق
    التي تبين لنا أين خبًأ فلينت كنزه فهل يستحق ذلك الكنز جهوداً كبيرة ؟

    _ جهوداً كبيرة ! إذا كانت بحوزتنا الأوراق التي تحدًثت عنها فهي تستحق
    أن أعد سفينة في بريستول و أصطحبك معي وبرفقتنا هوكنز وستجد الكنز
    حتى لو استغرق بحثنا عاماً كاملاً .

    فتحنا رزمة الورق ، فوجدنا فيها دفتراً وورقة . عندها فتح الدكتور الورقة فإذا بها
    عبارة عن خريطة جزيرة ، وفي وسطها هضبةً مشار إليها بكلمة " المنظار " .

    كما كانت هناك علامات قد أضيفت فيما بعد وخاصًة صليب باللون الأحمر كتب
    إلى جانبه بنفس الحبر :

    هنا القسم الأكبر من الكنز
    وفي أعلى الوجه الثاني من الورقة كتبت الكلمات التالية بنفس الخط :
    شجرة عالية ، كتف " المنظر " ، خط مستقيم
    إلى نقطة في الشمال من ن ن إ .
    جزيرة إ . س . إ وإلى الشرق عشرة أقدام

    هذا كل ما هو مكتوب ، ومع ذلك فقد غمر الفرح قلبيً السيد تريلوني
    والدكتور ليفسي . عندها التفت تريلوني قائلا :
    _ أرى أن تترك عملك هنا . سأنطلق إلى بريستول غداً ، وخلال ثلاثة أسابيع
    سيكون لدينا أفضل سفينة وأفضل طاقم في إنكلترا ، وسيرافقنا هوكنز
    كخادم للسفينة ، سيكون خادما ممتازاً أمًا أنت فستكون طبيب السفينة وأنا مالكها ،
    وسيرافقني ثلاثة من حاشيتي : ريدروث وجويس وهنتر .
    _ سأرافقك يا تريلوني وإني على يقين أن جيم سيرافقنا أيضا وسيكون عوناً حقيقياً لنا .
    هناك شخص واحد أخشى منه .
    _ من هو ذلك الشخص ؟
    _ أنت ، نعم أنت ، لأنك لا تستطيع السكوت فنحن لسنا الوحيدين
    الذين نعرف هذه الورقة . فالرجال الذين هاجموا الفندق هذه الليلة عازمون على
    الحصول على الكنز، وعلى أي منا ألاً يخرج وحيداً حتى ركوب البحر .
    عليك أن تصطحب جويس وهنتر عندما تسافر إلى بريستول وعلينا ألاً نتحدًث عمًا وجدناه .
    أنت على حق يا ليفسي دائماً ، سأبقى صامتاً صمت القبور .

    فصول رواية جزيرة الكنز Attachment
    kakashi
    kakashi
    الـمــشـرف الـعـام


    عدد الرسائل : 1082
    العمر : 36
    الموقع : okeh.hooxs.com
    نقاط : 1928
    تاريخ التسجيل : 26/02/2008

    فصول رواية جزيرة الكنز Empty الفصل الرابع : بريستول

    مُساهمة من طرف kakashi السبت 27 سبتمبر 2008 - 14:45

    خلال فترة الانتظار ، كنت أجلس لساعات طويلة أتمعًن كل خط من خطوط الخريطة
    التي بتُ أعرفها بشكل جيد . وأخيرا وصلت رسالة من السيد تريلوني :

    فندق السفينة القديمة
    بريستول
    الأول من مارس ، 1957

    عزيزي ليفسي :

    " لقد اشتريت السفينة وهي جاهزة للإبحار ، اسمها هيسبانيولا
    ابتعتها بمساعدة صديقي القديم بلاندلي . لقد بذل جهوداً كبيرة من أجلي تماماًً
    كما بذل الآخرون في بريستول حالما سمعوا بالمكان الذي نقصده _ أعني مكان الكنز . . . )

    بدت الجدية على وجه ليفسي وعقًب : " رغم كل شيء فقد أفشى السيد تريلوني السر "

    " لقد وجد بلاندلي نفسه هيسبانيولا ، و حتى الآن لا نواجه أية صعوبات .
    إن مشكلة الطاقم هي التي شغلتني إذ كنت في حاجة إلى عشرين رجلاً _ في حالة
    مواجهتنا لقراصنة أو لسفن معادية _ في الوقت الذي واجهت فيه صعوبة
    في إيجاد ستة منهم ، حتى قادني حظ رائع إلى نفس الرجل الذي كنت أبحث عنه .

    كنت واقفا على طرف الميناء حينما التقيت ذلك الرجل بمحض الصدفة
    تحدثت معه فإذ به بحار قديم يملك حالياً فندقاً ، إنه يعرف جميع البحًارة في بريستول .
    لقد ساءت صحته على اليابسة
    ويرغب في العمل كطبًاخ في سفينة كي يعود إلى البحر ثانية .
    أحزنتني قصته فمنحته وظيفة طبًاخ في سفينتنا .
    اسم هذا الرجل : لونغ جون سيلفر ، وقد فقد ساقه وهو يقوم بخدمة وطنه .

    فصول رواية جزيرة الكنز Attachment

    كنت أظن يا عزيزي أني وجدت طباخاً فإذا بي أكتشف أني وجدت فيه طاقماً بأكمله .
    فخلال أيام قليلة وبفضل جهود سيلفر وجهودي وجدنا مجموعة من أفضل البحًارة القدامى
    الذين تتمنًاهم ، بل وأكثر من ذلك فلقد استبعد سيلفر اثنين من أصل الستة أو السبعة
    الذين عينتهم أنا . لقد برهن لي وعلى وجه السرعة أنهما من الكائنات التي لا تستطيع
    العيش إلا على اليابسة واللذين لا يؤمن جانبهما في رحلة بحرية هامة وخطيرة .

    إني في صحة رائعة . آكل كالأسد وأنام ملأ جفوني
    ولكن لن يهدأ لي بال حتى تبحر سفينتي .

    جون تريلوني

    ملاحظة : لقد وجد بلاندلي شخصا ممتازا لقيادة السفينة هو القبطان سموليت
    كما أنَ لونغ جون سيلفر اكتشف رجلا مفيدا جداً اسمه آرو ، " ليكون الظابط الأول "

    في صباح اليوم التالي ودعت أمي وسافرت إلى بريستول .
    وفي العربة يبدو أنني غطيت في نوم عميق إذ حينما فتحت عينيَ
    تساءلت : أين نحن الآن ؟

    فأجابني الدكتور ليفسي: نحن في بريستول . انزل .

    كان السيد تريلوني واقفاً أمام فندق ضخم ، وكان يرتدي بزة ضابط بحري
    مصنوعة من قماش أزرق سميك . حينما رآنا صاح : _ وأخيرا وصلتما .
    سألته على الفور : _ متى سنبحر يا سيدي ؟
    _ غــداً .

    عندما انتهيت من تناول طعام الإفطار ، أعطاني السيد تريلوني رسالة
    موجهة إلى " جون سيلفر ، عند لوحة المنظار " وأبلغني أن أسير بمحاذاة الميناء
    وأبحث عن فندق صغير عليه لوحة منظار نحاسي كبير .

    كان الفندق صغيراً ومريحا للنظر وحينما وصلت الباب خرج رجل من غرفة داخلية
    توقعت حالا أنه لونغ جون ، ساقه اليسرى مقطوعة من فوق الركبة
    وكان يتوكأ على عكاز ، طويل وقوي جداً وعلى محياة ترتسم البسمة تلو البسمة
    ويشع الذكاء منه .
    والآن عليَ أن أعترف بالحقيقة . فلقد كنت أخشى منذ أن ذكر اسمه لأول مرة
    السيد تريلوني أن يكون هو نفس البحار المقطوع السَاق الذي تحدث عنه الكابتن .
    لقد شاهدت " الكابتن " والرجل الأعمى وأظن أني قد عرفت كيف يكون القرصان
    أما هذا الرجل النظيف اللطيف فلا يمكن أن يكون قرصاناً .

    توجَهت نحوه _ حضرتك السيد سيلفر أليس كذلك ؟ سألته وأنا أقدم له الرسالة .

    _ نعم أيها الصًبي إنه أنا ، وأنت، من أنت ؟

    فصول رواية جزيرة الكنز Attachment

    إلا أنه وبعد أن قرأ رسالة السيد تريلوني القصيرة أصابه ما يشبه الصَدمة
    ثم ارتفع عاليا _ عرفت، أنت خادم السفينة الجديدة، أنا مسرور برؤيتك .
    أمسك يدي بأصابع كبيرة وقوية ثم تابع :
    _ أنت مجرد فتى ولكنك حاد كإبرة ، لقد أحسست بذلك منذ دخولك الفندق .
    حسنا العمل عمل ، سأذهب حالا لمقابلة السيد تريلوني والدكتور ليفسي .
    عندما وصلنا الفندق الكبير كان السيد تريلوني والدكتور ليفسي على وشك
    الذهاب إلى السفينة ليتأكدا أن كلً شيء قد أعد على أكمل وجه .
    تحدًثا مع لونغ جون لفترة قصيرة وحينما همً بالعودة أمره السيد تريلوني
    _ على الجميع أن يكونوا على ظهر السفينة في الساعة الرابعة عصر هذا اليوم .
    _ أمرك سيدي . قالها وهو يغادر .

    حينئذ عقًب الدكتور ليفسي _ بشكل عام يا تريلوني لم أثق كثيرا بالرجال الذين اخترتهم
    ولكني أستطيع القول إن جون سيلفر رجل جيد كما يبدو .
    رد َ تريلوني موافقاً _ ذلك الرجل رائع بحـق .
    عندها التفت الدكتور إليَ قائلا _ والآن تعال معنا يا جيم ، سنرى السفينة .

    kakashi
    kakashi
    الـمــشـرف الـعـام


    عدد الرسائل : 1082
    العمر : 36
    الموقع : okeh.hooxs.com
    نقاط : 1928
    تاريخ التسجيل : 26/02/2008

    فصول رواية جزيرة الكنز Empty الفصل الخامس : البارود و الأسلحة

    مُساهمة من طرف kakashi السبت 27 سبتمبر 2008 - 14:46

    ركبنا في زورق صغير ، وحينما وطأت أقدامنا ظهر السفينة قابلنا السيد آرو ،
    وهو بحار قديم أسمر البشرة يضع حلقاً في أذنيه وعلاقته بالسيد تريلوني ودية جداً .
    إلا أنَ علاقة السيد تريلوني بالقبطان لم تكن على نفس المستوى من الود .
    كان القبطان سموليت رجلاً ذا ملامح قاسية ويبدو عليه عدم الرضا عن كل ما يدور
    على ظهر السفينة . خاطبه السيد تريلوني قائلا :
    _ حسنا يا كابتن سموليت ، هل كل شيء على ما يرام ؟
    _ عليً أن أتكلم بصراحة يا سيدي ، أنا لست مرتاحا لهذه الرحلة،
    ولست مرتاحا للطاقم، ولست مرتاحاً للضابط الذي يعمل تحت إمرتي .
    فعلًق السيد تريلوني بغضب كما أحسست :
    _ وقد لا تريحك السفينة أيضا !
    _ إنها تبدو مركباً جيداً هذا كل ما أستطيع قوله .
    فتدخل الدكتور ليفسي :
    _ لحظة من فضلك . أريد من الكابتن أن يشرح ما قاله .
    أنت قلت أنك لا تحب الرحلة فهل لنا أن نعرف ما هي الأسباب ؟
    _ لقد عيٌنت يا سيدي لأقود الباخرة حسب أوامر السيد تريلوني
    دون أن أعرف الجهة والهدف ، كل هذا مقبول . ولكني الآن أجد أن كل رجل
    على ظهر السفينة يعرف أكثر ممَا أعرفه أنا شخصيا .
    أنا لا أعتبر هذا إنصافاً فهل أنت تسميه كذلك ؟ أجاب ليفسي مؤيداً : _ لا، لا أبدا .
    _ ثانياً، لقد عرفت أننا ذاهبون للبحث عن كنز ، عرفت ذلك من رجالي !
    إنَ البحث عن كنز مهمة خطيرة فأنا لا أحب مطلقاً الرحلات البحرية المتجهة
    للبحث عن كنز ولا أحبها بشكل خاص عندما تكون سراً وعندما يفشى هذا السر
    ويعرفه كل إنسان . أعتقد أيها السَادة أنكما لا تدركان طبيعة العمل الذي تقومان به .

    فصول رواية جزيرة الكنز Attachment

    ردَ ليفسي :
    _ ربما نحن نغامر ولكننا لسنا حمقى كما تتصور . ثانيا أنت تقول أنك لا ترتاح للطاقم ،
    أليسوا بحرة جيدين ؟
    _ سيدي ، أنا لا أرتاح لهم وأعتقد أنه كان يجب أن يتاح لي اختيار أفراد الطاقم
    الذي سيعمل تحت إمرتي .
    _ ربما كان ذلك أفضل . كان على صديقي السيد تريلوني أن يصطحبك معه
    عند اختيارهم ولكنه لم يقصد قطعاً أن يسيء إليك . ألا يعجبك السيد آرو ؟
    _ لا يا سيدي .
    _ حسناً يا كابتن ، ما هي مطالبك ؟
    _ هل أنتما عازمان على الاستمرار في هذه الرحلة ؟
    أجاب السيد تريلوني على الفور : " نعم بكل تأكيد "
    _ إذن أرجو أن تسمعا مني بضع كلمات أخرى . أولا ، إن الرجال يضعون البارود والأسلحة
    تحت أسرَتهم علماً أنه يوجد مكان أفضل يقع تحتنا مباشرة ،
    فلماذا لا يوضع البارود والأسلحة فيه ؟
    وثانياً ، لقد اصطحبتما أربعة رجال من حاشيتكما الخاصة
    علمت أن بعضاً منهم سينام مع أفراد الطاقم فلماذا لا تدعوهم ينامون بالقرب منَا .
    عندها تدخَل السيد تريلوني :
    _ وهل هناك أمور أخرى ؟
    _ فأجابه القبطان :
    _ أمر أخير، هناك لغط كثير .
    أيَده ليفسي قائلا :
    _ بالفعل هناك لغط كثير جداً .
    فتابع الكابتن :
    _ سأبلغكما عمَا سمعته أنا شخصيا ، لديكما خريطة عن الجزيرة
    وعليها إشارات حمراء تشير إلى مكان الكنز وأن الجزيرة تقع . . .
    وعندئذ سمى الموقع بدقَة .
    _ حسناَ أيها السادة ، أنا لا أعرف من منكما بحوزته الخريطة ، ما أريده،
    أن يبقى ذلك سراَ حتى عني وعن السيد آرو . فإذا لم تعداني بتحقيق ذلك
    أرجو أن تسمحا لي بمغادرة السفينة .
    بعد انصراف القبطان سموليت عقَب الدكتور ليفسي :
    _ بالرغم من أني يا سيد تريلوني لم أتصور هذا ن قبل فأنا الآن على قناعة بأنك
    قد نجحت فعلاَ في اصطحاب رجلين شريفين معك على ظهر هذه السفينة :
    هذا الرجل وجون سيلفر .
    ردَ السيد تريلوني بانفعال :
    _ سيلفر نعم أما القبطان فإني أعتقد أنه لم يتصرف كرجل أو كبحًار جيد .
    _ حسناً سنرى .
    وكان آخر من وصل إلى السفينة جون سيلفر ومعه قلة من الرجال .
    تسلًق بسرعة طرف السفينة كقرد وحالما رأى الرجال ينقلون الأسلحة والبارود
    صاح : _ ماذا أرى ؟ ماذا تفعلون ؟
    _ إننا ننقل البارود يا جون .
    _ إن عملاً كهذا سيؤخر موعد الإبحار .
    ردَ عليه القبطان باقتضاب :
    _ إنها أوامري . هيا أيها الطباخ فالرجال في انتظار العشاء .
    _ حسناً يا سيدي .
    ثم اختفى في الحال :
    _ إنه رجل جيد يا قبطان .
    فردَ القبطان :
    _ ربما يكون رجلا جيداَ يا سيدي .
    ثم التفت فرآني أتفحص المدفع المنصوب في وسط السفينة فصاح :
    _ أنت هناك ، يا خادم السفينة انزل إلى المطبخ وابحث عن عمل تقوم به .

    لقد أيًدت السيد تريلوني وكرهت الكابتن بعمق .
    kakashi
    kakashi
    الـمــشـرف الـعـام


    عدد الرسائل : 1082
    العمر : 36
    الموقع : okeh.hooxs.com
    نقاط : 1928
    تاريخ التسجيل : 26/02/2008

    فصول رواية جزيرة الكنز Empty الفصل السادس : برميل التفاح

    مُساهمة من طرف kakashi السبت 27 سبتمبر 2008 - 14:57

    قبيل انبلاج الصباح، كانت السفينة جاهزة للإبحار. كان كل شيء بالنسبة لي
    جديداً ومثيراً، الأوامر السريعة وصوت صافرة السفينة وهرولة الرجال إلى أمكنتهم
    في ضوء قناديل السفينة الخافتة عندئذ صاح أحدهم :

    _ والآن دعونا نغني .
    فــردَ عليـه آخـر :
    _ الأغنيـة الـقـديـمـة :
    وبدأ لونغ جون حالاً ينشد الأغنية التي أعرفها جيدا
    خمسة عشر رجلا على صندوق الرجل الميت
    ويردد وراءه جميع أفراد الطاقم
    يو هو هو ، وزجاجة من الروم !

    وسرعان ما بدأت الأشرعة تمتلئ بالهواء وتنساب اليابسة والسفن الأخرى
    مسرعة من كل جانب ، لقد بدأت هيسبانيولا رحلتها .
    لن أصف تلك الرحلة البحرية، فلقد كانت السفينة جيدة وكان الطاقم مكونا من بحارة
    متمرسين وكان القبطان على دراية كاملة بعمله، إلا أنه قبل وصولنا إلى جزيرة الكنز
    حدث أمران ( أو ثلاثة ) يسترعيان النظر .
    وقد انقلب السيد آرو إلى أسوأ مما كان يخشاه القبطان. فبعد يوم أو يومين
    من الإبحار بدأ يشرب كميات كبيرة. وفي ليلة مظلمة وكان البحر هائجاً غاب عن الأنظار .
    علق القبطان: _ غاب! إن ذلك أيها السادة يجنبنا المتاعب .

    وهكذا أصبحنا في لمن يقوم بعمله، إلا أن خبرة السيد تريلوني الذي كان في يوم ما
    ضابطاً في إحدى السفن جعلت منه مفيدا جداً في الظرف الجديد.
    كما أن إسرائيل هاندس كان بحارا قديماً متمرساً يمكن أن يعهد إليه بأي عمل،
    وهو صديق حميم للونغ جون سيلفر مما يقودني عند ذكر اسمه
    إلى الحديث عن سيلفر طبَاخ سفينتنا .
    كان جميع أفراد الطاقم يحترم ويطيع سيلفر. أما بالنسبة لي فقد كان لطيفا جداً
    ويبدو عليه الارتياح كلما رآني في المطبخ الذي يحرص على إبقائه نظيفاً.
    وكان يحتفظ في إحدى زواياه بقفص فيه ببغاء.

    _ ادخل يا هوكنز. هكذا اعتاد أن يدعوني.

    _ تعال وتحدَث مع جون ! اجلس واسمع الأخبار. أمامك القبطان فلينت ،
    أنا أدعو ببغائي بالقبطان فلينت على اسم القرصان الشهير . هذا هو القبطان فلينت ،
    إنه يؤكد أن رحلتنا ستكون ناجحة أليس كذلك يا قبطان ؟

    وكان الببغاء يردد وبسرعة، اسم عملة فضية كانت متداولة في يوم ما في إسبانيا .
    وحتى ذلك الوقت كانت العلاقات ما تزال فاترة بين السيد تريلوني والقبطان سموليت.
    ثم مرت أيام كان الطقس فيها سيئاً للغاية الأمر الذي برهن كم هي قوية سفينتنا.
    وكان كل فرد من أفراد الطاقم يشعر بالرضى وكانت المعاملة على خير ما يرام.
    فالطعام كان لذيذاً ووافراً وكان هناك برميل مفتوح مليء بالتفاح
    يمكن لأي من الرجال أن يأخذ منه ما يريد .

    ذات مرة قال القبطان :

    _ ليس من الحكمة في شيء أن تعامل البحارة معاملة رائعة،
    فقد تحولهم إلى شياطين. تلك هي خبرتي. إلا أن برميل التفاح قد أعطى نتيجة حسنة.
    حدث ذلك في اليوم الأخير من رحلة الذهاب، إذ كان من المتوقع أن تكون جزيرة الكنز

    فصول رواية جزيرة الكنز Attachment

    على مرمى أبصارنا في وقت ما من تلك الليلة أو على الأبعد قبل ظهر اليوم التالي.
    فبعد الغروب بقليل وعندما أنهيت جميع أعمالي اشتهيت تفاحة فصعدت إلى ظهر السفينة.
    إلا أني لم أجد ولو واحدة لذلك نزلت مباشرة في قلب البرميل.
    كنت جالسا في قاعه والظلام من حولي فإذ برجل ثقيل يجلس سانداً كتفيه عليه.
    هممت بالخروج فإذ بالرجل يبدأ حديثه. كان الصوت صوت سيلفر،
    وما أن سمعت بضعة كلمات حتى أدركت أنه ليس بمقدوري أن أتحرك .
    تمددت في مكاني وأنا أرتجف من الخوف لأن تلك الكلمات القليلة أنبأتني
    أن حياة جميع الرجال الشرفاء على ظهر السفينة متوقفة عليَ وحدي . انطلق سيلفر قائلا :
    _ أولا أبحرت مع إنجلترا ومن ثم مع فلينت . كسبت تسعمائة جنيه مع إنجلترا
    وألفين مع فلينت. إنها مبالغ معقولة بالنسبة بحار بسيط وكلها محفوظة بأمان ،
    إذن ليس المهم الحصول على المال ، المهم حفظه بأمان . أين رجال إنجلترا الآن ؟
    لا أعرف ، وأين رجال فلينت ؟ حسنا معظمهم هنا على ظهر هذه السفينة
    وسعداء لحصولهم على الطعام .
    رد ديك وهو أصغر البحارة: _ أستنتج من كلامك أن القرصنة عمل غير مجد !
    فأجاب سيلفر بانفعال :
    _ إنها عمل غير مجد للحمقى، أنت شاب ولكنك حاد كإبرة. لقد توسمت فيك
    ذلك منذ أن رأيتك لأول مرة وسأتحدث إليك كرجل .
    بإمكانك أيها القارئ أن تتخيل شعوري عندما سمعت سيلفر
    يستخدم نفس الكلمات الحلوة التي استخدمها في وصفي. ثم تابع سيلفر:
    _ تلك هي حياة المحظوظين. إنهم يعيشون حياة خشنة ويغامرون بحياتهم
    ولكنهم يأكلون أطيب الأطعمة ويشربون أفضل المشروبات وعندما تنتهي الرحلة
    يضعون في جيوبهم مئات الجنيهات بدلا من مئات البنسات إلا أن معظم تلك الأموال
    تصرف على الخمر والمسرات وبعدئذ يفلسون. أنا شخصيا لا أمارس ذلك .
    إنني أحافظ على النقود ولا أبددها .
    عندئذ عقب البحار الشاب :
    _ حسنا كنت لا أحب القرصنة سابقا حتى سمعت حديثك هذا .
    أنا معك وسأصافحك برهانا على ذلك . وبلهجة مشجعة علَق سيلفر :
    _ أنت بحق فتىً شجاع وحكيم أيضاً .
    وتصافحا بقوة إلى حد أن البرميل قد أخذ يهتز ثم تابع :
    _ لم أر في حياتي محظوظاً أفضل منك .
    عندها بدأت تتكشف لي بعض الأمور .

    فصول رواية جزيرة الكنز Attachment

    كان المقصود بالمحظوظين القراصنة بشكل عام، وكان المشهد القصير
    الذي سمعته آخر جزء من قصة تحول رجل شريف إلى رجل سيء وقد يكون ديك آخر
    رجل شريف باق على ظهر السفينة . عندها أطلق سيلفر صفرة قصيرة
    وسرعان ما تقدم أحدهم وجلس. أعلن سيلفر: _ ديك موافق.
    سمعت صوت إسرائيل هاندس يردد :
    _ إني واثق أن ديك سيوافق. إنه ليس أحمقا. كل ما أريد معرفته الآن
    إلى متى ننتظر ولا نفعل شيئاً. إن القبطان سموليت يتكلم معي بلهجة فظة
    منذ فترة ليست بالقصيرة. أريد أن أشهد تلك النهاية. أريد طعامهم وشرابهم اللذيذين .
    إلى متى ؟ هذا ما أريد قوله . صرخ سيلفر :
    _ إلى متى ؟ سيتم ذلك في آخر لحظة ممكنة، ذلك هو التوقيت.
    فالقبطان سموليت بحار من الطراز الأول وهو يقود السفينة خدمة لنا.
    كما أن السيد تريلوني والطبيب يملكان الخريطة، فهما سيجدان الكنز لنا
    ويساعداننا في نقله إلى ظهر السفينة وعندئذ سأقضي عليهم في الجزيرة
    حال حصولنا على البضاعة على ظهر السفينة. ثم أردف :
    _ ديك رجاءاً اقفز برشاقة وهات وأحضر لي تفاحة فأنا عطشان .
    يمكنك أن تتخيل مدى رعبي . سمعت ديك وهو ينهض وعندها أوقفه شخص ما،
    وصوت هاندس ارتفع هاتفا:
    _ توقف عن ذلك. لن تأكل يا جون من تلك القذارة. دعونا نشرب بعض الخمر .
    استجاب سيلفر قائلا :
    _ أنا واثق بك يا ديك، خذ المفتاح، أملأ إبريقا وهاته إلى هنا .
    غاب ديك بضعة دقائق، كان اسرائيل خلالها يهمس في أذن الطباخ
    واستطعت أن أسمع كلمة أو كلمتين فقط . إلا أن ما سمعته على وجه الدقة :
    " لن ينضم أحد من الباقين إلينا " . وهكذا عرفت أن لا زال هناك على ظهر الباخرة
    بعض الرجال الموثوقين. وفي هذه الأثناء تسرب ضوء إلى داخل البرميل ،
    نظرت فإذا بالقمر قد ارتفع في السماء وعندها تماماً صاح الراصد : " الـيـابـسـة ! "

    kakashi
    kakashi
    الـمــشـرف الـعـام


    عدد الرسائل : 1082
    العمر : 36
    الموقع : okeh.hooxs.com
    نقاط : 1928
    تاريخ التسجيل : 26/02/2008

    فصول رواية جزيرة الكنز Empty الفصل السابع : خطة القتال

    مُساهمة من طرف kakashi السبت 27 سبتمبر 2008 - 14:59

    ارتفعت أصوات جلبة عالية، فخرجت مسرعاً من البرميل لألتحق بالمندفعين
    نحو طرف السفينة، وسمعت القبطان سموليت يعطي أوامره ، وسرعان ما غيرت
    هيسبانيولا اتجاهها . صاح القبطان :
    _ حقاً أيها الرجال، هل رأى أحد منكم ذلك الموقع من قبل ؟
    أجابه سيلفر :
    _ بلى يا سيدي، لقد ذهبت إلى الشاطئ للحصول على ماء من هناك .
    كنت آنذاك أعمل طباخا عل ظهر باخرة تجارية .
    _ معي خريطة هنا . . انظر فيما إذا كان هو الموقع ذاته .
    أخذ سيلفر الخريطة ولكن بسبب جدَة ورقها عرفت أنها لم تكن النسخة التي يأمل في رؤيتها .
    لم تكن نفس الخريطة التي وجدناها في صندوق البحار العجوز
    ولكنها نسخة دقيقة مطابقة تماما باستثناء الإشارات الحمراء والكتابة .
    أخفى سيلفر مشاعره ثم قال :
    _ نعم يا سيدي ، هذا هو الموقع ومرسوم بطريقة جيدة .
    من رسم هذه الخريطة؟ إني أتعجب ! هناك تيار قوي يندفع باتجاه الجنوب
    ومن ثم شمالا وصولاً إلى الساحل الغربي . كنت يا سيدي مصيباً في تغيير الاتجاه .
    _ شكرا لك أيها الرجل ، سأطلب مساعدتك فيما بعد . بإمكانك الانصراف .
    قصدت الدكتور ليفسي وقلت له بصوت خفيض :
    _ أرجوك أن تأخذ القبطان والسيد تريلوني من هنا وأن تجد سبباً
    لاستدعائي فلدي أخبار مخيفة .
    انتحى بالاثنين ، تحدثوا مع بعضهم ثم أعطى القبطان أمراً بالتجمع .

    فصول رواية جزيرة الكنز Attachment

    قال القبطان :
    _ يا أولادي لدي كلمة أقولها لكم . تلك الأرض هي المكان الذي قصدناه بإبحارنا .
    سننزل أنا والسيد تريلوني لنشرب نخب المناسبة وسيقدم لكم الروم لتشربوا أنتم أيضا .
    نزل الثلاثة إلى الطابق الأسفل من السفينة ولم تمر سوى فترة قصيرة
    حتى جاء من يعلن أن جيم هوكنز مطلوب .
    أبلغتهم باختصار شديد عن كل ما قاله سيلفر والآخرون . فعقَب السيد تريلوني قائلا :
    _ علي أن أعترف أيها القبطان أنك كنت على صواب وأنني كنت على خطأ لقد كنت مغفلا .
    فأجاب القبطان :
    _ لم تكن مغفلا أكثر مما كنت أنا . فلم أواجه موقفا كهذا من قبل . فعندما يقرر البحارة
    إثارة المتاعب لا بد أن يسبق ذلك مؤشرات ولكن هؤلاء الرجال أذكياء جدا في نظري .
    إنه لأمر يصعب عليَ فهمه . عندها تدخل الدكتور ليفسي :
    _ في رأيي أن سبب ذلك هو سيلفر . إنه نوع غير عادي من الرجال .
    فردَ القبطان :
    _ سيبدو منظره يا سيدي جيداَ وهو مشنوق بحبل ملفوف حول رقبته بشكل غير عادي .
    ولكن حاليا هذا مجرد كلام ، علينا أن نستمر لأننا لا نستطيع أن نعود ،
    فإذا أعطيت أمرا بالعودة ثاروا حالاَ . لدينا وقت ، على الأقل ، حتى العثور على الكنز .
    هناك رجال موثوقون . نحن متأكدون كما أتصور من ولاء خدمك الخاصين يا سيد تريلوني !
    _ طبعــاً بكل تأكيد، تابع القبطان :
    _ ثلاثة بالإضافة إلينا مع هوكنز يصبح المجموع سبعة والآن من هم الرجال الشرفاء الآخرون ؟
    ردَ الدكتور :
    _ ربما هم الرجال الذين اختارهم السيد تريلوني قبل تعرفه بسيلفر .
    فعلَق السيد تريلوني موضحاً : _ هذا خطأ ، فهانز كان من اختياري .
    _ حسناً ، علينا أن ننتظر ونراقب بدقة ، إن الانتظار أمر صعب ، أعرف ذلك ،
    إذ من الأفضل أن نبدأ القتال ولكننا لا نستطيع ذلك حتى نعرف من هم الرجال الذين معنا .
    كان القبطان على حق ، فهناك فقط سبعة موثوقون من أصل ستة وعشرين .
    ومن بين هؤلاء السبعة فتى صغير لذلك كان عدد الرجال
    الذين في صفنا ستة مقابل تسعة عشر في صفهم .
    kakashi
    kakashi
    الـمــشـرف الـعـام


    عدد الرسائل : 1082
    العمر : 36
    الموقع : okeh.hooxs.com
    نقاط : 1928
    تاريخ التسجيل : 26/02/2008

    فصول رواية جزيرة الكنز Empty الفصل الثامن : على الشاطئ

    مُساهمة من طرف kakashi السبت 27 سبتمبر 2008 - 15:02

    وفي اليوم التالي توقف الهواء كلية، وكان يجب إنزال القوارب إلى البحر لتجر السفينة
    ثلاثة أو أربعة أميال حول طرف الجزيرة وصولا إلى المدخل الضيق لخليج محاط بجزيرة صغيرة .
    عرضت أن أذهب في أحد القوارب هربا من السفينة المتأرجحة .
    لقد كانت الحرارة في ذلك اليوم شديدة جداً وجأر البحارة بالشكوى من العمل .
    كانت شكواهم _ في تقديري _ علامة سيئة جداً ، فحتى ذلك اليوم كانوا يقومون بأعمالهم
    بسرعة وهدوء إلا أن منظر الجزيرة قد جعلهم أقل استعدادا لإطاعة الأوامر .
    وطوال عملية البحث عن مرسى كان لونغ جون واقفا بجانب الرجل المسؤول
    عن عجلة القيادة في هيسبانيولا لمعرفته التامة بالمكان .
    وقفنا في وسط الخليج ، وعلى أحد الطرفين ترامت الجزيرة الكبيرة وعلى الطرف الآخر
    الجزيرة الصغيرة وبان رمل نظيف في قاع البحر .
    لقد تصرف الرجال تصرفاً سيئاً وهم في القوارب إلا أن تصرفهم ازداد سوءاً
    حينما عادوا إلى ظهر السفينة . استلقوا وبدؤوا يتهامسون كانوا يستقبلون الأوامر
    بنظرات شزراء ويطيعونها ببطء وعدم اكتراث .
    لم نكن الوحيدين الذين استشعرنا الخطر . فلقد كان لونغ جون قلقاً جداً
    إذ كان ينتقل من مجموعة إلى أخرى لإعطاء التوجيهات .
    قال القبطان للسيد تريلوني :
    _ سيدي لو أعطيت أمراً أخراً سيهاجمنا الجميع ، ولو تحدثت بغضب
    سينشب القتال في الحال وإذا أحجمت عن إعطاء الأوامر فقد يكتشف سيلفر
    أننا قد علمنا بخطته . إني أرى في هذا الظرف أن هناك رجلاً واحداً يجب أن يكون موضع الثقة .
    فتساءل السيد تريلوني :
    _ ومن هو ذلك الرجل ؟
    _ إنه سيلفر يا سيدي . إنه تواق مثلي ومثلك لإبقاء الأمور هادئة .
    فهو سرعان ما سيتحدث إليهم ويسوي الأمور فيما لو أتيحت له الفرصة
    وما أرمي إليه إعطاءه تلك الفرصة . سأدع الرجال يذهبون عصراً إلى الشاطئ
    فلو ذهبوا جميعا ستصبح السفينة تحت تصرفنا بالكامل وعندئذ نستطيع الدفاع عنها
    أما إذا ذهب البعض وبقي البعض فأنا على يقين أن سيلفر سيعود بهم إلى ظهر السفينة
    وديعين كالحملان .
    وافقنا جميعا . عندها خاطب القبطان البحارة قائلا :

    _أولادي ، لقد عانينا اليوم من حر شديد وقد تعبنا جميعاً .
    إن نزهة إلى الشاطئ لن تزعج أحداً . فالقوارب لا زالت في الماء وهؤلاء الراغبون
    بإمكانهم أن يمضوا عصر هذا اليوم هناك .
    سأطلق النار من المدفع قبيل غروب الشمس بنصف ساعة .

    عمًت البهجة جميع البحارة، فلربما كانوا يتصورون أنهم سيجدون الكنز
    حالما ينزلون إلى الجزيرة . وكان القبطان حكيما جداَ في بقائه على السفينة
    إذ غاب عن الأنظار تاركا لسيلفر تولي أمرهم. فلو بقي حاضرا لما كان في وسعه
    حتى أن يتصنع عدم فهم ما يجري . كان الأمر واضحا تمام الوضوح لقد أصبح سيلفر
    هو القبطان إلا أن البحارة لم يعتادوا بعد إطاعة أوامره .

    تم الاتفاق على الرتيبات أخيرا . ستة رجال سيبقون في السفينة والثلاثة عشر
    الباقون بما فيهم سيلفر شرعوا في ركوب القوارب .
    عندها خطر ببالي أول فكرة من الأفكار المغامرة التي ساعدت كثيرا في إنقاذ حياتنا.
    فطالما سيلفر أبقى على ستة رجال كان من الواضح أن فريقنا عاجز عن احتلال السفينة
    والدفاع عنها , ولأن ستة رجال فقط هم الذين استبقوا كان من الواضح وبنفس الدرجة
    أن فريقنا ليس في حاجة آنية لما يمكن أن أقدمه من مساعدة. لذلك قررت الذهاب
    إلى الشاطئ وسرعان ما انزلقت من على طرف السفينة وألقيت بنفسي فوق الجزء الأمامي
    لأقرب قارب. لم يرني سوى واحد من المجذفين الذي بادرني بالقول:
    _ هل هذا أنت يا جيم ؟ اخفض رأسك . إلا أن سيلفر من القارب الآخر حدق بحدة وصرخ :
    _ هل هذا هوكنز ؟
    منذ تلك اللحظة بدأت أشعر بالندم لما فعلته .

    فصول رواية جزيرة الكنز Attachment

    تسابق البحارة في الوصول إلى الشاطئ . فالقارب الذي كنت فيه كان الأخف
    والأفضل تجديفا . وسرعان ما أصبح على مسافة بعيدة من القارب الآخر ورسا
    بين الأشجار على الشاطئ ، وتمسكت بغصن وقذفت نفسي إلى الخارج واندفعت
    بين الشجيرات بينما ما زال سيلفر ومن معه خلفي على بعد مائة ياردة وقد سمعته ينادي:
    _ جيم. . . جيم، ولنني لم أرد طبعاً، كنت سعيداً أنني تسللت بعيداً عن لونغ جون
    وبدأت أمتع نفسي وأنظر فيما حولي مندهشا بالجزيرة الغريبة . اقتربت من غابة
    من الأشجار التي تدلت أغصانها إلى الأسفل على امتداد الرمال .
    فجأة سمعت عن بعد صوت آدمي، صوت يعلو ويقترب بشكل مضطرد .
    زحفت تحت ظل أقرب شجرة واختبأت هناك وأنا أسترق السمع .

    أخيرا بدا أن المتحدثين قد توقفوا. ومن خلال أوراق الشجرة استطعت
    أن أرى لونغ جون سيلفر وواحد من البحارة . سمعت سيلفر يقول ك _ لأنني صديقك أحذرك .

    رد البحار بصوت مرتجف وكان ذا وجه أحمر: _ أنت خبير ويقولون أنك شريف وتمتلك
    أموالا لا يملكها الكثيرون من البحارة الفقراء ، كما أعرف أنك شجاع، فهل تسمح
    لنفسك أن تنساق مع هذه المجموعة من الوحوش ؟
    بالنسبة لي أفضل الموت على خيانة واجبي .

    هنا، فجأة سمعت صوتاً عن بعد، لقد وجدت واحداً من الرجال الشرفاء
    وقد دلني هذا الصوت إلى رجل آخر . لقد كان الصوت أشبه ما يكون بصرخة غضب
    أعقبتها صرخة طويلة مرعبة عندئذ تساءل توم بلهفة: _ جون أخبرني بحق السماء
    ما هذا الصوت ؟ أجاب سيلفر وهو يبتسم : _ صوت ؟ إنه صوت آلن كما أعتقد .
    عندئذ انفجر غضب توم المسكين صارخاً :

    آلن، إنه بحار وفي أمين ! لقد كنت يا جون صديقي أما الآن فلم تعد كذلك.
    فحتى لو مت ميتة الكلاب سأموت وانا أقوم بواجبي . لقد قتلت آلن أليس كذلك ؟
    اقتلني أيضا إذا استطعت . ثم أدار هذا البحار الشجاع ظهره للطباخ وحث السير
    باتجاه الشاطئ ، وبسرعة البرق أمسك جون بغصن شجرة وأخذ العكازة الثقيلة
    من تحت ذراعه وقذفها في الهواء . أصابت رأسها منتصف ظهر توم المسكين
    بين كتفيه تماما. ارتفعت يداه وأطلق صرخة ثم هوى على الأرض .

    لم يتح له سيلفر أية فرصة كي يستعيد وعيه بل انطلق كالقرد على ساق واحدة
    وبدون عكازة نحو جسده الممدد ليطعنه بسكينته طعنتين واستطعت أن أسمع من مخبأي
    صوت أنفاسه وهو يوجه الطعنات لم يغم علي إلا أنه في اللحظات القليلة التالية
    كان العالم كله يسبح بعيداً عني في ضباب خفيف، وعندما استعدت زمام السيطرة
    على نفسي رأيت الشيطان واقفا وعكازته تحت ذراعه وتوم ممدد على العشب جثة هامدة .

    بدأت أزحف بسرعة وبأقل صوت ممكن مبتعداً باتجاه موقع مرتفع .
    وحالما خرجت من بين الشجيرات عدوت غير عابئ باتجاهي، كان كل ما يهمني
    الابتعاد عن القتلة . وأثناء عدوي شاهدت هضبة صغيرة على مقربة مني .

    kakashi
    kakashi
    الـمــشـرف الـعـام


    عدد الرسائل : 1082
    العمر : 36
    الموقع : okeh.hooxs.com
    نقاط : 1928
    تاريخ التسجيل : 26/02/2008

    فصول رواية جزيرة الكنز Empty الفصل التاسع : سجين الجزيرة

    مُساهمة من طرف kakashi السبت 27 سبتمبر 2008 - 15:04

    من طرف الهضبة الشديد الانحدار تدحرجت وتقافزت أحجار صغيرة نحو الأشجار.
    التفت فإذا بي أرى كائنا يقفز بسرعة كبيرة وراء شجرة ثم ظهر مرة أخرى
    إنه يركض على ساقين كالإنسان ولكنه ينحني بشدة وهو يعدو إلا أنه إنسان .
    تذكرت أني أحمل مسدسا وأستطيع الدفاع عن نفسي ، لذلك رجعت وسرت مسرعا باتجاهه .
    كان مختبئا وراء شجرة إلا أنه خطا نحوي حينما رآني قادماً فسألته: من أنت ؟

    أنا بين جن . . .
    كان صوته خشنا وغريبا كما لو أنه لم يتحدث منذ زمن بعيد .
    أنا البائس بين جن الذي لم يتكلم مع مخلوق مذ ثلاث سنوات .

    خلال تلك اللحظات استطعت أن أتبين وسامته رغم بشرة جلده المحروقة بالشمس
    وشفاهه المسمرة حتى بدت عيناه الزرقاوان مدهشتين جدا في وجهه الشديد السمرة .
    كان يرتدي أسمالا من قماش الأشرعة ربطت إلى بعضها البعض بطريقة غريبة .
    سألته عندئذ :_ ثلاث سنوات ! هل تحطمت بك السفينة فبقيت هنا ؟
    لا، أبقيت هنا عمدا .
    كنت قد سمعت عن شيوع هذه العقوبة بين القراصنة . كانوا ينزلون العاثر الحظ
    على شاطئ جزيرة مجهولة ويتركونه هناك مع قليل من البارود والطلقات .
    لقد أجبرت على البقاء هنا منذ ثلاث سنوات ، أقتات على لحم الماعز وفواكه الغابة
    والقواقع البحرية. يستطيع الإنسان أن يزود نفسه بما يحتاج ولكن أنَى لي الطعام الطيب
    ألا يوجد معك قطعة من الجبن ؟
    لو أتيح لي أن أعود إلى السفينة مرة أخرى لجلبت لك الكثير من الجبن.
    لو أتيح لك أن تعود إلى السفينة ثانية! ولماذا لا يتاح لك ومن يمنعك عن ذلك؟
    أخبرني أيها الفتى_ ما إسمك ؟
    جيم
    أخبرني يا جيم أليست هذه سفينة فلينت ؟
    كان الخوف واضحا في صوته وسرعان ما أدركت أني وجدت مساعداً لي .
    لا، إنها ليست سفينة فلينت . وعلى كل حال فقد مات فلينت إلا أن هناك بعضاً
    من رجاله على السفينة مما يشكل خطرا على الباقين .
    عندئذ همس :

    _ أليس واحداً منهم الرجل ذو . . الساق الواحدة ؟
    _ هل تعني سيلفر .
    _ نعم سيلفر ، ذلك كان اسمه .
    _ إنه الطباخ وهو رئيسهم أيضا .
    عندها رويت له قصة رحلتنا البحرية بالتفاصيل وبينت له الخطر الذي نواجهه حاليا .
    كان يصغي بانتباه شديد . وعندما أنهيت قصتي عقَب قائلا :

    أنت ولد طيب يا جيم وإني أدرك الخطر الذي تتعرضون له جميعا لذا أرجو أن تثق بي
    كما أرجو أن يكون السيد تريلوني كريماً مع من يساعده. هل تعتقد ذلك ؟
    أنا لا أعني أن يعينني حارس بوابة في الحديقة أو يوظفني كخادم ، ما أقصده .
    أن يدفع لي كحد أقصى_ لنقل ألف جنيه من المال الذي " بحوزتي الآن " .
    " أنا متأكد من ذلك " فبدا عليه الرضا .

    فصول رواية جزيرة الكنز Attachment

    سأروي لك قصتي . كنت في سفينة فلينت عندما خبأ الكنز وبرفقته ستة من البحارة الأقوياء .
    مكثوا في الجزيرة أسبوعا تقريبا ثم حدث ذات يوم أن عاد فلينت وحيدا
    في قارب صغير، كيف حدث ذلك ؟ سؤال لم يستطع الإجابة عليه أحد في السفينة.
    لقد كان وحده ضد ستة رجال . ومنذ ثلاث سنوات مضت كنت في سفينة أخرى
    ورأينا الجزيرة عندها قلت للبحَارة : " يا شباب، هنا خبَأ فلينت كنزه. دعونا نرسو ونبحث عنه " .
    لم يحبذ القبطان الفكرة ولكننا رسونا. تابعنا البحث اثني عشر يوماً وكان غضب الجميع
    يتنامى ضدي يوماً بعد يوم . وفي صباح يوم مشرق غادر الجميع إلى السفينة
    بعد أن قالوا لي : " لن تأتي معنا يا بينجامين .
    خذ هذه البندقية وهذا الفأس وابق حتى تجد كنز فلينت " .
    وهكذا مضت علي ثلاث سنوات هنا لم أذق خلالها لقمة من طعام طيب .
    لقد فهمت قصتك تماما ولكن هل لي أن أعرف كيف بإمكاني أن أعود إلى السفينة ؟
    تلك هي المشكلة، إنها بالفعل مشكلة. ومع ذلك فلدي قارب قد صنعته بنفسي .
    إنه تحت الصخرة البيضاء ، قد نحاول ذلك بعد حلول . . . . .
    في هذه اللحظة ورغم أن الوقت كان قبل ساعة من الغروب سمعنا صوت إطلاق
    مدفع السفينة فتساءل : ما هذا ؟

    صرخت: لقد بدؤوا القتال. ثم اندفعت مهرولاً باتجاه الخليج ناسياً
    كل مخاوفي وإلى جانبي بين جن في أسماله يحث الخطى بسهولة ورشاقة .

    قال لي: إلى اليسار إلى اليسار ، ابق إلى اليسار يا جيم تحت الأشجار .

    بعد وقت قصير من دوي المدفع سمعت طلقات أسلحة أصغر.
    تبع ذلك فترة قصيرة من الهدوء . وعلى بعد أقل من ربع ميل شاهدت أمامي
    العلم الإنجليزي يرفرف فوق غابة صغيرة .
    kakashi
    kakashi
    الـمــشـرف الـعـام


    عدد الرسائل : 1082
    العمر : 36
    الموقع : okeh.hooxs.com
    نقاط : 1928
    تاريخ التسجيل : 26/02/2008

    فصول رواية جزيرة الكنز Empty الفصل العاشر : السفينة المهجورة

    مُساهمة من طرف kakashi السبت 27 سبتمبر 2008 - 15:06

    كانت الساعة حوالي الواحدة والنصف عندما غادر القاربان هيسبانيولا متجهين إلى الشاطئ .
    وكنت أنا والقبطان والسيد تريلوني نناقش الأمور في مقصورة القيادة .
    لو كانت هناك ريح لاستطعنا أن نهاجم القراصنة الستة الذين بقوا في السفينة
    ثم انطلقنا إلى البحر ولكن أين الريح ؟ وفي هذه الأثناء أعلمنا هنتر أن جيم هوكنز
    قد تسلل إلى أحد القاربين وغادر إلى الشاطئ مع البقية .
    لا يمكن أن نشك في جيم هوكنز ولكن كنا قلقين على سلامته .
    انطلقنا مباشرة إلى ظهر السفينة كان البحارة الستة جالسين يتحدثون تحت أحد الأشرعة
    وعلى الشاطئ كنا نرى القاربين مربوطين وفي كل منهما يجلس رجل .

    كان الانتظار مضنيا، لذلك قررنا أن أذهب أنا ومعي هنتر إلى الشاطئ في قارب القبطان
    الصغير لنتعرف على المواقف عن كثب. كان القاربان مربوطين عند مصب النهر
    أما أنا وهنتر فقد جدَفنا على خط مستقيم باتجاه السياج الخشبي الذي حددت موقعه الخريطة.
    بدت الدهشة على الرجلين الذين تركا في حراسة القاربين عندما شاهدا قاربنا
    ولكن الأوامر التي تلقوها كما يبدو تحتم عليهم عدم التحرك .
    كانت هناك عطفة خفيفة على الساحل ، لذلك جدًفت باتجاه يبقيها كفاصل بيننا .
    وهكذا وحتى قبل أن ننزل إلى الجزيرة لم يعد يرانا الحارسان . فقفزت إلى الشاطئ
    وتحركت بسرعة وهدوء وكنت أحمل مسدسين ملقمين .
    وعلى بعد أقل من مئة متر شاهدنا السياج الخشبي وهاأنذا أحاول وصفه.
    يتدفق نبع من المياه العذبة على مقربة من قمة هضبة صغيرة ، وعلى تلك الهضبة
    وحول النبع ينتصب كوخ مصنوع من جذوع الأشجار القوية يتسع لأربعين شخص،
    وهو مجهز بفتحات للبنادق من كل جانب ، وقد قطعت الأشجار المحيطة بالكوخ لمسافات واسعة
    وأحيط بسياج علوه متران مغلق من جميع الجهات وهو متين يصعب تحطيمه بدون وقت
    وجهد كافيين ومكشوف جدا بحيث يصعب أن يحتمي وراءه المهاجمون .
    إن الكوخ باختصار موقع حصين ومن يتمترس فيه لا يحتاج إلا للمراقبة الدقيقة والطعام الكافي .

    لقد سرني على نحو خاص ذلك النبع. فعلى الرغم أننا كنا مرتاحين تماما في هيسبانيولا
    ولدينا الكثير من الأسلحة والبارود والأطعمة إلا أننا نسينا شيئا واحدا _ كان لدينا القليل من الماء .
    كنت أفكر في هذا الموضوع عندما سمعت صرخة رجل على وشك الموت تحطم سكون الجزيرة .

    عدنا إلى الشاطئ وقفزنا إلى القارب. كان هنتر حاذقا في التجديف.
    جدَفنا بسرعة كبيرة وحالما وصلنا السفينة وجدت الجميع مصدومين وكان السيد تريلوني
    يفكر بالمأزق الذي قادنا إليه وكانت الصدمة واضحة على واحد من البحارة الستة .

    قال القبطان سموليت وهو يشير باتجاه الرجل المصدوم :

    _هناك رجل جديد على مثل هذا العمل يا دكتور، كاد يغمى عيه حينما سمع الصرخة،
    أعتقد أننا قادرون بسهولة على ضمه إلى صفنا .

    فصول رواية جزيرة الكنز Attachment

    حدثت القبطان عن خطتي واتفقنا على الخطوات التنفيذية .
    وضعنا ريدروث عند أسفل الدرج وسلحناه بثلاث أو أربع بنادق ملقَمة .
    وجعل هنتر القارب بالقرب من نافذة مقصورة القيادة وقمنا أنا وجويس بتحميله بالبارود
    والبنادق وأكياس الأغذية وتلك الأدوات التي أحتاجها للتطبيب. بقي السيد تريلوني
    والقبطان في الأعلى ثم استدعى القبطان وأبلغه:_ سيد هاندس، هنا اثنان منا
    مع كل واحد مسدَسان . إذا تحرك أي منكم أدنى حركة ستكون نهايته .

    اندفعوا إلى الأسفل عبر السلم آملين دون شك أن يفاجئونا من الخلف
    ولكنهم توقفوا عندما رأوا ريدروث بانتظارهم.

    في غضون ذلك حملنا القارب بقدر ما تستطيع ولحقنا أنا وجويس بهنتر في القارب
    وجدَفنا باتجاه الشاطئ ثانية وبأقصى ما نستطيع من سرعة.

    وحالما نزلنا اليابسة من نفس المكان السابق شرعنا في نقل أشيائنا إلى الكوخ
    المحاط بالسياج الخشبي. كانت أحمالنا في النقلة الأولى ثقيلة مما جعلنا نلقي
    بما نحمله من فوق السياج. عندئذ تركنا جويس للحراسة _ صحيح أنه واحد ولكن بحوزته
    ست بنادق_ وعدنا أنا وهنتر إلى القارب وجلبنا حملا آخر. وهكذا تابعنا دون توقف ولو للحظة
    واحدة نلتقط فيها أنفاسنا . وأخيرا أخذ الرجلان مكانهما على السياج
    وعدت لحدي في القارب إلى هيسبانيولا .

    أمسكت السيد تريلوني بالحبل وربطه وبدأنا في تحميل القارب على وجه السرعة .
    أخذنا الكثير من اللحوم والخبز وبندقية وسيفاً لكل من السيد تريلوني وريدروث ولي أيضاً
    ثم ألقينا بباقي الأسلحة والبارود في البحر . ترك ريدروث مكانه عند الدرج وركب في القارب
    وكان القبطان على وشك مغادرة السفينة عندما صاح بصوت عال: الآن يا ابراهام جراي
    وأنا أغادر هذه السفينة آمرك بأن تنصاع لأوامر قبطانك . إني أعرف أن في أعماقك رجلاً طيباً .

    عندئذ سمعت اندفاعة مفاجئة ، صوت ضربات ، فإذا بابراهام جراي يندفع وعلى خده ضربة سكينة .
    وفي اللحظات التالية كان هو والقبطان في القارب قم انطلقنا . كانت الرحلة الأخيرة
    هذه مختلفة عن الرحلتين السابقتين . فقد كان القارب الصغير مثقلاً جداً بحمله المكون
    من خمسة رجال وبارود ولحم وأكياس الخبز.

    فجأة قال القبطان:_ المدفع
    كان الرجال الخمسة على السفينة منهمكين في تجهيز المدفع ورفع الغطاء عنه . قلت له :
    _ أنت يا سيد تريلوني خير من يرمي بدقة. فهل لك أن تطلق النار على واحد
    من أولئك الرجال، وليكن هاندس إن أمكن ؟
    صار السيد تريلوني بارداً كالجليد. وعندما أطلق الرصاص انحنى هاندس فأصابت الرصاصة
    واحداً من الأربعة الآخرين فسقط .
    رددت أصوات عديدة على الشاطئ صرخة الرجل الجريح. ورأيت القراصنة الآخرين
    وهم يندفعون من بين الأشجار باتجاه القاربين .

    عندها أعلنت :_ سيدي القاربان قادمان .
    فرد القبطان:_ إذن علينا أن نجدف بكل ما أوتينا من قوة حتى ولو غاص القارب من تحتنا.
    ثم أردفت قائلا:_ قارب واحد قادم يا سيدي، أما أفراد القارب الآخر فهم قادمون على اليابسة
    لمحاصرتنا . إذن عليهم أن يندفعوا بسرعة هائلة فنحن على بعد ثلاثين متراً فقط من الشاطئ.

    عن ذلك سمعنا دوي المدفع " نفس الدوي الذي سمعه جيم " . أخطأت القذيفة القارب
    ولكنها أماجت المياه من حولنا فغاص القارب بالماء . لقد غطسنا في متر من الماء.
    لم يؤذ أحد واستطعنا أن نصل الشاطئ إلا أن جميع المؤن صارت في القاع، وبندقيتان
    من أصل خمس بقيتا جافتين وجاهزتين للاستعمال ، إذ أمسكت ببندقيتي فوق رأسي
    أما القبطان فقد وضع بندقيته على كتفه .

    سمعنا أصواتاً قادمة نحونا من الغابات الممتدة على طول الشاطئ وأصبحنا عرضة للحصار،
    فأسرعنا إلى الشاطئ تاركين وراءنا القارب محملاً بنصف ما لدينا من بارود وأطعمة .

    kakashi
    kakashi
    الـمــشـرف الـعـام


    عدد الرسائل : 1082
    العمر : 36
    الموقع : okeh.hooxs.com
    نقاط : 1928
    تاريخ التسجيل : 26/02/2008

    فصول رواية جزيرة الكنز Empty الفصل الحادي عشر : قتال اليوم الأول

    مُساهمة من طرف kakashi السبت 27 سبتمبر 2008 - 15:09

    تحركنا بأقصى ما نستطيع من سرعة عبر غابة ضيقة تفصلنا عن السياج ،
    وكنا نسمع أصوات القراصنة تقترب منا . أدركت أن القتال لا بد أن ينشب ، فتفحصت بندقيتي .
    قلت للقبطان :
    _ السيد تريلوني أفضل رام ، أرجو أن تعطيه بندقيتك ، بندقيته غير صالحة للاستعمال،
    وبعد أربعين متراً وصلنا إلى طرف الغابة، ورأينا أمامنا السياج. في نفس الوقت تقريبا
    ظهر سبعة قراصنة من الطرف الآخر . حينما رأونا عقدت المفاجأة ألسنتهم وكان لدينا
    ما يكفي من الوقت _ أنا والسيد تريلوني من مكاننا وهنتر وجويس من فوق السياج
    _ لفتح النار عليهم . سقط واحد منهم وتراجع الباقون واختفوا بين الأشجار .

    سمعت صوت طلقة مسدس خارجة من بين الأشجار . أزَت الرصاصة بالقرب من أذني
    وسقط توم وريدروث على الأرض . رددنا أنا والسيد تريلوني على النار ولكن لم يكن أمامنا
    من هدف نرمي عليه . لقمنا بنادقنا واستدرنا نحو توم المسكين .
    أدركت مباشرة أنه لا يمكن أن يعيش . إن طلقاتنا ردت العدو على أعقابه لفترة.
    حملنا توم إلى داخل السياج إلا أنه فارق الحياة بعد ذلك بقليل .

    لاحظت أن جيوب القبطان منتفخة ، فإذا به يخرج العلم الإنجليزي والإنجيل وقطعة من الحبل
    وريشة كتابة وأشياء أخرى . نصب سارية وثبت عليهما العلم ثم دخل الكوخ وبدأ يتفقد المؤن .
    علق قائلاً :
    _ من المؤسف أننا فقدنا الحمل الثاني لدينا الآن ما يكفي من البارود والطلقات
    ولكن الأغذية قليلة بل وشحيحة . في هذه الأثناء دوت قذيفة من مدفع السفينة
    فوق سقف الكوخ وسقطت بعيداً في الغابة خلفنا . عندها عقب القبطان :
    _ ليكن ، استمروا في الرمي ! ولكن لتعلموا يا رجال أن لديكم القليل من البارود .
    في المحاولة الثانية سقطت القذيفة داخل السياج مثيرة الرمال ولكنها لم تسبب الأذى لأحد .
    عندها قال السيد تريلوني للقبطان : _ أعتقد أن الكوخ لا يمكن أن يرى من السفينة ،
    لا بد أنهم يرمون على العلم . أليس من الحكمة أن ننزله حالياً ؟
    صاح القبطان: ننزل العلم ! لا يا سيدي . لا يمكن أن أنزل علم البلاد .
    وافقنا جميعاً على موقفه .
    استمروا في الإطلاق طيلة المساء ، قذيفة اثر قذيفة ، وكانت تتساقط بعيدا خلف الكوخ
    أو قبل أن تصله أو على مقربة منه مثيرة الرمال خارجه وكان عليهم أن يرموا عالياً
    مما يجعل القذيفة عديمة الأثر حين سقوطها على الرمال الناعمة .

    جلس القبطان وبدأ يكتب:
    ( آلكسندر سموليت قبطان ، دايفيد ليفسي طبيب السفينة ، ابراهام جراي ،
    جون تريلوني المالك ، جون هنتر وريتشارد جويس خادمي المالك ، هؤلاء هم الأوفياء الباقون
    من طاقم السفينة_ المؤونة لا تكفي لأكثر من عشرة أيام _ الذين نزلوا إلى الشاطئ
    في هذا اليوم ورفعوا العلم الإنجليزي على الكوخ في جزيرة الكنز . أصيب توماس ريدروث،
    خادم المالك ، بعيار ناري أطلقه العدو ، جيمس هوكنز ، ولد . . ) .
    في هذه اللحظة بالذات كنت أتساءل بيني وبين نفسي عن جيم هوكنز المسكين
    فإذا بصوت يناديني وينادي القبطان وهنتر : _ هل أنتم هنا ؟
    اندفعت إلى باب الكوخ مباشرة فرأيت جيم هوكنز يتسلق السياج .

    kakashi
    kakashi
    الـمــشـرف الـعـام


    عدد الرسائل : 1082
    العمر : 36
    الموقع : okeh.hooxs.com
    نقاط : 1928
    تاريخ التسجيل : 26/02/2008

    فصول رواية جزيرة الكنز Empty الفصل الثاني عشر : داخل السياج

    مُساهمة من طرف kakashi السبت 27 سبتمبر 2008 - 15:13

    حالما رأى بين جان العلم قال لي : _ أصدقاؤك هناك .
    تساءلت : _ ألا يمكن أن يكونوا القراصنة ؟

    _ سيلفر لا يمكن أن يرفع العلم الإنجليزي . لقد نشب قتال وأصدقاؤك قد ربحوا الجولة
    وهو الآن داخل السياج الذي بناه فلينت منذ سنوات عديدة .
    _ حسناً ! عليّ أن أسرع وأنضم إليهم .
    _ أما أنا فلن أرافقك حتى أرى سيّدك ويعطيني وعداً قاطعاً . ولكن إذا طلب منّي القيام
    بأي عمل فأنت تعرف يا جيم أين تجدني ، تماماً حيث وجدتني اليوم . وعلى من يزورني
    كائناً من كان أن يحمل شيئاً أبيض في يده وأن يكون لوحده .

    _ مفهوم، مفهوم تماماً .
    ثم طلب مني بلهجة قلقة : أرجوك لا تنسى ذلك . ثم تابع : _ وإذا خيّم هؤلاء القراصنة
    على الشاطئ فقد يندمون على ذلك .

    استمر مدفع السفينة في إطلاق القذائف لمدّة ساعة وأخيراً ساد الهدوء
    فاتّجهت نحو السياج حيث استقبلني الأصدقاء بحرارة .

    بعد العشاء ناقش الرؤساء الثلاثة وضعنا إذ كانوا قلقين جداً بسبب قلّة مؤننا .
    كما رأوا أنّ أفضل أمل لنا يتجلّى في ملاحقة القراصنة حتى الاستسلام أو دفعهم
    للإبحار بعيداً في هيسبانيولا . فمن أصل تسعة عشر أصبحوا الآن خمسة عشر ومنهم
    واحد على الأقل _ الرجل الذي أصيب بجانب المدفع _ مصاب بجرح بليغ إن لم يكن قد مات،
    وإلى جانب ذلك هناك عاملان مساعدان لنا _ الروم وحرارة الطقس .
    الروم : كانوا على بعد نصف ميل عنَا ولكنّنا نسمعهم وهو يعربدون
    ويغنّون في وقت متأخر من الليل .
    الحرارة : بيّن الدكتور أن موقع مخيّمهم في الأرض المنخفضة سيجعل من نصفهم مرضى
    في أقل من أسبوع . كنت متعباً جداً لذلك سرعان ما غلبني النوم وفي الصباح استيقظت
    على جلبة أصوات عالية . قال أحدهم :
    _ علم أبيض ! إنه سيلفر بنفسه .
    كان هناك رجلان خارج السياج مباشرة . أحدهم يلوّح بقطعة قماش أبيض والآخر كان سيلفر نفسه .
    قال القبطان:
    _ ابقوا يا رجال داخل الكوخ ، فقد تكون خدعة . ثم صاح : من هناك ؟ قف وإلا أطلقت النار .
    ردّ سيلفر بصوت عال : علم أبيض للسّلام .
    عندها أعطى القبطان أوامره : _ دكتور ليفسي ، راقب الجانب الشمالي
    من فضلك ، جيم الشرقي ، جراي الغربي ليتفحص الجميع البنادق . أسرعوا يا رجال وكونوا حذرين .
    عندئذ التفت صوب العدو صارخاً : _ وماذا تريدون بعلمكم الأبيض ؟
    أجاب الرجل المرافق : _ القبطان سيلفر يا سيدي يعرض السلام .
    _ القبطان سيلفر ؟ من هو القبطان سيلفر ؟
    عندئذ أجاب لونغ جون بنفسه : _ أنا يا سيدي . لقد اختارني أولئك الشباب المساكين
    قبطاناً بعد أن غادرت السفينة يا سيدي . وقد لفظ كلمة " غادرت " بوضوح شديد ثم تابع :
    _ نحن راغبون في السلام إذا استطعنا الاتفاق معك . كل ما اطلبه حالياً أن تعدني بالأمان
    وعدم الأذى ضمن السياج .
    _ أنا شخصيا لا أريد التحدث معك أمّا إذا أردت أنت التحدث معي فيمكنك المجيء.
    وإذا كانت هناك خدعة فستكون حتماً من طرفك .

    ضحك سيلفر وهو يتقدم من السياج ثم قذف عكّازه داخل السياج وبعد عدّة محاولات نجح
    في تسلّقه ثم نزل بأمان . لقد بذل مجهوداً كبيراً في تسلق الهضبة الرملية .
    وأخيراً صار أمام القبطان الذي أمره بالجلوس . رد لونغ جون وهو يجأر بالشكوى :
    أرى أيها القبطان أنك لن تسمح لي بدخول الكوخ علماً أن الجو بارد هذا الصباح .
    لو أردت يا سيلفر أن تكون رجلاً شريفاً لكنت الآن جالساً في مطبخك الدافئ . إنها غلطتك .
    لقد عوملت كطبّاخ في سفينتي معاملة كريمة ولكن أن تكون " القبطان سيلفر "
    واحداً من القراصنة ، عندها فلتذهب إلى الشيطان . أجاب الطباخ بلهجة مستسلمة
    وهو يجلس : _ لكن أيها القبطان ، ليكن .

    فصول رواية جزيرة الكنز Attachment

    ثم أردف القبطان قائلاً : _ إذا كان لديك ما تقول تفضل .

    _ أنت عل حق أيها القبطان سموليت . أنا أعرف أن الواجب هو الواجب ، والآن لنبدأ ،
    أعترف أنك كنت ذكياً ليلة البارحة ، ذكيا بحق وعليّ أن أعترف أن بعضاً من رجالي
    قد أصابهم الهلع وربما أصابني أنا أيضاً .
    وقد تكون تلك الحادثة وراء وجودي هنا من أجل السلام ، ولكن لن تستطيع أن تفعلها
    مرة ثانية ، لا لا ، سنكون أكثر حذراً ونخفّف من شرب الروم . أنت تظن أني كنت سكراناً
    ولكن الحقيقة أني لم أكن كذلك بل كنت متعباً ولو استيقظت قبل نصف دقيقة لقبضت عليك .
    وعلى كل حال لم يكن قد فارق الحياة حينما أدركته .
    تساءل القبطان سموليت : _ حسناً، وماذا بعد ؟
    في الحقيقة لم يستوعب القبطان حديث سيلفر إلا أنه لم يظهر ذلك .
    أمّا أنا فقد أدركت الأمور تماماً . لقد هاجم بين جان القراصنة بينما كانوا جميعاً ممدّدين
    حول النار وهم سكارى كما خمّنت أننا الآن قد أصبحنا في مواجهة أربعة عشر عدواً فقط .

    ردّ سيلفر : _ إننا نريد الكنز وسنأخذه . أعطونا الخريطة للحصول عليه وتوقفوا عن
    قتل البحّارة المساكين وتحطيم رؤوسهم أثناء النوم .

    قال القبطان : الآن فهمت ما تريد ، اسمعني إذن ، إذا جئتم واحداً تلو الآخر وبدون أسلحة
    أعد بإرجاعكم إلى الوطن وتقديمكم إلى محاكمة عادلة في إنجلترا .
    لن تستطيعوا أن تجدوا الكنز ولن تستطيعوا أن تقودوا السفينة ولن تستطيعوا قتالنا .
    لقد نجا جراي من بين خمسة منكم . أنتم محشورون في زاوية خطيرة جداً يا سيد سيلفر .
    اخرج من هنا بسرعة .
    ارتسمت في نظرات سيلفر رغبة في القتل ، عندها صرخ : _ ساعدوني على النهوض .
    _ لا لن نساعدك .
    _ من يساعدني على الوقوف ؟

    لم يتحرك أحد منّا ، عندها بدأ يسب ببذاءة وهو يزحف على الرمل باتجاه السياج .
    وحينما وصل استطاع أن يسند نفسه مرة أخرى على عكازه وهو يطلق تهديدا مرعباً :
    _ في أقل من ساعة سأحطم كوخكم القديم كزجاجة من الروم . عندئذ من يموت منكم
    سيكون محظوظاً . ثم غادر بعد أن ساعده على تسلق السياج الرجل الحامل للعلم الأبيض
    ثم اختفيا بين الأشجار . حالما اختفى سيلفر شرع القبطان في تفقد المكان للاطمئنان
    على أن كل شيء في مكانه . فلقد كانت البنادق والبارود والطلقات في وضع جاهز للاستعمال .

    بدأ القبطان في إصدار أوامره : _ دكتور مكانك قرب الباب لا تظهر نفسك كثيراً ، ابق في الداخل
    وأطلق عبر مدخل الباب . هنتر ، مكانك الطرف الشرقي من السياج وجويس الطرف الغربي .
    السيد تريلوني وجراي موقعهما الجانب الشمالي الطويل حيث يكمن الخطر .
    أما أنا وهوكنز فنحن لا نرمي بصورة جيدة لذلك سنلقم البنادق ونساعد حيث نستطيع .

    فجأة رفع جويس بندقيته وأطلق ، وما كاد الصوت يتلاشى حتى رد على الطلقة من الخارج ،
    طلقة بعد طلقة من كل طرف من أطراف السياج ثم أعقب ذلك فترة هدوء .
    سأل القبطان : _ هل أصبت الرجل الذي رميت عليه يا جويس ؟
    _ لا يا سيدي لا أعتقد أني أصبته .
    _ إني سعيد أن أسمع منك الحقيقة . لقّم بندقيته يا هوكنز .
    دكتور كم تقدّر عدد الرجال من ناحيتك ؟

    _ على هذا الطرف كانت تسمع طلقات ثلاث بنادق . لقد رأيت ثلاث ومضات ،
    اثنتين قريبتين من بعضهما والأخرى أبعد باتجاه الغرب .

    _ وأنت يا سيد تريلوني ؟

    كانوا سبعة حسب تقدير السيد تريلوني وثمانية أو تسعة حسب تقدير جراي .
    أما من الشرق والغرب فقد أطلقت رصاصة واحدة فقط . لذلك كان من الواضح أن الهجوم
    سيكون من الشمال أما من الجهات الثلاث الأخرى فلن نتوقع إلا مجرد عملية تمويه .

    فصول رواية جزيرة الكنز Attachment

    فجأة وثب عدد من القراصنة من الغابة إلى الطرف الشمالي محدثين جلبة عالية
    ثم اندفعوا مباشرة نحو السياج ، في اللحظة نفسها بدأ إطلاق النار من الغابة ودوّت
    قذيفة عبر مدخل باب الكوخ مهشمة بندقية الدكتور إلى قطع .

    تسلق العدو السياج كالقرود ، عندها أطلق السيد تريلوني وجراي النار المرة تلو المرة
    فسقط ثلاثة رجال ، واحد داخل السياج واثنان خارجه ، إلا أن واحداً منهما سرعان
    ما نهض على قدميه واختفى بين الأشجار ، مات اثنان وتمكن واحد من الهرب ونجح أربعة
    في اجتياز السياج بينما استمر سبعة رجال أو ثمانية ، من مخبأ في الغابة ، في إطلاق
    نيران غزيرة ولكنها عديمة الجدوى .

    اندفع الأربعة الذين صاروا داخل السياج مباشرة باتجاه الكوخ وهو يصرخون .
    الآن تغير الموقف تماماً . فقبل لحظة كنا نطلق النار على عدو في العراء
    ونحن محميون بالسياج أما الآن فلق أصبحنا مكشوفين تماماً .
    صاح القبطان : _ يا شباب إلى الخارج ولنقاتلهم وجهاً لوجه ، بالسيوف .
    أمسكت بسيف واندفعت خارجاً من باب الكوخ .

    كان القراصنة الآخرون في تلك الأثناء يتسلقون السياج ليقضوا علينا نهائياً . إذ واحد منهم
    ذو قبعة حمراء من الوصول إلى أعلى السياج وفي فمه سكينة ، ومّد ساقه بغية النزول ،
    وآخر كان يظهر رأسه من فوق أعلى السياج إلا أنه في تلك اللحظة انتهى القتال
    وكان النصر حليفنا .

    قطع جراي رأس احدهم وآخر أصيب بعيار ناري خلال تبادل إطلاق النار داخل الكوخ
    وهو ممدد حالياً يعاني من إصابته والدكتور تولى أمر ثالثهم . فمن أصل الأربعة الذين نجحوا
    في تسلق السياج بقي واحد سليماً . هذا الرجل ترك سيفه على الأرض وبدا في تسلق
    السياج ثانيةً لينجو بنفسه من الموت الذي يلاحقه .

    صاح الدكتور : _ نار نار أطلقوا ناراً من الكوخ ! وأنتم يا أولادي عودوا إلى مواقعكم الحصينة .
    هرع الدكتور وجراي وأنا إلى الكوخ ، فقد يعود القراصنة قريباً إلى المكان حيث تركوا بنادقهم .
    وفي أي لحظة قد يبدأ إطلاق النار .

    خفّ الدخان في الكوخ وتبين لنا الثمن الذي دفعناه لانتصارنا . فهنتر كان ممدّداً فاقد الوعي
    نتيجة ضربة على رأسه وجويس ممدّداً عند متراسه مصاباً بعيار ناري في رأسه وقد فارق الحياة
    بينما كان السيد تريلوني في الوسط يسند القبطان .

    قال السيد تريلوني : _ لقد أصيب القبطان .
    فسأل القبطان سموليت : _ هل هربوا ؟

    أجاب الدكتور : _ لقد ولّوا الأدبار إلا أن خمسة منهم صاروا جثثاً هامدة .
    ردّ القبطان : _ خمسة ! هذا حسن ، لقد فقدوا خمسة ونحن فقدنا ثلاثة فقط ،
    ذلك يجعلنا أربعة ضد ثمانية .

    kakashi
    kakashi
    الـمــشـرف الـعـام


    عدد الرسائل : 1082
    العمر : 36
    الموقع : okeh.hooxs.com
    نقاط : 1928
    تاريخ التسجيل : 26/02/2008

    فصول رواية جزيرة الكنز Empty الفصل الثالث عشر : قارب بين جان

    مُساهمة من طرف kakashi السبت 27 سبتمبر 2008 - 15:16

    في ذلك اليوم لم يعاود القراصنة الكرّة فلقد كانت خسارتهم كبيرة .
    أمّا بالنسبة لخسائرنا فقد فارق هنتر الحياة بعد عدة ساعات كما أن جرح القبطان كان كبيرا
    ولكنه ليس خطيرا إلا أن القبطان لن يستطيع تحريك ذراعه لأسابيع عديدة .
    بعد العشاء جلس كل من السيد تريلوني والطبيب إلى جانب القبطان ، تحدثوا حتى تجاوز النهار
    منتصفه بقليل . ثم تناول الطبيب قبعته ومسدسه ووضع الخريطة في جيبه وبندقية
    على كتفه ثم تجاوز السياج من الطرف الشمالي وشرع يسير عبر الأشجار .

    دهش جراي ، فتساءل قائلاً : _ هل الدكتور ليفسي مجنون ؟
    أجبته : _ أعتقد أنه ذاهب لمقابلة بين جان .


    مساء البارحة رأيت الصخرة البيضاء وهاأنذا أحس برغبة في معرفة فيما إذا خبّأ
    بين جان قاربه هناك . كنت واثقا أنني لن أحصل على إذن بمغادرة السياج ،
    لذا قررت التسلل بعيداً عن الأنظار . ذهبت إلى كيس الخبز فملأت جيوبي وأخذت
    مسدسين وبعض البارود .
    تسلقت السياج بسرعة وهرعت إلى أقرب مجموعة من الأشجار ثم اتخذت طريقي
    إلى شاطئ البحر سرت بمحاذاة الشاطئ ثم زحفت إلى قمة الهضبة . عندها تمكنت
    من رؤية الصخرة البيضاء قابعة وراء شجيرات عند نهاية رأس بحري . زحفت طويلاً حتى
    وصلت إليها . كان هناك غور صغير ملئ بالأعشاب حيث وجدت قارب بين جان .
    كان قاربا بسيطاً مصنوعاً من الخشب وجلد الماعز ولكنه صغير جداً حتى لفتىً مثلي .
    كان عليّ عندئذ _ وقد وجدت القارب _ أن أعود أدراجي إلى الكوخ إلا أن فكرة أخرى طرأت ببالي .
    جلست أنتظر حلول الظلام وخلال ذلك تناولت وجبة من الخبز . وأخيراً هبط الليل
    وتلبّدت السماء بالغيوم ووسط الظلام الدامس كنت لا أرى سوى مصدرين من الضوء
    أحدهما من النار المتصاعدة على الشاطئ والتي جلس حولها القراصنة يشربون ويغنون
    والآخر ضوء خافت مشوب بالضباب ينبعث عن السفينة .

    تابعت طريقي عبر الرمال الرطبة إلى حافة المياه ثم شددت القارب إلى البحر .
    كان قارب بين جان مأموناً تماماً لشخص في مثل حجمي
    ولكن عملية التحكم فيه كانت غير عادية .

    وأخيرا بدت السفينة ككتلة أكثر سواداً من الظلام الذي يحيط بها ثم بدأت تدريجياً
    تأخذ شكلاً محددا وبعد لحظة كانت يدي تمسك بالحبل المربوط به . كان المد المتدفق
    يجرجر السفينة وكان الحبل مشدوداً جداً ، فكرت أن أقطعه بسكينتي وأن أدع الهيسبانيولا
    تندفع إلى عباب البحر ولكني تذكرت أن قطع حبل مشدود جداً أمر خطير تماما .
    وبينما كنت أقلب الأمر هبّت ريح خفيفة دفعت السفينة نحو التيار . وكم كانت فرحتي كبيرة
    حينما أحسست أن الحبل ارتخى للحظة في يدي ، عندها أخرجت سكينتي ،
    فتحتها بأسناني وبدأت في قطع الحبل .

    سمعت أصواتا عالية من السفينة . أحد المتحدثين كان هانز وكان الآخر الرجل
    ذو القبعة الحمراء وقد بدا واضحا أن الرجلين لم يكونا مخمورين فحسب بل كانا مهتاجين جداً .

    أخيراً هبّت الريح واقتربت السفينة مني أكثر في الظلام حتى أنني أحسست أن الحبل
    قد ارتخى تماما ، وبضربة قوية قطعته وسرعان ما قذفت نحو طرف السفينة .
    عملت جاهداً لأصبح خلف السفينة ، وأخيرا ابتعدت عنها .

    فصول رواية جزيرة الكنز Attachment

    وفيما كنت أقوم بالانفصال الأخير أحسست بأن هناك حبلا رفيعاً يتدلّى من نهاية السفينة
    فأمسكت به وقررت دون معرفة الأسباب أن ألقي نظرة على ما في السفينة من خلال النافذة
    الموجودة في الأعلى . سحبت قاربي الصغير نحوها وغامرت بالوقوف عندما قدرت أنني
    صرت في المكان الملائم وأنني قادر على رؤية غرفة القيادة .

    لم أجرؤ على إلقاء أكثر من نظرة واحدة وأنا واقف على ذلك القارب . فلقد رأيت هانز
    والرجل الآخر يتقاتلان بشكل مستميت وقد وضع كل منهما يده على عنق الآخر .
    بعد ذلك ارتميت في القارب وقد أحسست أنه قد انحرف فجأة وغيّر اتجاهه وزادت سرعته
    على نحو ملفت للنظر . في تلك الأثناء ارتفعت أصوات من السفينة إذ سمعت وقع أقدام
    متسارعة وأدركت أن الرجلين قد أوقفا القتال وأنهما قد أحسا بما حدث .

    تمددت في قاع القارب موقنا بأننا حين نصبح في عرض البحر سنتعرض بلا شك للأمواج
    المتلاطمة وعندها ستكون النهاية . صحيح أنني لم أكن خائفاً من الموت بيد أني
    لم أستطع ترقّب خطاه المتسارعة .

    عندما انبلج الصباح كنت وحيدا في قارب بين جان على الطرف الجنوبي الغربي لجزيرة الكنز .
    ولم يكن هناك أي أثر للهيسبانيولا ، أما الشاطئ الصخري الغربي للجزيرة فقد كان على مقربة منّي .

    فكرت بأنني إذا حاولت التجديف إلى الشاطئ فقد أهلك على الصخور أو ربما اضطررت
    لهدر كل طاقتي في محاولة لتسلق الجروف الصخرية . كنت متيقنا بأن التيار سيحملني
    إلى الشمال ، لذلك فقد قررت أن أحتفظ بقوتي في محاولة للرسو عند نهاية الجروف الصخرية .
    كانت الأمواج ترتفع عالياً ثمّ تنخفض دون توقف ، حاولت جاهدا أن أجلس في القارب
    حتى أجدف إلا أن تلك الوضعية زادت في تأجيج القارب بشكل كبير . ثم فكرت قليلا ،
    لا بد أن أستلقي في القارب وذلك حتى يحافظ على توازنه ثم أدفعه مرة أو اثنتين
    في الأماكن المناسبة . وهكذا تمددت تماما داخله وعندما أتيح لي دفعته دفعة صغيرة
    لأغير اتجاهه نحو الشاطئ .

    وحين تجاوزت نهاية الجروف أصبحت قريباً جدا من الشاطئ . وهناك أمامي وعلى بعد نصف ميل
    رأيت الهيسبانيولا منصوبة الأشرعة . كانت أشرعتها ممتلئة بالهواء
    وكانت تتقدم باتجاه الشمال الغربي . تصورت أنها تبحر عائدة إلى الخليج ولكنها سرعان
    ما بدأت تغير اتجاهها شيئا فشيئا نحو الغرب ، عندها ظننت أنهم رأوني وسيقبضون عليّ
    إلا أن مقدمة السفينة اتجهت أخيرا باتجاه الريح وتوقفت في مكانها .

    ثم ما لبثت أن دارت ثانية وأبحرت في اتجاه آخر ، في هذا الاتجاه أو ذاك ، إلى الأمام
    وإلى الخلف ، شمالا وجنوبا وشرقا وغربا ، وفي كل مرة تعود إلى حيث بدأت ومقدمتها
    باتجاه الريح وأشرعتها فارغة الهواء . ثم دارت ثانية حولي وكررت دورتها قاطعة
    نصف المسافة الفاصلة بيننا . عندئذ رأيت الأمواج البيضاء تتلاطم تحتها وبدت لي السفينة
    عملاقاً وأنا في قارب بين جان الصغير .

    فجأة وجدت نفسي في خطر ولم يعد لديّ وقت للتفكير إذ حملتني موجة عاتية
    في نفس الوقت الذي كانت فيه السفينة تتجاوز موجة أخرى سرعات ما ارتفعت فوق رأسي .
    قفزت دافعا القارب تحت الماء بقدمي وأمسكت بأحد حبال السفينة ثم ما لبثت أن وجدت
    مكانا أضع فيه قدميّ . تعلقت هناك وأنا في غاية الإنهاك وأدركت أن الخبطة التي سمعتها
    كانت صوت ارتطام السفينة بالقارب . وهكذا تركت على ظهر الهيسبانيولا دون أي أمل بالنجاة .

    kakashi
    kakashi
    الـمــشـرف الـعـام


    عدد الرسائل : 1082
    العمر : 36
    الموقع : okeh.hooxs.com
    نقاط : 1928
    تاريخ التسجيل : 26/02/2008

    فصول رواية جزيرة الكنز Empty الفصل الرابع عشر : على ظهر الهيسبانيولا

    مُساهمة من طرف kakashi السبت 27 سبتمبر 2008 - 15:17

    تسلقت السفينة ثم نزلت على ظهرها . كان كلا الحارسين هناك : ذو القبعة الحمراء مستلقياً
    على ظهره وهانز متكئا على طرف السفينة وحولهما دم أسود .عندئذ تيقنت بأنهما قد قتلا بعضهما
    إلا أن هانز استدار وهو يئن بصوت واه . اقتربت منه وبادرته قائلا : _ لقد صعدت على ظهر السفينة
    يا سيد هانز .
    حرّك عينيه بصعوبة ولكنّه لم يستطع أن يهمس إلا بكلمة واحدة " روم " لم أجب ، نزلت مباشرة
    إلى الطابق الأسفل ، وجدت هناك زجاجة فيها بعض الروم حملتها ثم عدت إلى هانز ،
    تناولها وشرب على الأقل ربع ما فيها دفعة واحدة ثم قال : أجل ، بحق السماء ، هذا ما كنت أطلبه ،
    سألته : _ هل جرحك خطير ؟
    _ لو كان ذلك الطبيب معنا الآن لأصبحت على خير ما يرام ولكنني سيّئ الحظ كما ترى .
    ثم أضاف مشيرا إلى الرجل ذو القبعة الحمراء : _ وأما ذلك الشخص فهو ميّت ، إنه ميت فعلاً .
    وأما أنت فمن أين أتيت ؟
    _ جئت إلى السفينة لأستلم قيادتها ، وأما أنت يا سيد هانز فعليك أن تتذكر بأنني الآن قبطان السفينة .
    عندها أنزلت علم القراصنة الأسود وألقيت به جانباً . كان يراقبني باهتمام بالغ ورأسه على صدره
    ثم قال لي أخيراً : _ أعتقد أيها القبطان هوكنز أنك الآن تريد الوصول إلى الشاطئ .
    إذن لنتحدث عن ذلك الموضوع .
    _ أجل بالتأكيد يا سيد هانز .
    ومن سيقود السفينة ؟ لا تستطيع أنت قيادتها إلا إذا علمتك ذلك . فإذا قدمت لي الآن ما تيسر
    من طعام وشراب إضافة إلى منديل أضمد به جرحي فسوف أعلمك كيف تقودها ،
    أليس هذا شرطا عادلا ؟ أليس كذلك ؟

    _ بلى ولكنني لن أعود إلى المكان السابق ، أريد الوصول إلى الخليج الشمالي
    وأرسو بالسفينة على الشاطئ هناك .
    إلى الخليج الشمالي ؟ ليكن ، سأساعدك على الإبحار إلى أي مكان ، سأفعل ، أعدك بذلك .

    في الواقع ، بدا لي أن كلامه معقول فاتفقنا مباشرة . وخلال ثلاث دقائق كانت الهيسبانيولا
    تتهاوى أمام الريح وكان رجائي أن تصل إلى الخليج الشمالي قبل المد كي أستطيع الرسو بأمان .
    بعد ذلك ، نزلت إلى الطابق الأسفل حيث أضع صندوقي ، فوجدت فيه منديلا حريريا كانت قد أعطتني
    إياه أمي . ساعدت هانز على تضميد الجرح الكبير في ساقه ، وبعد أن تناول بعض الطعام
    وجرع قليلا من الروم بدا في حالة جيدة فانتصب جالساً وبدأ يتكلم بصوت أعلى وأوضح .

    كنت سعيداً بموقعي الجديد، وقد خفف نجاحي الكبير من خوفي من غضب أصدقائي لمغادرة الكوخ
    بدون إذن مسبق ، ولربما كنت أكثر سعادة لو أن عينيّ هانز لا تتبعاني حيثما تحركت وترصدان
    كل سكنة من سكناتي .

    عندما اقتربنا من الخليج الشمالي ، كان المد ما زال عاليا إلى حد لم يتح لي أن أرسو بالسفينة
    على الشاطئ . عندها قال هانز وبسمة صفراء ترتسم على وجهه : _ أيها القبطان هذا هو صديقي
    القديم أوبراين ، ألا تستطيع قذف جثته إلى البحر ، لا أظن أن منظره جميل هكذا ، أليس كذلك ؟

    _ إنني لست قويا كما يجب لأفعل ذلك ثم إنني لا أحبذ الفكرة ، لذا فإنه سيبقى في مكانه .

    _ حسناً، كم سيكون لطفاً منك يا جيم لو أنك نزلت إلى الطابق الأسفل وجلبت لي . .
    زجاجة من النبيذ، فهذا الروم يسبب لي الدّوار .
    لم يكن طلب هانز طبيعيا كما بدا لي ، وبالطبع لم أصدق أنه يفضل النبيذ على الروم .
    لقد كان واضحاً أنه يريدني أن أتركه لوحده ، ولكن لماذا ؟
    _ ليكن ، سأجلب لك بعض النبيذ يا سيد هانز ولكن قد يستغرق البحث عنه بعض الوقت .
    نزلت وأنا أتقصد أن تكون خطواتي مسموعة بوضوح شديد . ثم خلعت حذائي وهرعت بهدوء
    إلى أعلى الدرج الآخر ورفعت رأسي لأراقب ما سيحدث .
    نهض هانز على يديه وركبتيه وكان واضحاً أن قدمه قد آلمته عندما تحرك فلقد سمعت أنينه .
    ثم زحف بسرعة إلى الأمام وتناول سكّينة طويلة من بين بعض الحبال وخبّأها بسرعة في معطفه
    ثم عاد إلى مكانه .
    كان هذا ما أردت معرفته . لقد أصبح باستطاعته التحرك وهو مسلّح أيضاً . إنه ينوي بلا شك
    استخدام السلاح ضدي وكنت متأكداً أيضاً أنه لن يستخدم السلاح
    قبل أن ترسوا السفينة على الشاطئ . هرعت إلى غرفة القيادة ، لبست حذائي ثم تناولت
    زجاجة من النبيذ وصعدت بها إلى حيث كنت . كان هانز مستلقياً كما تركته وعندما اقتربت منه
    نظر إليّ ثم فتح الزجاجة وجرع بعض النبيذ واستلقى بعدها صامتاً لفترة ، ما لبث بعدها أن صرخ :
    _ هناك يا جيم مكان جيد لرسوا السفينة، رمل ناعم أملس وأشجار من كل جانب .
    كان هناك الكثير مما يجب القيام به . فلقد تأرجحت الهيسبانيولا ودارت متجهة إلى الشاطئ
    الذي تحف به الغابات .
    إن شدة الإثارة التي ولّدها العمل الذي كنت أقوم به لم تسمح لي بمراقبة هانز بدقة فلقد كنت
    منهمكاً لدرجة أنستني الخطر المحدق بي. ولكنني ما لبثت أن سمعت صوتاً فنظرت حولي
    فإذا بهانز مقبل نحوي وقد قطع نصف المسافة التي تفصل بيننا ، كانت السكينة في يده اليمنى .
    قفزت جانباً عندما هجم عليّ فسقط أرضا وقبل أن يستعيد وضعيته كنت قد خرجت بسلام
    من الزاوية التي حصرني فيها . ولكنه سرعان ما نهض واتجه بسرعة جنونية نحوي . توقفت حيث
    كنت وسحبت مسدّسي من حزامي وصوبته نحوه ببرود . لم يطلق المسدس فلقد كان البارود رطباً
    شتمت نفسي على هذا الإهمال ولم يكن لدي متسع من الوقت لأجرب مسدّسي الآخر .

    فجأة أحسست أن السفينة قد ارتطمت بالرمل ثم مالت جانباً . عندها ارتمينا وبدأنا نتدحرج معاً
    نحو الطرف الآخر . وبسرعة خارقة نهضت وبدأت أتسلق الأشرعة مستخدماً ساعدي .

    أنقذتني سرعتي فلقد هوت سكينة هانز على بعد نصف قدم تحت أقدامي ووقف هانز في مكانه
    فاغراً فمه وقد ارتسمت على سماته مشاعر الغضب والدهشة .

    عندئذ استعدت قدرتي على التفكير فأسرعت بتلقيم المسدسين ببارود جاف هذه المرة
    الأمر الذي صعق هانز فبدأ يتسلق خلفي ببطء ومرارة حاملاً السكينة بأسنانه ساحباً خلفه
    ساقه المجروحة وهو يئن .

    وفجأة تراجعت يده اليمنى إلى الخلف فوق الكتف وسمعت صوتاً كالسهم ينطلق في الهواء
    ثم ما لبثت أن أحسست بألم حاد وسمعت صوت طرف السكينة يخترق الخشب عبر جلد كتفي .
    وفي خضم الألم وهول المفاجأة سقط المسدسان من يدي ، إلا أنهما لم يسقطا لوحدهما ،
    لقد سقط هانز ناكساً في مياه البحر وهو يطلق صرخة واهنة بعد أن تراخت قبضته ، وحين ظهر
    جسده على سطح الماء كانت الدماء تحيط به من كل جانب ، ثم ما لبث أن غاص ثانية وإلى الأبد .
    أما بالنسبة لي فلقد اخترقت السكينة جلد كتفي قبل أن تخترق الخشب إلا أن ارتعاشي حررني
    من هذا الوضع . نزلت بعد ذلك إلى الطابق الأسفل وضمدت الجرح الذي نزف كثيراً ولكنه لم يكن عميقاً

    أنزلت الأشرعة وأمنت كل شيء على ظهر السفينة ، وعندما انتهيت كان المد قد تراجع
    واستقرت السفينة على الرمال . تعلقت بحبل ثم قفزت إلى البحر كنت أودّ أن أفعل شيئاً واحداً ،
    أن أصل إلى الكوخ لأخبرهم بما فعلت . قد يلوموني على مغادرة السياج بيد أن الاستيلاء
    على الهيسبانيولا كان مبررا كافيا لتصرفي ذاك . وكنت آمل أن أحوز على رضا الكابتن سموليت .

    ارتفع القمر في السماء مما ساعدني على أن أكمل رحلتي وأقترب من السياج ، درت حول
    الطرف الشرقي وتسلقت السياج وبينما كنت أتجه نحو زاوية الكوخ سمعت صوتا غمر قلبي بالفرح ،
    صوتاً علياً أشبه بالموسيقى ، إنه صوت أنفاس أصدقائي وهم يغطون في نوم عميق .

    وصلت الباب ثم توقفت ، كانت الظلمة تملأ المكان في الداخل ولم أستطع رؤية شيء ولكني
    ما لبثت أن دخلت ويداي أمامي تتحسسان الطريق .

    فجأة سمعت صوتاً يرتفع في جوف الظلام ، إنه صوت ببغاء سلفر الأخضر يردد جملته المعهودة .
    تراجعت محاولاً الهرب ، فتعثرت برجل ، سقطت ثم تعثرت برجل آخر فأمسكني بقوة .
    عندها سمعت سلفر يأمر ديك بإضاءة القنديل .

    وفي ضوء القنديل الأصفر رأيت ذلك المشهد المريع . لقد استولى القراصنة على الكوخ والمؤن
    لم أر أي أثر يدلني على وجود أسرى وكان لا بد أن أفترض أن كل أصدقائي قد قتلوا ،
    وتمنيت لو أنني مت معهم .

    kakashi
    kakashi
    الـمــشـرف الـعـام


    عدد الرسائل : 1082
    العمر : 36
    الموقع : okeh.hooxs.com
    نقاط : 1928
    تاريخ التسجيل : 26/02/2008

    فصول رواية جزيرة الكنز Empty الفصل الخامس عشر : في مخيم العدو

    مُساهمة من طرف kakashi السبت 27 سبتمبر 2008 - 15:19

    كان هناك ستة من القراصنة، أما الباقون فقد فارقوا الحياة .
    خمسة من هؤلاء كانوا على خير ما يرام ، أما السادس فقد كان مستلقيا ورأسه
    مضمد بقطعة قماش ملطخة بالدماء .
    قال سيلفر :_ هكذا إذن ، هاهو جيم هوكنز في زيارتنا ، أليس كذلك ؟ إنها زيارة ودية !
    عندما قابلتك لأول مرة رأيت فيك الذكاء ولكن هذه مفاجأة حقيقية . سألته : _ أين أصدقائي ؟
    فرد أحد القراصنة بصوت عميق : _ فعلا ، أين هم ؟ محظوظ من يعرف الجواب .
    فصاح سيلفر بغضب :_ لا تتكلم يا صديقي حتى يطلب منك ذلك . ثم أجابني بصوته الرخيم :
    _ البارحة صباحا جاء الدكتور ليفسي ومعه راية بيضاء ، قال " لقد فقدنا السفينة
    " نظرنا إلى البحر ! يا للعنة ، لقد اختفت السفينة القديمة . لم أر في حياتي مجموعة
    من الأغبياء أسخف منهم ثم أردف الطبيب قائلاً :
    " دعونا نعقد صفقة " فاتفقت معه وهكذا ترى أننا حصلنا على المؤن والكوخ
    وحتى حطب الموقد الذي تنسى أن تقطعه لنا ، وأما أصدقاؤك فقد غادروا المكان
    ولا أعلم أين هم الآن .
    صاح أحد الرجال وهو يشتم : " اقتلوا الصبي " ، ثم ما لبث أن وثب شاهراً سكينته .
    صاح سيلفر بلهجة مهددّة :
    _ عد إلى مكانك ، ألا تعرف من أنت يا توم مورغان ؟ هل تصورت أنك الكابتن هنا ، ربما ؟
    ولكنني سأعلمك أنه ما من رجل وقف في طريقي وعاش يوما سعيدا بعد ذلك .
    لم يجب مورغان ولكن أصواتاً غضبى صدرت عن الآخرين ، قال أحدهم : إن توم على حق .
    ثم أضاف آخر :
    _ ضقنا ذرعا بالأوامر ، أفضل أن أشنق على أن أتلقى منك الأوامر يا جون سيلفر .
    زمجر سيلفر :_ هل من مبارز أيها السادة ، كلكم قراصنة أو لنقل أنكم كذلك .
    هاأنذا مستعد للنزال فليأخذ من يجرؤ منكم سكينة وسأقطّع أحشاءه .
    لم يجرؤ أحد على الإجابة أو الحركة . ثم ران صمت طويل بعد ذلك . أما سيلفر فقد أسند
    ظهره بهدوء على الحائط وهو يراقب أتباعه بطرف عينيه .
    عندئذ انتقل الجميع إلى آخر الكوخ وبدؤوا يتهامسون .
    صاح سيلفر ثانية : _ يبدو أن عندكم الكثير لتقولوه . تكلموا أو اخرسوا . أجاب أحدهم :

    _ عذراً يا سيدي ، نحن كطاقم غير راضين . حقوقنا يجب أن لا تقل عن حقوق أي طاقم .
    وحسب توجيهاتك فإننا نستطيع أن نتحدث على انفراد وهاأنذا أطالب بحقي في الخروج من هنا
    والتحدث خارج الكوخ . ثم ما لبث الرجل أن اتجه ببرود إلى الباب وغاب عن الأنظار ثم تبعه الآخرون ،
    واحداً تلو الآخر وبقيت وحيداً مع سيلفر .
    خاطبني سيلفر قائلاً :_ إنك الآن يا هوكنز في خطر شديد . لقد ضاقوا ذرعاً بقيادتي
    ولكن تذكّر أني سأكون إلى جانبك .

    وهنا بدأت أدرك حقيقة الموقف فسألته : _ هل يعني ذلك أنك هزمت ؟

    فأجاب : _ نظرت مرة إلى ذلك الخليج يا جيم ولم أر السفينة ، في الواقع أنا شجاع جداً
    ولكنني أدركت أنها النهاية . سأخلصك منهم إذا استطعت . ولكن أريد منك يا جيم عهداً
    بأن تنقذ حياة جون سيلفر وتخلصه من حبل المشنقة . للحظة لم أعرف كيف أجيب ،
    فهل أساعد في إنقاذ ذلك القرصان القديم ، كبير القراصنة ؟

    ولكنني قلت : _ سأفعل ما أستطيع فعله .
    صاح جون سيلفر : إنه اتفاق ، إذا تكلمت بشجاعة فسيكون لدي فرصة للنجاة .

    kakashi
    kakashi
    الـمــشـرف الـعـام


    عدد الرسائل : 1082
    العمر : 36
    الموقع : okeh.hooxs.com
    نقاط : 1928
    تاريخ التسجيل : 26/02/2008

    فصول رواية جزيرة الكنز Empty الفصل السادس عشر : القطعة السوداء مرة أخرى

    مُساهمة من طرف kakashi السبت 27 سبتمبر 2008 - 15:20

    بادرني سيلفر قائلاً : _ ها قد بدأت المتاعب يا جيم .
    كان الرجال قد تجمعوا حول الباب داخل الغرفة وهم يدفعون بأحدهم إلى الأمام .
    نظر سيلفر إلى ما أعطاه إياه الرجل وعلّق : " القطعة السوداء ! هذا ما توقعت .
    على كل ما زلت أنا ربّانكم . هاتوا ما عندكم من شكاوي وسأرد عليها " .
    أجاب جورج ميري : شكاوي ! أولا أنت مسؤول عن جميع الأخطاء التي ارتكبت خلال
    هذه الرحلة وثانياً جعلت العدو يفلت من هذا الفخ بلا مبرر . وثالثاً لم تسمح لنا بالهجوم
    عليهم أثناء تقدمنا ورابعاً وجود هذا الصبي جيم .
    فسأله سيلفر بهدوء : _ أهذا كل شيء ؟
    _ هذا كاف واف ، نحن نرى أننا سنشنق جميعاً بسببك .
    _ حسناً ، سأجيب على هذه النقاط نقطة نقطة : تقول إنني مسؤول عن فشل
    فهل هذا صحيح ؟ كلكم تعلمون ماذا كنت أريد ، ولو فعلتم ما أردت لكنّا الآن على متن
    الهيسبانيولا ومعنا الكنز ، قولوا بحق السماء من أفسد خططي ؟ من أعطاني القطعة السوداء
    يوم رسونا على اليابسة وبدأت هذه الحماقات ؟ أنت وهانز يا جورج ميري .
    توقف سيلفر وكان لكلماته بعض التأثير كما أحسست . ثم أردف قائلاً : _ هذه نقطة ،
    أما النقطة الثانية ، هذا الصبي . هل نفلته منا ؟ أليس بإمكاننا أن نحتجزه ونساوم عليه ؟
    والنقطة الأخيرة حول إطلاق سراح الأعداء من هنا آمنين . ربما كنت تظن أنت يا جون
    ورأسك المكسور ، وأنت يا جورج ميري بعينيك الصفراوتين المريضتين، ربما تظنّان أنه ليس
    مهماً أن يعودكما الطبيب كل يوم ؟ لقد عقدت صفقة ، فعلت ذلك لأنكم جئتم إليّ زاحفين
    على ركبكم ولو لم أفعل ذلك أيضاً لهلكتم جوعاً . ومع ذلك لا يعتبر كل ذلك هاماً إذا قيس
    بالسبب الحقيقي وراء إطلاق سراحهم .

    عندها ألقى بورقة على الأرض ، تعرّفت عليها مباشرة _ إنها الخريطة المرسومة على
    ورق أصفر والتي تحتوي على ثلاث علامات حمراء _ تلك التي وجدتها في صندوق " الكابتن" .
    لم أستطع حينذاك فهم العوامل التي حدت بالطبيب للقيام بهذا التصرف .

    لم يصدق القراصنة أعينهم . فلقد انتقلت الخريطة من يد إلى أخرى ، الكل يتخاطفها
    وهم يطلقون ضحكات الفرح وكأنهم قد حصلوا على الذهب
    وأنهم الآن في عرض البحر عائدون في أمان .

    أكّد أحدهم: نعم هذه شارة فلينت " ج . ف " وتحتها خط فيه عقده، هكذا كان يوقع دائماً .

    كان ذلك آخر مشهد في تلك الليلة ومع هذا لم أستطع النوم إلا بعد وقت طويل ،
    فلقد كان فكري مشغولاً بعدّة أمور : الرجل الذي قتلته بعد ظهر ذلك اليوم ، الخطر
    المحدق بي وقبل كل شيء اللعبة المدهشة التي كان يقوم بأدائها سيلفر .
    استيقظت على صوت واضح يتردد من طرف الغابة ، إنه صوت الدكتور يعلن عن وصوله .
    غمرني شعور بالسعادة وأنا أسمع صوته إلا أنني كنت أتهيب اللقاء . صاح سيلفر بعد
    أن استيقظ واستعاد حيويته خلال لحظات : _ عمت صباحاً يا سيدي الطبيب . لقد نهضت باكراً
    ونشيطاً بالتأكيد ، أسرع يا جورج ، وساعد الدكتور ليفسي على تسلق السياج .
    كل مرضاك بحالة جيدة كما أن لدينا مفاجأة مثيرة لك يا سيدي ، لدينا فتى غريب هنا .
    كان الدكتور ليفسي يجتاز السياج عندما تحدث إليه سيلفر وتمكنت أن أميز صوته حين
    قال : _ أليس هو جيم ؟ ردّ سيلفر :_ هو بعينه .
    صمت الطبيب برهة ، ثم أردف قائلاً :_ حسناً، الواجب أولاً ، دعني أرى رجالك المرضى أولاً.
    بعد ذلك بلحظة، دخل الطبيب الكوخ وبدأ عمله بين المرضى بعد أن حيّاني بهزّ رأسه .
    لم يبد عليه الخوف أبداً رغم إدراكه المحتم بأن حياته معرّضة للخطر وسط أولئك الأشرار .
    قال الطبيب بعد أن عالج الجميع كما لو أنه يعالج تلاميذ مدرسة لا قراصنة متعطشين
    للدماء:_ حسناً، لقد انتهينا من العمل اليوم ، والآن أريد أن أتحدث مع ذلك الفتى من فضلكم .
    كان جورج ميري آنذاك واقفاً عند الباب يتناول دواءه ، فالتفت صارخاً:_ لا، لا يمكن .
    فضرب سيلفر البراميل براحة يده مزمجراً:_ اخرس . ثم تابع بصوت عادي:
    _ لقد كنت أفكّر بذلك يا دكتور وأعتقد أني وجدت طريقة تناسب ستناسب الجميع .
    ثم التفت إليّ قائلاً :_ هل تعدني يا جيم بعدم الهروب ؟
    أعطيته وعداً قاطعا بذلك .
    قال سيلفر :_ ما عليك أيها الطبيب إلاّ أن تقف خارج السياج وعندما تصبح هناك
    سأنزل الفتى ليقف مقابلك من داخل السياج بحيث يمكنكما التحدث من خلال الشّقوق .
    وما كاد الطبيب يغادر الكوخ حتى تعالت أصوات حانقة متهمة سيلفر بأنه كان يحاول
    أن يعقد سلاماً منفرداً لينجو بنفسه. إلاّ أن سيلفر لوّح لهم بالخريطة في وجوههم
    سائلاً فيما إذا كانوا يريدون خرق السلام في نفس اليوم الذي سيذهبون فيه
    للبحث عن الكنز . صاح بهم :_ لا، بحق السماء ، لا، لن نخرق السلام إلا في الوقت
    المناسب وحتى ذلك الوقت سأستمر في خداع الطبيب من أجلكم .
    تقدّمت أنا وسيلفر عبر الرمال إلى حيث كان ينتظرنا الطبيب على الطرف الآخر من السياج
    ولمّا أصبحنا على مسافة تمكّننا من التحدّث معاً توقف سيلفر وقال للطبيب :
    _ هل ستتذكّر ذلك أيها الطبيب ، سيخبرك الفتى كيف أنقذت حياته وكيف انقلب الآخرون
    ضدي من أجل ذلك ، لهذا أعتقد أنني أستحق كلمة طيبة منك كما أستحق أن تعطيني
    بعض الأمل بالرحمة . تساءل الدكتور ليفسي :_ لماذا يا جون ؟! أنت لا تخاف .

    أجاب سيلفر : لديّ الشجاعة أيها الطبيب ولكنني لا أحب أن أموت شنقاً .
    والآن سأتنحّى جانباً وأدعك أنت وجيم وحيدين .

    بادرني الطبيب قائلاً بصوت يشوبه الأسى:_ لقد أوقعت نفسك يا جيم في المتاعب .

    انفجرت بالبكاء وأنا أقول له :_ لقد لمت نفسي بشدّة أيها الطبيب . .
    فقاطعني قائلاً وقد غيًر نبرة صوته تماماً :_ جيم لا أستطيع تحمّل ذلك اقفز على السياج
    ولنهرب معاً . أجبته :_ لا، أنت نفسك لن تفعل ذلك ، لقد وثق سيلفر بي ووعدته بألاّ أهرب ،
    عليّ أن أعود ولكن دعني أكمل من فضلك . لقد استوليت على السفينة ، ساعدني الحظ
    وحب المغامرة على القيام بذلك ، وهي الآن في الخليج الشّمالي .

    وباختصار شديد رويت له كل ما حدث واستمع إليّ دون أن ينبس ببنت شفة
    وعندما أنهيت قصّتي قال :_ لقد لعب القدر دوراً في ذلك ، أنت الذي ينقذ حياتنا
    كل مرة فهل تظن بأننا سندعك تفقد حياتك أنت ؟ ثم نادى سيلفر قائلاً له عندما
    اقترب منّا :_ إذا نجونا كلانا من هذا الفخ فسأبذل قصارى جهدي لإنقاذك .
    ثم أضاف : _ نصيحتي لك أن تبقي هذا الفتى قريباً منك وعندما تحتاج إلى المساعدة ،
    أطلق صرخة عالية عندها سأقدم لك العون ، وداعاً يا جيم .

    kakashi
    kakashi
    الـمــشـرف الـعـام


    عدد الرسائل : 1082
    العمر : 36
    الموقع : okeh.hooxs.com
    نقاط : 1928
    تاريخ التسجيل : 26/02/2008

    فصول رواية جزيرة الكنز Empty الفصل السابع عشر : البحث عن الكنز

    مُساهمة من طرف kakashi السبت 27 سبتمبر 2008 - 15:21

    انطلقنا كمجموعة غريبة المظهر ، الكل يرتدي ثياباً وسخة ممزّقة والكل مسلح إلا أنا .
    جثم الببغاء المسمى بالقبطان فلينت على كتف سيلفر وكان يردد كلمات غريبة .
    أما أنا فقد كنت مربوطاً بحبل أسير خلف سيلفر الذي كان يمسك بالحبل . وبعد رحلة طويلة
    في القوارب رسونا على مدخل النهر الثاني _ النهر الذي يمتد حتى طرف هضبة المنظار
    وهناك بدأنا التسلق .
    كنا نقترب من قمة الهضبة حين صرخ أحد الرجال من أقصى الطرف الأيسر صرخة فزع .
    قال مورغان العجوز : _ لا يمكن أن يكون قد وجد الكنز . وبالفعل لم يكن ما وجده هو الكنز ،
    بل كانت بقايا جثة رجل ، بضعة قطع من الملابس بقيت مع العظام، واجتاح الرعب
    قلوب القراصنة. إلا أنّ جورج ميري كان أجرأ من الجميع ، إذ راح يتفحص مزق اللباس
    الباقية وهو يعلن :_ إنها جثة بحار .
    قال سيلفر: بلى ولكن هذا ليس بالوضع الطبيعي للعظام . إن الأمر غير طبيعي .
    لقد كان الميت ممدداّ على طول قدماه تشيران إلى الاتجاه المعاكس . واصل سيلفر
    كلامه :_ عندي فكرة ، خذوا هذه البوصلة وحدّدوا منحى اتجاه هذه العظام .
    كان الرفات يشير بالضبط إلى الجزيرة الصغيرة وأشارت البوصلة إلى إ . س . إ وقرب إ .
    صاح عندها سيلفر : هذا ما توقعت . هناك في الأعلى يبدأ الطريق إلى الكنز المبارك ،
    ولكن بحق السماء ينتابني الرعب حين أفكر بفلينت . فلقد كان هو وأولئك الرجال الستة
    وحدهم هنا ، قتلهم واحداً تلو الآخر ثم جرّ جثة هذا الرجل إلى هنا وتركها .
    حين وصلنا قمة الهضبة أخرج سيلفر بوصلته وتفحص الخريطة ثانية ثم قال :
    _ توجد ثلاث شجرات طوال الطرف الأيمن : سيكون من السهل أن نعثر على الكنز الآن .
    وفاة سمعنا صوتاً يرتفع من بين الأشجار أمامنا ، كان صوتاً رفيعاً عالياً ومرتجفاً
    وهو ينشد الأغنية المعهودة :

    خمسة عشر رجلاً على صدر الرجل الميت
    يو ، هو هو ، وزجاجة من الروم !

    فصول رواية جزيرة الكنز Attachment

    فزع القراصنة فزعاً شديداً ، خطفت ألوان وجوههم بسرعة عجيبة وقفز بعضهم
    إلى الجانب الآخر وأمسك ببعضهم وأما مورغان فقد سقط على الأرض .

    قال سيلفر وهو يحاول جاهداً أن يخرج الكلام من بين شفتيه الشاحبتين :
    _ إن أحداً ما يحاول خداعنا . أنا هنا لأحصل على الكنز ولن يهزمني أحد أكان رجلاً أو شيطاناً .
    لم أخش فلينت يوماً عندما كان حياً والآن سأواجهه ميتاً . ها هنا على بعد أقل من ربع ميل
    يوجد سبعمائة ألف جنيه ، فكيف يترك قبطان مثل هذه الثروة من أجل بحار عجوز سكّير
    _ وخاصّة وهو ميت ؟

    قال ميري :_ لا تغضب الروح يا سيلفر .

    ردّ سيلفر : روح ؟ حسن قد تكون كذلك ولكن هناك شيء لم أفهمه .
    لقد كان هناك صدى وما أعتقد أن أحداً قد رآني في حياته روحاً ذات ظل فلماذا يجب
    أن يكون للروح صدى ؟ إن هذا رأي غير طبيعي بالتأكيد .

    بدت لي محاكمته العقلية تلك ضعيفة إلا أن تأثيرها على جورج ميري كان كبيراً
    فقال له :_ بلى ، هذا صحيح . كم أنت ذكي يا جون فعندما أفكّر بذلك الصوت يتهيأ لي
    أنه شبيه بصوت فلينت ، أنا أقرّ بذلك . إنه ليس واضحاً تماماً .
    إنه أشبه بصوت رجل آخر ، أشبه بصوت . . .

    زمجر سيلفر قائلاً :_ بحق السماء ألا تقصد بين جان . صاح مورغان :
    _ بلى هذا ما كنت أقصده تماما فقال ديك :_ كائن من كان فهو ليس أكثر من روح ،
    أليس كذلك ؟ بين جان ليس هنا بجسده كفلينت تماما .
    بيد أن الرجال الأكبر سناً هزئوا من هذا الرأي .

    صاح ميري :_ لم هذا اللغط ؟ ليس هناك من يهتم ببين جان ، ليس هناك من يهابه حياً أو ميتاً .
    كانت الطريقة التي بددوا بها مخاوفهم رائعة فلم يسمع صوت بعد ذلك .
    فتابعوا المسير ثانية . سار ميري في المقدمة ومعه بوصلة سيلفر لتبقيهم على الجانب الأيمن .
    سارع سيلفر خطواته ، كنت أسمع صوت لهاثه وأحس بغضبه وهو يشد الحبل الذي
    ربطني به إليه وكان في بعض الأحيان ينظر إليّ يعينين تطفح منهما الكراهية ،
    كان على مقربة من الذهب ، الأمر الذي أنساه كل شيء آخر . لقد تبخر وعده لي
    وتحذير الطبيب له . كنت واثقا بأنه يأمل بالاستيلاء على الكنز والسفينة وركوب البحر
    مع حلول الظلام ، وذلك بعد أن يذبح كل الشرفاء على تلك الجزيرة ثم يبحر بعيداً كما
    كان قد خطط من قبل محملاً بالأموال والدماء .
    وعندما اقتربنا من مخبأ الكنز بدأ القراصنة يركضون ، وفجأة وعلى بعد أقل من عشرة أمتار
    رأيناهم يتوقفون وانطلقت صرخة ضعيفة فهرع سيلفر وبعد لحظة وقف ووقفت معه .
    كانت أمامنا حفرة كبيرة ، حفرة ليست جديدة إذ أن جوانبها
    كانت قد انهارت ونبتت في قاعها الحشائش .

    كان بديهياً أن المكان قد اكتشف من قبل واستولي على الكنز وأن السبعمائة
    ألف جنيه ذهبت أدراج الرياح .
    kakashi
    kakashi
    الـمــشـرف الـعـام


    عدد الرسائل : 1082
    العمر : 36
    الموقع : okeh.hooxs.com
    نقاط : 1928
    تاريخ التسجيل : 26/02/2008

    فصول رواية جزيرة الكنز Empty الفصل الثامن عشر : النجاة (( الفصل الأخير ))

    مُساهمة من طرف kakashi السبت 27 سبتمبر 2008 - 15:23

    كانت الصدمة كبيرة جدا ، فلقد وقف الرجال الستة وكأنهم قد صعقوا ، أما سيلفر
    فقد امتص الصدمة فوراً وحافظ على هدوئه ورباطة جأشه ثم غير خطته قبل
    أن يتسنى الوقت للآخرين لاستيعاب خيبة الأمل . همس لي :_ خذ هذا يا جيم
    وكن مستعداً للمتاعب . ثم ناولني مسدسا بفوهتين . وفي نغس الوقت كان سيلفر
    قد بدأ يتحرك بهدوء وبعد قليل من الخطوات أصبحت الحفرة بيننا نحن الاثنان من جهة
    وبين الخمسة الآخرين من جهة ثانية . كانت نظراته تنم عن ود وصداقة مما جعلني
    أثور لهذا التغير المفاجئ لدرجة أنني لم أتمالك نفسي عن التعليق همساً :
    _ إذن فقد غيّرت حلفاءك ثانية .
    قفز القراصنة إلى قاع الحفرة وبدأوا ينبشون التربة بأصابعهم . لقد وجد مورغان
    قطعة من الذهب فرفعها وهو يطلق سيلاً من الشتائم ثم راحت تلك القطعة
    تنتقل من يد إلى أخرى لمدة ربع دقيقة .
    زمجر ميري قائلاً وهو يلوّح بها لسيلفر :_ جنيه واحد ، هذا هو كنزك !
    كم أنت ضليع في عقد الصفقات يا سيلفر ، ألست كذلك
    لم تخطئ مرة واحدة في حياتك أيها الغبي ؟
    سأله سيلفر :_ أتريد يا ميري أن تصبح القبطان مجدداً .
    كان الجميه هذه المرة في صف ميري فقد بدأوا يخرجون من الحفرة واتجهوا جميعاً
    إلى الطرف المقابل لسيلفر كما لاحظت .
    صاح ميري :_ أيها الرجال أمامكم اثنان منهما يقفان وحيدين هناك ، أحدهما ذلك الغبي
    المسن ذو الساق الواحدة والذي أوصلنا إلى ما نحن إليه الآن والآخر هو ذاك الفتى
    الذي أريد أن أنتزع قلبه . الآن أيها الرجال . . .
    كان ميري يرفع ذراعه وصوته لحثّهم على الهجوم عندما انطلقت ثلاث رصاصات
    من بين الأغصان ، فسقط ميري على رأسه في الحفرة كما سقط الرجل ذو الرأس المجروح
    على جنبه ميتا وهرب الثلاثة الآخرون .
    عندئذ خرج الطبيب وجراي وبين جان من بين الأشجار وما زال الدخان ينبعث من بنادقهم .
    صاح الطبيب :_ إلى الأمام بسرعة يا رجال يجب أن نبعدهم عن القوارب .
    وهكذا انطلقنا بسرعة هائلة نشق طريقنا بين الأشجار والشجيرات . وعندما وصلنا إلى
    منطقة مكشوفة رأينا الرجال الثلاثة وهم ما زالوا يركضون في نفس الاتجاه الذي اتخذوه
    منذ البداية . كنا قد أصبحنا بينهم وبين القوارب فجلسنا نحن الأربعة لنستريح قليلاً بينما
    كان سيلفر يتبعنا ببطء . وعندما وصل قال :_ شكراً لك أيها الطبيب . لقد جئت في الوقت
    المناسب لتنقذنا ، أنا وهوكنز . ثم أضاف :_ هذا إذن أنت يا بين جان
    أنت الذي لعبت علينا تلك الحيلة .
    ثم أخبرني الطبيب باختصار عمّا حدث ، الأمر الذي أثار اهتمام سيلفر إلى حد كبير .
    لقد وجد بين جان الكنز خلال تجواله المتكرر عبر الجزيرة . فحمل الذهب على ظهره
    على عدّة نقلات وخبّأه في كهف في الجزء الشمالي الشرقي من الجزيرة
    وذلك قبل فترة طويلة من وصول الهيسبانيولا .
    كان بين جان قد أفشى السر للطبيب بعد ظهر يوم الهجوم . وفي صباح اليوم التالي
    وبعد أن لاحظ أن السفينة قد اختفت تحدث الدكتور إلى سيلفر وأعطاه الخريطة
    بعد أن أصبحت عديمة الفائدة كما أعطاه المؤن لأن مخبأ بي جان كان يحتوي على
    لحم الماعز المقدد الذي حضره بين بنفسه . أعطاه كل شيء كي تتاح له فرصة التحرك
    من السياج إلى الكهف .
    وفي ذلك الصباح ، رأى أنني لا بد أن أكون حاضراً عندما يكتشف القراصنة أن الكنز قد اختفى
    لذا فقد اندفع عائداً إلى الكهف وأحضر معه جراي وبين جان ثم هرع إلى المكان
    ليكون جاهزا للمساعدة .
    عقّب سيلفر قائلاً :_ إذن من حظي أن يكون هوكنز موجوداً وإلا لتركتهم يقطّعون بسرور
    جون العجوز إرباً إرباً . فرد الطبيب :_ بكل السرور .
    كنا قد وصلنا إلى القوارب فركبناها وبدأنا التجديف نحو الخليج الشمالي .
    وعند مدخله دهشنا لرؤية الهيسبانيولا لا تتحرك تلقائياً ، إذ أن التيار القوي قد دفعها بعزم .
    تركنا جراي في حراستها ثم تابعنا التجديف إلى خليج روم وهو أرب مكان إلى مخبأ كنز بين جان .

    فصول رواية جزيرة الكنز Attachment

    يقع الكهف على مرتفع خفيف يمتد من الشاطئ حتى مدخل الكهف وعند نهاية المرتفع
    استقبلنا السيد تريلوني . حياني بلطف ثم التفت نحو سيلفر قائلاً :
    _ جون سيلفر، إنك رجل قذر وشرير ولكن طلب مني ألأّ أدعهم يشنقونك .
    فأجاب لونغ جون سيلفر وهو ينزع قبعته :_ شكراً لك يا سيدي .
    فصرخ به السيد تريلوني :_ كيف تجرؤ على الشكر ، اغرب عن وجهي .

    دخلنا جميعاً الكهف ، كان كبيراً يشرح النفس وفيه نبع ماء صغير مياهه عذبة ،
    وأما أرضه فقد كانت من الرمال . كان القبطان سموليت جاساً حول نار كبيرة موقدة
    وهناك في زاوية بعيدة حيث يصل ضوء النار الباهت رأيت أكواماً من سبائك الذهب
    وأبراجاً من قضبان الذهب أيضاً . هذا هو كنز فلينت الذي قطعنا من أجله كل تلك المسافات
    والذي دفعنا ثمنه حياة سبعة عشر رجلاً من بحارة الهيسبانيولا . كم أزهقت أرواح للوصول
    إلى هنا وكم سفحت دماء مخلّفة الحزن واللوعة، وكم من سفن جيدة غرقت في المحيط
    وكم من رجال شجعان قضوا نحبهم غيلة وكم ارتكبت جرائم بشعة ولفقت أخبار كاذبة
    ومورست تصرفات وحشية فتلك أمور لا يمكن أن يحيط بها أي إنسان .

    قال القبطان :_ تعال يا جيم . أنت فتى حسن السلوك ولكنني لا أعتقد أننا سنترافق معاً
    إلى البحر ثانية . أهذا أنت يا سيلفر ، لم أنت هنا ؟ أجاب سيلفر :
    _ عدت إلى عملي يا سيدي، فعقّب القبطان بإيجاز شديد :_ هكذا إذن ؟

    وفي صباح اليوم التالي بأنا العمل في وقت مبكر ، فلقد كان نقل تلك الكمية الضخمة
    من الذهب ما يقارب مسافة ميل من اليابسة إلى الشاطئ ثم ثلاثة أميال بالقوارب
    إلى الهيسبانيولا ، عملاً شاقاً بالنسبة إلى عدد صغير من الرجال كعددنا .
    لم يسبب الرجال الثلاثة أية متاعب لنا فقد هاموا على وجوههم في الجزيرة .
    وبعد أن بحثنا أمرهم قررنا أن نتركهم على الجزيرة وأن نترك لهم مؤونة كبيرة من
    البارود والطلقات والطعام والملابس .

    بعد ذلك أبحرنا إلى أقرب ميناء وعند وصولنا كانت الشمس على وشك المغيب :
    ذهبت مع الطبيب والسيد تريلوني إلى الشاطئ وعندما عدنا إلى الهيسبانيولا
    كان سيلفر قد رحل . بيد أن طباخ السفينة ذاك لم يرحل خال الوفاض فلقد اقتحم
    مكان الكنز وأخذ كيساً من النقود تبلغ قيمته ما يعادل ثلاثمائة أو أربعمائة جنيه .
    إلا أننا كنا سعداء للتخلص منه مقابل ذلك الثمن .

    في ذلك الميناء تعاقدنا مع بعض البحارة ثم تابعنا الرحلة بأمان عائدين إلى الوطن .
    ولم يبق على ظهر السفينة سوى خمسة رجال من بحارتها القدامى
    " اشرب ودع الشيطان يتدبر الباقي " .

    تقاسمنا الكنز ، وقد حصل كل منا على حصة جيدة تصرف بها بحكمة أو بغباء وفقاً لطبيعته .
    تقاعد القبطان سموليت من عمله كبحّار، وأصبح جراي قبطانا وشريكاً في ملكية
    سفينة رائعة ، كما حصل بين جان على ألف جنيه صرفها وبدّدها خلال ثلاثة أسابيع
    ثم أصبح حارسا عند السيد تريلوني ، العمل الذي طالما تخوف منه كما أصبح بالإضافة
    إلى ذلك مغنياً كبيراً في كنيسة القرية ، أما لونغ جون سيلفر فلم نسمع عنه شيئاً قط .

    wolf
    wolf
    عضو جديد


    عدد الرسائل : 21
    العمر : 35
    نقاط : 27
    تاريخ التسجيل : 28/02/2008

    فصول رواية جزيرة الكنز Empty رد: فصول رواية جزيرة الكنز

    مُساهمة من طرف wolf الخميس 23 أكتوبر 2008 - 4:06

    و الله القصة حلوة بالكتابة او الرسم

      مواضيع مماثلة

      -

      الوقت/التاريخ الآن هو الخميس 21 نوفمبر 2024 - 22:26